الطفولة و رياض الأطفال
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
الطفولة و رياض الأطفال
بقلم الكاتب : جمال الشرقاوي \
( التربية استثمار في الأجيال الناشئة , سيعود ربحها مَرَّة أخرىَ للمجتمع الذي رَبَّىَ الطفل )
أنا في مقالي أدمج ( رياض الأطفال مع الحضانة ) و أتمنىَ أن يكونا شيئاً واحداً لإن الطفل حينما يتعلم 4 سنوات أفضل مِّمَّا يتعلم سنة واحدة , إذ الحضانة تبدأ حينما يتخطىَ الطفل عامه الثاني لتنتهي بالعام الرابع , و رياض الأطفال مدتها في الأعم الأغلب سنة واحدة فقط إذ إنها تبدأ في السنة الخامسة , و بعدها يدخل الطفل المدرسة الإبتدائية
بلا شك : أن رياض الأطفال لها فوائد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن الطفولة هىَ أن يعيش الطفل طفلاً لا أكثر من ذلك و لا أقل , و ليس مطلوباً منه أن يكون في طفولته عالماً أو فقيهاً مُتَجَهِّمَاً مُكَشِّرَاً عن أنيابه دائماً بحُجَّة أنه ( رجل المستقبل ) و ( رئيس الغد ) و ( رئيس وزراء ) الأيام القادمة , و إنما كل المطلوب من الطفل أن يعيش طفولته طبيعيَّاً جداً , فيما معناه أن يلعب و يضحك و يقفز و يجري هنا و هناك ,
و بالقطع : ( رياض الأطفال ) مطلوبة و حيوية جداً لتنشيط عقلية الطفل في هذه السن المبكرة ليكون عنده فكرة عن الدراسة و المستقبل و أن لا يخاف من المُعَلِّم و المُعَلِّمَة في المستقبل , و أن يعرف كيف يذاكر دروسه مستقبلاً من خلال المعلومات البسيطة التي تناسب طفولته التي قضاها في ( رياض الأطفال ) و أيضاً ليختلط بأطفال أخرين غرباء عنه ليسوا من جيرانه و لا من أهله فيتعلم الإحتكاك بالمجتمع و كذلك يتعلم كيفية الإختلاط بالأخرين الغرباء عنه و كيفية تكوين الأصدقاء و مشاركتهم في أفراحهم و أحزانهم بمعيار عقلية الطفل في هذه السن المبكرة , كما أن ذهاب الطفل لرياض الأطفال يجعله يتعوَّد على الجرأة و الشجاعة من خلال هذه الغربة ( البسيطة المؤقتة ) و كيفية الحفاظ على نفسه و الدفاع عن نفسه , بلا شك هذا أفضل من الإنطواء في المنزل ست سنوات كاملة حتىَ يذهب للمدرسة , والإنطواء ست سنوات في المنزل حتىَ يدخل المدرسة الإبتدائية ربما يضر بصحة الطفل النفسية أكثر مِمَّا يفيده بسب الإنطواء , و ربما يسبب له الأنطواء حالة نفسية مفادها حب الأنطواء و العُزلة , التي فيما بعد تعزله عن المجتمع رغم وجوده بين الناس , و هذه قصة أخرىَ ليست هى موضوعنا اليوم , و قد بدأت دور الحضانة أو رياض الأطفال بديلاً عن الكتاتيب التي كانت كل هَمِّهَا تعليم الأطفال القرآن الكريم و تحفيظه فقط , و كانت تستعمل القسوة و التعليم بالعصا و ليس بالفهم و العقل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و لكن ـــ : لابد من الأخذ بالتوصيات الأتية دور الحضانة أو رياض الأطفال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـــ المُعَلِّم التربوي :
فلو كان المسئول عن تعليم الطفل ليس حاصلاً على مؤهل تربوي و يعلم جيداً كيف يعامل الطفل , بدون الدخول في تفاصيل فلن يتعلم الطفل شيئاً ذا قيمة
2 ـــ إتصاف المُعَلِّم بصفة الأمانة المادية و المعنوية :
لابد أن يكون المسئول عن سلامة الأطفال أناس يراعون الله تعالىَ في الأطفال
3 ـــ التعليم المدني :
يجب أن يكون التعليم مدني و من ضمن التعليم المدني معلومات إسلامية للطفل المسلم و معلومات نصرانية للطفل المسيحي
4 ـــ لا يصح المعاملة العنصرية على أساس الجنس و اللون و الدين و اللغة أو على أساس المستوىَ الإجتماعي , أو على أساس المناهج و المذاهب
5 ـــ إتصاف المُعلِّم بالرحمة :
يجب أن يكون المسئولون عن الأطفال في دور الحضانة أناس رُحماء و أمناء حتىَ لا يضيع طفل منهم أو يتوه و يُفقد بسبب إهمالهم
6 ــــ عدم استعمال القسوة :
لابد من الإبتعاد عن القسوة مع الطفل بسبب الحفظ أو المذاكرة أو الواجبات التي يهملها الطفل و إلَّا ستأتي ثمرة القسوة بأن يتعلم الطفل الكذب و السلوك المنحرف الشاذ
7 ـــ المصاريف في مُتَنَاوَل الجميع :
يجب أن تكون مصاريف دور الحضانة أو ( رياض الأطفال ) في متناول الأهالي حتىَ يتمكنوا من دفعها
8 ـــ تَدَخُّل الحكومات لجعلها رياض متخصصة :
يجب على الحكومات أن تجعلها ( رياض متخصصة ) و بطريقة علمية أكثر و كأنها مدرسة حكومية حتىَ يستفيد الطفل في طفولته بالعلم و المرح و مواجهة المستقبل , و ذلك بأن تكون لمدة ثلاث سنوات ليتسنَّىَ للطفل إجادة القراءة و الكتابة
9 ــ لابد من اهتمام الحكومة بمثل هذه المؤسسات :
ما المانع أن تتبنَّىَ الحكومات دور رياض الأطفال للمعاقين ذهنيا و سمعيا و بصريا و عضوياً بأي من أعضاء الجسد حتى يكونوا فيها بعد أشخاص أسوياء لا يعانون من أي تعقيدات نفسية
10 ـــ لابد من تخصيص منهج تربوي طفولي :
يجب على الحكومات تخصيص منهج تربوي طفولي يقوم بتدريسه تربويون يلائم عقليته و طفولته
11 ـــ الحرص في هذه المؤسسات المجتمعيىة علىَ تعليم ثقافتنا أولاً :
يجب أن تكون مناهج ( رياض الأطفال ) نابعة من مجتمعاتنا و صالحة لأفكارنا و ليست مناهج مستوردة من الخارج و غير مناسبة لنا , لإن التربية استثمار في الأجيال الناشئة , سيعود ربحها مَرَّة أخرىَ للمجتمع الذي رَبَّىَ الطفل , و ذلك فإن التربية تعود إلى ممارستها في البيئة التي سيعيش فيها الطفل حينما يكبر , و لإن الإنسان إبناً لبيئته بالطبع
12 ـــ الحرص على تعليم اللغة العربية :
و لابد أن يتعلم الطفل في بداياته اللغة العربية الصحيحة و يتكلم بها و ذلك من خلال لغة التخاطب اليومية ( العاميَّة ) بين التربوي و الطفل
13 ــــ متابعة التربويون ( التوعويون ) و الأهالي للأطفال و الإتصال الموصول بين الأهالي و المُعلِّمين
لابد أن يكون المُعَلِّمون التربويون في رياض الأطفال متصلون دائماً بأهالي الأطفال و أولياء أمورهم للإشتراك معاً في التوجيه الصحيح للطفل
14 ـــ أن تكون هذه المؤسسات ترفيهية للطفل و تعليمية في آنٍ واحد :
لا يجب على الأهالي و لا على المسئولون عن دور الحضانة أو دور رياض الأطفال أن يعتبروها أماكن للترفيه عن الأطفال فقط أو أماكن للتخلص من شقاوة الأطفال , فهذا من الخطأ الفاحش و أعتبره جريمة بحق الطفل و المجتمع , فهذه الدور تؤهل الطفل نفسياً و تربوياً لأن يكون إنساناً حقيقياً في مجتمع إنساني متكاتف متعاون متفاهم متلاحم مع بعضه البعض
15 ـــ عدم الإهتمام باللغات الأجنبية و ترك اللغة العربية :
لا يجب أن تكون دور الحضانة و رياض الأطفال تأهيل لتعليم الطفل لغات أجنبية يتعلمها و يتقنها ليترك وطنه و أهله و يهاجر للخارج بلا عودة مدى الحياه
16 ـــ تقديم الوجَبَات الغذائية لصحة و نمو جسد الطفل نموَّاً سليماً :
يجب على الحكومات تقديم وجبات غذائية تحتوي على الفيتامينات الغذائية الكاملة للأطفال للعناية بصحتهم و عدم حرمانهم
و الخلاصة أن دور ( الحضانة ) و دور ( رياض الأطفال ) تهتم بتنشئة الطفل و تأهيله ( تربوياً ) و ( توعوياً ) للتعامل مع المجتمع في كافة الظروف
و الله تبارك و تعالىَ أعلى و أعلم
القاهرة \ نوفمبر \ ليلة السبت 27 \ 11 \ 2021 م
الساعة 20 و 12 ليلاً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر \