كتب /أشرف الجمال
ترتبط التنمية وخاصتا المستدامة بتاريخ الإنسانية على مر العصور ولولاها ما كان للإنسان وللمجتمعات وجود على كوكب الأرض حتى الأن فالتنمية هى من أفرزت التقدم والتطور والرخاء والعلم والتكنولوجيا ومن ثم إلى التطور الإلكترونى والتكنولوجى الرقمى لشبكات الإنترنت والحاسبات الألية ومواقع التواصل الإجتماعى والهواتف الذكية والسوشيال ميديا.
ولذلك فأن “التنمية تعنى بانها التغيير المقصود والموجه بهدف أشباع حاجات الإنسان من خلال الإجراءات والعمليات المتتالية والمستمرة التى يقوم بها المجتمع للتحكم فى إتجاه وسرعة التغيير الحضارى ” والذى ساهم بدوره فى حل المشكلات الأساسية التى تواجهه دول العالم الثالث والدول النامية الخاصة بمشكلات ” السكان، والتعليم، والمياه، والظروف الصحية، والعادات والتقاليد، وسلوك الطريق ” وذلك إلى جانب دورها ومساعدتها ومساهمتها فى مجالات التنمية المستدامة الأساسية ” الإقتصادية، وسياسية، والإدارية، والإجتماعية ” لكافة المجتمعات .
وتساهم العلاقات العامة فى التنمية الإقتصادية بدورها فى تنمية الوعى الادخارى لتوفير الإستثمارات اللازمة لمشروعات الخطة القومية للتنمية المستدامة وتوعية الجمهور بضرورة ترشيد الاستهلاك وترشيد الإنفاق الحكومى وفضح الانحرافات والفساد ودعم الواجب الوطنى ونشر الوعى التأمينى للجمهور.
كما تساهم العلاقات العامة فى التنمية السياسية عن طريق غرس الشعور بالولاء والإنتماء لدى الجماهير والتصدى لمحاولات التشكيك الخارجية ونقل صوت الجماهير إلى القيادات المسئولة والمعنية لتهيئة الجماهير للتغيرات التى ستحدث مستقبلا وتفسيرها كما تساهم العلاقات العامة فى المجال الإدارى بأظهار التخلف فى القوانين واللوائح وتشجيع الحلول الذاتية والمبادرات للاداريين وتطبيق اللامركزية فى التعامل وتنشيط المناقشات التى تطور وتثرى الجانب الإدارى .
وكما تساهم العلاقات العامة فى التنمية الإجتماعية من خلال دورها فى حث وسائل الإعلام والمتعلمين على المشاركة فى جهود محو الأمية والتخطيط الأمثل لمشاكل التعليم والصحة والمياة وترشيد الأنماط السلوكية وبث القيم الروحية والأخلاق الحميدة والتأكيد على قيمة العمل وأهميته بين المواطنين لتقدم ورخاء وتنمية وسمو الوطن والمواطن .
ولأبعاد المشكلة السكانية فى مصر أسباب وأهمها الزيادة السكانية السريعة وتوزيع السكان والخصائص السكانية والتى اثرت بدورها على النواحى الإقتصادية نتيجة لزيادة الاستهلاك مع تزايد المجتمع وانخفاض المدخرات الشعبية والاعتماد الحكومى على الدعم لأكثر من بند وعمل استثمارى وسلعة مما يترتب عليه تراكم الديون الخارجية وخاصتا للمشروعات التى ليس لها طابع انتاجى وقليلة العمالة مع عدم الإهتمام بدراسة الأولويات والإحتياجات الخاصة بالدولة والمجتمع والمواطن إلى جانب زيادة حجم الدعم الحكومى تحت الضغط الملح لصيانة وتجديد شبكات الخدمات لكافة المرافق والتى بدأت الدولة فيه من خلال عمليات الإحلال والتجديد لكافة المرافق والخدمات مع الحفاظ على المياه بعد مشكلة سد النهضة الأثيوبي بتطهير الترع والقنوات والسدود وتبطينها للحفظ على المياه من التسرب والإهدار والذى نتج عن آثار إجتماعية منها الزيادة السكانية والتعليم والرعاية الصحية للأم والطفل والمجتمع وعلى الأوضاع الصحية والطبية التى بدأت الدولة بالفعل فى حلها بتعميم منظومة العمل بالتأمين الصحى الشامل بكافة محافظات مصر .
وكذلك فى الزيادة السكانية ومشاكل الإسكان والتى بدأت الدولة بالطبع فى علاجها وحلها ببناء مناطق ومساكن للقادرين وجارى بناء مساكن منخفضة التكاليف لغير القادرين من المواطنيين وللشباب المقبل على الزواج ” الحياة ” إلى جانب القضاء نهائيا تقريبا على العشوائيات من أجل حياة أجتماعية كريمة — وقد ساهم الإعلام بدورا حيوى ومهم فى مواجهة المشكلة السكانية من خلال تقديم منهج متكامل من المشكلة السكانية وتنظيم الأسرة بالجامعات والمدارس والأحزاب والجمعيات الأهلية وتكوين قاعدة عريضة من قادة الرأى والفكر والإبداع لعمل حملات التوعية تبث إلى كافة قنوات الإتصال والتواصل الإجتماعى والسوشيال ميديا إلى كافة الفئات المجتمعية وكذلك الإهتمام بالمداخل الإقناعية فى مخاطبة الجمهور بالمشكلة السكانية عن طريق الأسلوب الاتصالى المباشر أو الغير مباشر وعرض كافة الأراء مؤيد او غير مؤيد ” معارض “مع الترغيب والتخويف واستخدام الأساليب العاطفية والمنطقية ودعمه بالإتصال الشخصى و تفعيل أهمية وخطورة دور مجالات “حقوق الإنسان” فى رفع الأذى عن الفرد او الجماعة وجلب المنفعة لكل منهما من أجل تحقيق العدل والمساواة والإنسانية والسلام فى العالم من خلال اتفاقيات حقوق الإنسان التى نصة عليها منظمة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة …. ويأتى ذلك فى ضوء دراستنا للإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة لعلم من علوم الإعلام “العلاقات العامة فى المجال التطبيقى ” لأساتذتى الأجلاء دكتور محمود يوسف ودكتور على عجوة