بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية حسنة، ولا بد من معرفة الفرق بين التأديب والعقوبة بالنسبة للطفل، فهو من أهل التأديب وليس من أهل العقوبة، وإن إحتجنا إلى العقوبة فعلينا أن نراعي إحترامنا لكيان الصغير ولكونه إنسان، ولا بد قبل العقوبة من توجيه النصح والإرشاد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجه الفتيان، فقد مر على غلام يسلخ شاة ولا يحسن، فقال صلى الله عليه وسلم للغلام ” تنحى حتي أريك ” فليكن شعارك مع ابنك تنحى حتى أريك.
ولا يلجأ المربي إلى الضرب مباشرة بل تسبقه عقوبات، كالنظرة الحادة، وشد الأذن والإهمال شرط ألا يطول، والمعاقبة المادية، وإذا إحتاج الأمر إلى الضرب فلا بد من مراعاة بعض الأمور وهو أن يكون قد بلغ الطفل العاشرة من عمره، وقد أمر النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم بضرب الطفل الذي بلغ العاشرة ولا يصلي، وكما أن يكون الضرب مفرقا على الجسد، وأن يكون بين كل سوطين وقت لذهاب الألم، وأن يتجنب الأماكن الحساسة، وألا يزيد على عشرة أسواط، فقد روى أبو بردة رضي الله عنه قال ” كان النبي صلي الله عليه وسلم يقول ” لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله ” ويمتنع المربي عن ضرب الطفل إذا ما ذكر الله، وذلك لحديث النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم ” إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فأرفعوا أيديكم ”
وفي ذلك تعظيم لشأن الله تعالي في نفس الطفل، ولا بد أن يعلم المربي أن هذه العقوبة ليست إلا للتقويم والتربية، ويبتعد عن العقوبة وهو غضبان لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ” لا يقضي القاضي وهو غضبان ” وأخيرا ندرك حق الطفل في الشريعة الإسلامية، وكيف أنها حقوق محفوظة ومصونة، والذي من أجله أن ينشأ الطفل على تربية صحيحة وسليمة، وبذلك نستطيع بناء أُمة قوية، فهذا منهج سهل وبسيط لكل مربى مهموم بتنشئة جيل صالح من الناشئة المسلمة بعدما إستبدت بهم الجاهلية تلقنهم قيمها وأخلاقها عبر مناهج تواطئوا عليها مع الشيطان لإفساد الأمة أطفالا وشبابا ونساءا وشيوخا لإخراج أشباه أو أمساخ للبشر لا هم لهم الا الشهوة وفقط، ولكل أب وأم حريصان على تنشئة أبنائهم التنشئة الإسلامية الصحيحة الراشدة.
وإن من أهداف المنهج التربوي هو تقديم ورقة عمل جاهزة للمربين والدعاة لمساعدتهم فى سعيهم المشكور المأجور لتنشئة أطفال المسلمين تنشئة صالحة تقوم على الكتاب والسنة وعلى الفهم الصحيح لدين الله تعالى، وتقديم الإعذار إلى الله تعالى بالعمل على نصرة دينه وسنة نبيه، والدعوة اليهما وتربية الناشئة المسلمة على ذلك، والعمل على تكوين المحاضن التربوية الآمنة السليمة التى تحتاجها الأمة فى هذا العصر بالذات لتنشئة أطفال المسلمين على الإسلام، ومواجهة المد العلمانى الإلحادى الإنحلالى ومواجهة مناهحه الباطلة التى تنخر فى جسد الأمة، والتى تقودها إلى الهلاك، وأيضا تربية الناشئة المسلمة تربية إسلامية واعية تتسم بالوضوح والشمول من أجل تحقيق الهدف المنشود بإقامة دولة
الإسلام.