أخبار عاجلة

الخاطرة الخامسة.. “جلد الذات” بقلم نسرين شحاده

جلد الذات ينشأ معنا منذ الطفولة
نحن نربي علي صوت جلد الذات وهو مصاحب لنا في مراحل عمرنا المختلفة بصوره المختلفه،ونحن اطفال نشأنا علي ان والدينا غضبانين مننا لاننا غلطتنا فأغضبناهم.
نحن السبب إننا أوصلناهم لهذه الدرجه من الغضب ونحن سبب مرضهم لاننا لا تسمع لكلامهم.
نتيجه لذلك كله نربي تدريجيا علي الإبتزاز العاطفي ونتحمل مسؤولية مشاعر مش بتاعتنا ونتعرض للوم عليها طوال الوقت
مع الوقت وبالتدريج واحنا بنكبر بنكمل في نفس الطريق فنعتقد إننا المسؤلون عن إسعاد كل من حولنا ونعتقد إننا طوال الوقت مطالبين أن نسير كما يقول الكتاب مطالبين نعمل الصح طوال الوقت مينفعش نغلط او نقصر مينفعش نعمل تصرفات غير مناسبه او غير مقبوله
طوال الوقت خايفيين علي صوره خلقناها لانفسنا ونحاول إستخدامها كما يجب .
وفي الحقيقه كل منا لديه بداخله صوت الضمير وهو صوت الأنا الاعلي او super Ego اللذي ينشأ ويتغذي من خلال كل القيم اللتي تعلمناها ونشأنا عليها مثل الحرام والحلال والعرف والإلف من المجتمع علي كل ما تربينا عليه وتعلمناه منذ الصغر تخزن في صوت الضمير .
صوت الضمير يراجعنا من وقت لاخر وهو صوت صحي يجعلنا نمشي علي المباديء ويرشدنا للصواب والخطأ في طريقنا في رحله الحياه.
كل إنسان منا لديه رغبات و إحتياجات ولدينا دوافع تحركنا ونرغب في فعل كل ما هو سهل وسريع ويسعدنا ويشعرنا بالمتعه
فأحيانا ما نريده يحركنا تجاه أشياء خاطئة وغير مقبوله اجتماعيا او غير مقبولة دينيا
مثال: أريد ان أمتلك كثير من المال فمن الممكن ان يترتب علي ذلك تصرفات غير مناسبه او أشياء خاطئة وهنا يأتي دور صوت ضميري ويكون الهدف منه ان يضع امامي قيمي ومعتقداتي المخزنه مسبقا كي أسير عليها بشكل جيد.
وحتي هذه النقطه تمام وانا في حاله صحيه متوازنه من جلد الذات ولاكن المشكله الكبري تكمن لو صوت الضمير بداخلي تحول الي جلاد يلومني طوال الوقت علي كل تصرف وأبداء اشعر أنني أنا السبب في كل اخطاء الكون.
أنا المخطيء في كلّ شيء وواجب عليا تصحيح جميع الأخطاء وهذا يجعلني طوال الوقت في حاله مراجعة مستمره.
هناك بعض الأشخاص يظل طوال اليوم في سعي وعند وقت الدخول الي النوم كل افكار الذنب والتأنيب تكون بإنتظاره علي وسادته كي تراجعه علي كل تصرفاته وافعاله خلال اليوم.
جلد الذات درجات :
أولاً : ابدأ بتأنيب نفسي ولومها ومع الوقت والتعود ابدأ احمل نفسي مسؤليات مش بتاعتها وألومها علي أشياء لم أكن أنا المخطيء فيها .
واحمل نفسي فوق طاقتها وطوال الوقت أمارس الضغط عليها واطالبها بفعل الصح دائما واحيانا يتحول الأمر إلى شكل مرضي سواء كان من خلال شخصيه وسواسية تظل تؤنّب وتلوم نفسها علي كل صغيرة وكبيره علي كل شيء.
او يتحول الي شكل إدمان لاني لا اقتنع أبدا بأنني شخص جيد فيترتب علي ذلك أن أري نفسي بكفاءة أقل وأيضا المشكلة تكمن في عدم قبول الخطأ فنحن تربينا وتعودنا ان الخطاء يساوي شخص سيء.
والحقيقه ان كل إنسان يخطئ فالإنسان الصالح يخطئ والإنسان الفاسد ايضا يخطىء ولاكن الفرق أن هناك شخص يسعي لتصحيح أخطاءه ويسعي انه يصحح اخطائه ويسعي للتغير ويعمل علي نفسه وهناك شخص آخر واقف مكانه متحجر يريد الرجوع الي الوراء .
الفرق بين هذان الشخصان هو القناعه الداخليه لكل شخص منهم.
فالقناعة الداخليه بداخلي هي اللتي تؤثر علي قراري وشغلي علي نفسي.
جلد الذات مشكلته الأساسية انه يجعل الإنسان يصل لقدر من البعد عن نفسه وعدم التقبل فيصبح لا يستطيع ان يري نفسه بشكل جيد ولا يستطيع ان يمتن لها او يقول لها كلمات مدح ولا يستطيع ان يقول لنفسه تمام انت تسير في الطريق الصحيح.
لا يقتنع أبدا ان ما يفعله كافي او انه يفعله بالطريقة الصحيحه.
طوال الوقت يقوم بتقليل الأشياء الجيده اللتي يفعلها ولا يجيد غير لوم نفسه وتأنيبها علي كل خطاء يفعله ويصوره بداخله ونتيجه لذلك اصبح من الصعب
رؤيه مميزاته و يري إن ذلك من الغرور أن يري نفسه بشكل جيد أو يمتن لنفسه أو يري كفاءاته.
لكي نصل لحل عملي لحل مشكلة جلد الذات محتاجين أن نستوعب معا أصول جلد الذات.
أولا: بدأ بذي بدأ يجب أن أستوعب إني إنسان محدود ولي سقف نحن لسنا أشخاص خارقين وغير مسؤلين عن كل ما يدور في الكون من حولنا وأن أنا حدودي الشخصية هي حدود قدراتي أقوم فقط بما أستطيع فعله وليس كل المطلوب مني وأعترف لنفسي بسقف حدودي وإنني لا أستطيع عمل كل شيء في الكون.
فهذا يساعدني علي تقبل نفسي علي ما هي عليه بقدر استطاعتي.
ثانيا: أتعلم كيف أسامح نفسي علي الأخطاء بمعني اني استوعب إن الخطأ جزء من عمليه التغيير وجزء من الخطوات اللي أنا مشيتها في رحلتي معظمنا نخطيء لكي نتعلم لا نخطيء لاننا أشخاص سيئين .
نخطأ لان هذا الخطأ يعطينا وعي فالوعي لا يزيد إلا بالخطاء ومن افضل طرق التعلم هي المحاولة والخطاء .
يجب علي أن احاول دائما تجربه ما أستطيع فعله وما لاأستطيع فعله ولو اخطاءت أو فشلت هذا لا يعني إني شخص سيء .
ثالثا: ان أستطيع أن أعطي لنفسي قدر من التسامح و التقدير والوعي الذاتي بمعني إني مدرك تماما قيمتي الشخصية لا أري نفسي بعيون الأخرين ولاكن أري نفسي بعيني الشخصية أري نفسي بعيون رحيمه و متوازنه ولا يوجد لدي شفقه علي ذاتي لا أراها أقل أو أسوء مما يجب لا ألومها علي كل شيء ولا أحاسبها علي أخطاء الغير بل أراها في مكانها ووضعها الطبيعي.
كيف أتمكن من فعل ذلك بسهوله؟
١- بأن أتعلم كيف أسند لنفسي الأشياء الجيده اللتي فعلتها و أستطيع أن أبروز بداخلي اللحظات الجيده.
مثال: اديت شيء بشكل جيد.
او سعيت للوصول لهدف.
او بذلت مجهود لاتصرف بشكل جيد في موقف معين .
او ابتسمت في وجه شخص .
أتعلم كيف اسجل كل هذا بداخلي وأبروزه واذكر نفسي به من حين لاخر.
عندما أبدا بتجميع كل هذه الصور بداخلي بجانب بعضها البعض في ذلك الوقت ابدأ أكتشف إن لدي كثير من الاشياء الجيده تستحق التقدير والامتنان ولذلك محتاج ان امتن لنفسي باستمرار واقول لنفسي برافوا.
لا ابحث فقط عن النتائج ولاكني ايضا ابحث عن الخطوات اللتي أسير بيها واضعها في الميزان بشكل كافي.
اخيرا والاهم:
اني أعامل نفسي برحمه عند الخطاء من المحتمل ان اخطاء ومن المحتمل إلا اقدر علي نفسي وابذل مجهود ولا استطيع في ذلك الوقت محتاج ان احتوي نفسي.
فمثلا لو طفل صغير اخطاء فأنت محتاج تحتويه وليس فقط تعاقبه وتأنبه وتلومه
العقاب واللوم والتأنيب لا يعلم شيء.
فلو انت تمتلك شيء غالي ذو قيمه تحافظ عليه اكثر ولاكن لو عندك شيء لا يهمك ولا تراه ذو قيمه بما يكفي سوف تتركه بدون اهتمام كذلك جلد الذات
عندما أقيم نفسي واراها بصوره متوازنه وأحبها كما سبق وتكلمنا في موضوع حب الذات وشرحناه جيدا وطبقناه بصورته الصحيه السليمه في ذلك الوقت جلد الذات بيقل بنسبه كبيره .
محتاجين مساحه من التراحم والتسامح مع الذات .
واراكم قريبا في خاطره اخري نتشاركها سويا باذن الله.
نسرين شحاده

شاهد أيضاً

الكاتبة الصحفية : شهد ماهر  ماذا كتبت عن القطط !

#القطط #الصحفية_شهد_ماهر #شهد_ماهر #الصحفي_عمرو_مصباح #عمرو_مصباح كتبت : شهد ماهر تم النشر بواسطة:عمرو مصباح في مجتمعنا …