أخبار عاجلة

الخاطره_الحاديه عشر ـ الخلافات

#الخاطره_الحاديه_عشر #الخلافات

بقلم / نسرين شحاده 

 

هل فكرت في الخلافات بين الناس من قبل ؟ هل فكرت ما أهميتها وهل هي سلبية أم إيجابية؟ وكيف نستفيد من الخلافات في حياتنا وكيف نستخدمها لتحسين جوده حياتنا ؟

 

الحقيقة أن الخلافات دورها في حياتنا هو لتحقيق التواصل الجيد بمعني أن الهدف الأساسي من الإختلاف هو توضيح وجهات النظر وليس الهدف إهانه بعضنا البعض او التقليل من شأن بعضنا البعض او ان نقوم بحرق كل المراكب في خلافتنا .

 

الخلافات أساسها إننا من طبيعتنا اصلا الاختلاف .

من مميزات الإختلافات في التواصل هو إننا نأتي في نقطه ما في مرحله من المراحل الحياتيه نكتشف فيها التباين الذي بيننا ووجهات النظر المختلفة و نظرتنا للأمور بشكل مختلف و هذا أمر طبيعي جدا في جميع العلاقات ومن الطبيعي جدا وجود إختلاف بيننا وبين أقرب الناس وأحب الناس إلينا ولاكن المهم هنا هو المهاره في فن إداره الخلاف .

 

فن إدارة الخلاف يعتمد بشكل كبير علي فهمنا و إدراكنا للهدف من هذا الخلاف وما أريد الوصول إليه من هذا الإختلاف في علاقتنا وأريد الخروج من هذا الإختلاف بشكل فيه إستجابة من الطرف الآخر عن طريق توضيح وتوكيد لحقوقي و التوضيح للطرف الاخر بإن الهدف من هذا الاختلاف هو الوصول بعلاقتنا إلي نتيجه أفضل

 

الهدف من الخلاف هو الوصول بالعلاقة إلى جوده افضل ليس الهدف تدهور هذه العلاقة

 

التواصل الجيد لا يعتمد فقط علي توصيل رسالة فمن أسهل ما يكون هو توصيل رسالتك عبر مكالمة هاتفية ولاكن من الممكن بعدها أن تفقد التواصل مع هذا الشخص للأبد لان علاقتك به انهارت و تقطعت لأن رسالتك به وصلت بطريقة خاطئة.

 

التواصل الجيد يعتمد علي وجود قنوات للتواصل أي تستمر في المحافظة علي هذا التواصل لفترات طويلة بمعني إني أستطيع التواصل معك و تسمعني و لتحقيق هذا يجب توافر عده عناصر في هذه العلاقة

اولا: وجود إحترام متبادل بين الطرفين بمعني عند وجود خلاف بين الطرفين تتوافر لدي الطرفين مسؤولية مشتركة اي كل طرف يحمل مسؤولية مشتركه اي كل طرف لديه جزء من المسؤولية

 

المشكلة الكبري إننا عندما نحاول تقييم الخلاف بيننا دائما نلقي اللوم علي الطرف الآخر و نتهمه بأنه هو أساس المشكلة وهو سبب معاناتي.

 

اكبر خطأ يواجهنا في الخلافات إننا نحمل الطرف الآخر مسؤولية مشاعرنا

الطرف الآخر غير مسؤول عن غضبي وعصبيتي ليس هو المسؤول عن آثاره غضبي وليس هو المسؤول عن ما اشعر به من مشاعر سلبية .

 

لقد قام الطرف الاخر بهذا الفعل و قد يكون هذا من وجهه نظره التصرف الأنسب لهذا الموقف

اي كان دوافعه او مبرراته وفي نفس الوقت أنا استجبت بالطريقة المناسبة لي بمعني أدق ان رد فعلي و استجابتي مسؤليتي وليس مسؤلية الطرف الآخر فمن الممكن ان يسلك هذا الشخص هذا السلوك نفسه مع شخص آخر غيري وتكون رده الفعل مختلفة تماما فأنا إخترت رده فعلي وأخترت طريقة تعاملي ويترتب علي ذلك اني أصبحت يجب علي أن أتحمل نتيجة مشاعري عند حدوث اي خلاف مع الطرف الآخر ولا يجب علي إلقاء اللوم علي الاخرين فبالتالي اولا :بداية الحل تكمن في وعيي بنفسي ووعي بمسؤوليتي في العلاقه.

 

اولا: يجب أن أكون علي وعي بما صدر مني من تصرفات سابقه.

فمثلاً اليوم : لو حدث خلاف بيني وبين اي طرف آخر وكانت النتيجه انه تطاول علي او أذاني ببعض الكلمات فعلي الإدراك في هذه اللحظه ان ما وصلنا اليه اليوم من نتيجه مؤذية هناك جزء كبير من علاقتي به ادي بنا الي هذه النتيجة فمن الممكن ان اكون تساهلت معه في بناء حدود كافية لهذه العلاقه او اني ضغطت علي أزرار معينه بداخله او إستخدمت معه العنف السلبي او شاهد مني نظره معينه أغضبته او أسمعته بعض الكلمات السلبيه اللتي أثارت غضبه المهم ان لا اعفي نفسي من هذه المسؤولية ومحتاج ان اكون واعي بها وانا أتناقش مع الطرف الاخر في اي خلاف

 

ثانياً: لا يوجد خلاف يحل عن طريق مهاجمه الطرف الآخر بكل ما سبق بمعني ان لا اجمع له القديم والجديد اثناء النقاش ولا أتحدث معه عن نمطه وسلوكياته لان إستخدام هذه الطريقة لا يصل بنا الي اي حلول ولاكن المشكلة تحل عندما نتحدث أنا وانت في الموقف الحالي أنا وأنت هنا والأن وليس لي اي صله بما حدث امس ولا ما حدث في العام الماضي ولا اهتمّ بسلوكيات الشخص لا انتقد ولا أهاجم، اي شخص تضعه علي كرسي الاتهام فأنت بذلك تضعه في موقف الدفاع وسوف يبدأ في الدفاع عن نفسه و غالبا بيهاجم ويبدا في تبرير تصرفاته وينفي عن نفسه انه سبب المشكلة ويتهمك أن انت السبب في هذه المشكلة ويقلب الترابيزه ويأخذ الكلام كله في إتجاه الدفاع وهذه الطريقة لا تؤدي بنا الي اي حلول.

 

لكي نصل الي حلول محتاجين نتبع هذه الخطوات :

١- نتحدث في الموقف الحالي

٢- نتولي مسؤولية الجزء الخاص بنا في العلاقات او تحديدا الجزء الخاص بنا في هذه العلاقة

٣- ابداء مناقشه شعورنا فيما حدث مع الطرف الثاني نتيجه لما حدث حاليا ولا نتناقش في تصرفاته لا نقول له انت فعلت ولاكن نركز كيف استقبلنا هذا الفعل وما تركهً علينا من اثر

 

من الممكن جدا تقيمي لهذا الأمر يكون مخطئ وتكون المشكلة عندي في رؤيتي ونظارتي هي اللتي بها مشكلة وليست المشكله في نظارته هو او تصرفاته هو

وليس من الضروري ايضا ان يكون ما سببه لي الطرف الاخر عن عمد فمن الممكن جدا إلا يكون منتبه او ان هذا التصرف بالنسبة له مسموح به في عالمه الخاص ولو هذا التصرف فعل معه من قبل شخص آخر لن يشعر بأي مشكله و من الممكن ان لا ينتبه لهذا الخلاف

 

ولاكن انتبه داءما ما الهدف وراء هذا الخلاف؟

الهدف من هذا الخلاف هو توضيح احساسي و درجه قبولي لهذا الموقف وهل هذا الموقف مناسب بالنسبة لي او غير مناسب ودرجه تاثيره علي ومحتاج أيضاً ان أتحدث عن إحساسي نتيجه هذا الفعل كي نتجنب حدوث ذلك فيما بعد وأثناء حديثنا نتحدث عن الموقف الحالي وفي اللحظه الحالية وما وصلنا له الان بدون مراوغه و بدون لف ودوران والدخول في تفاصيل كثيره ومشاكل كثيرة و فرعيات كثيره

هناك أمرين مهمين جدا لا ننتبه اليهم اثناء الخلاف

الاول هو الاعتذار والثاني هو الامتنان

١-،محتاجين نتعلم قول هذه الكلمات أنا آسف ، عندك حق، أنا فعلا غلطان ومحتاج أتعلم كيف اعترف بخطئي لكي أستطيع مساعدة الطرف الاخر أيضاً علي أن يكون إيجابي بالقدر الكافي ويستطيع الأعتراف بخطأه

٢- محتاجين أيضاً نتعلم مهاره الامتنان بمعني لو الطرف الاخر بداء يستجيب و يسمعني او يقدر شعوري او يتعامل معي بشكل إيجابي محتاج ان امتن له وأظهر له هذا الامتنان لكي يكمل في اتجاه التصرف الإيجابي السليم ويستشعر قيمته ويستشعر الفرق بين المقاومه والرفض والغضب اثناء الخلاف وأثر ذلك علي بأي شكل من الأشكال و شكل استجابتي لذلك و شكل استقبالي للموضوع عندما تعامل معي بنضج و إحتواء للموقف وتقديري أنا لذلك وإظهاري له بهذا الأمتنان .

 

عند إنتهاء المواقف من الممكن وجود بعض من كلمات العتاب بداخلنا و عتابنا للطرف الاخر يساعدنا في التفريخ ويساعد كلا الطرفين علي التأكيد علي حقوقهم وتوضيح وجهة نظر كلً منهم لان ليس كل منا درجه استجابته للخلاف مثل الاخر

بعض الاشخاص اثناء الخلاف يفضل ان يختفي وينسحب ولا يستطيع المناقشة لانه يخشي من غضبه و يغشي إنه يغضب ويتشاجر و يكسر ما أمامه فيكرر الاختفاء اثناء الخلاف وهناك نوع آخر من الاشخاص لا يهداء إلا بعد التحدث وإخراج ما بداخله

 

لذلك محتاج ان اصبح علي علم بنمط شريكي في الحياه او الشخص اللذي أتعامل معه من خلال عشرتنا مع بعض

 

اخيرا قد يكون الخروج من الخلاف في تغيير المساحات بمعني ان هناك اشخاص لا تستجيب من اول محاولة وهناك أشخاص تفهم وتستجيب من النظره الأولى وهناك أشخاص لا تتفهم وتستجيب إلا عند الشعور بخطر شديد في العلاقة وهناك بعض الأشخاص يحتاج ان تكرر عليه المعلومة اكثر من مره ولا يستجيب إلا بعد تغيير المساحة

 

وفي النهايه الطرف الآخر أيضاً لديه إحتياجات في العلاقة مثلي تماما فإذا لم يقدر ما اقوله ولا يستوعب ما اقول ولا يفهمني ولا يشعر بما أريد أن اوصله له من الممكن جدا أن أغير مساحتي معه ولاكن اهم نقطة في القصة أن أكون علي وعي بقيمتي وبصمتي في هذه العلاقة ومقدر نفسي التقدير الصحيح لان عند شعوري بالتقدير الداخلي استطيع التأكيد علي حقوقي بهدوء شديد و توازن

 

و أراكم المره القادمه بإذن الله في خاطره جديده

دمتم أصحاء

 

نسرين شحاده

شاهد أيضاً

أحقا أحببته 

بقلم/ سماح عبدالغنى  أحقا أحببته  أحقا أخترق قلبى وذوبت فى قلبه  أحقا أصبحت روحه تسرى …