القاهرون لوما
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
جاء في الأثر:
“يأتي في آخر الزمان أقوام آخر قصدهم التلاوم”
وما أظن الزمان إلا زماننا…
فغاية ما نفعله ببعضنا هو الملام فيما بيننا..
نعيب الزمان…ونبكي ضياع البلدان، وانتهاك الإنسان…ثم نعود إلى حياتنا وقد ظننا أننا أدينا ما علينا!!
وهذا والله ما يوجع القلب ويغصُّه… أن يكون في الأمة مئات الألوف من المصلحين الذين صار رأس مالهم التلاسن والتعاتب، بينما مئات الفاسدين يمسخون جيلا كاملا، ويمحون آثار الإسلام في كل بر وبحر.
نحن أحفاد عشرات الصحابة الذين ذهبوا إلى الحبشة قلة فما تركوها حتى صار للإسلام في قلب إفريقيا قوة وشوكة وراية !!
نحن أحفاد عشرات التجار اليمنيين الذين مروا على آسيا الوثنية فحولوها مسلمة محمدية!!
أفيعجزنا مسوخ يسابقون الزمان ليجففوا ينابيع الأخلاق، ويسهلوا الفواحش والسقوط على الأجيال؟!!
ذكر كتاب السير أن لواء المشركين يوم أحد لم يزل ينتقل من رجل إلى رجل، كلهم يموتون دونه، حتى رفعه صؤاب وهو عبد حبشي مشرك لبني أبي طلحة وكان آخر من أخذه منهم فقاتل به حتى قطعت يداه ثم برك عليه فأخذ اللواء بصدره وعنقه حتى قتل عليه وهو يقول: اللهم هل أعزرت(يعني أديت ما علي).
ثم لما قتل صؤاب أخذت الراية عمرة بنت علقمة الحارثية فرفعتها لقريش حتى لجؤوا إليها وقاوموا حتى انتصروا!!
يا لخجلة النفس عندما يكون الكافر أشد عضا على جرحه، وصبرا على رايته من المسلم!!
فليعد كل إلى لوائه يحمله…
المربي يربي ولو ربع طفل، والمصلح يصلح في مجتمعه ولو معشار نفس، وطلاب الجامعة، والمستطيعون من أصحاب المهن والمواهب..
كلكم تستطيعون…وإلا فكلكم آثمون!!
لا شيء أقهر لقلب المصلح من جلد الفاجر وعجز الثقة!!
يقول سفيان الثوري عن نفسه رحمه الله: إن كنتُ لأرى المنكر لا أستطيع تغييره فأبول دماً!!
وقد كان عهده عهد خلافة وتمكين فكيف لو رأى حالنا وحال جميع المسلمين؟!
أوقفوا سب الزمان، وتعييب بعضكم ولو أياما، واعملوا…فما أسهل النوم على الظهر والأصابع على أزرة الهاتف مع مصمصة الشفاه، ولعن الظلام!!
وما أصعب بذل العرق في سبيل إنهاض أمة لو قام نبيها من مرقده لتبرأ من ثلثيها!!
اعملوا يرحمكم الله.