الحرام الشائك ق.ق.ج +18

الحرام الشائك ق.ق.ج +18
بقلم : مروى القاضي
شل عقلى وجحظت عيناى وتسارعت أنفاسى وتاهت نظراتى بين سطور رسالة، أصابنى الجمود كتمثال أصم أعدت قرأتها مرة أخرى غصة فى حلقى، آﻻﻻم تكاد تنزع قلبى من بين صدرى برودة شديدة فى أطرافى.
تبعثرت نظراتى فى كلمات وحروف رسالتها، ترددت كثيرًا فى إشهارها وأخذها على صفحات جريدتى، رسالة عقيم لا حل لها استوقفتنى خاتمة رسالتها برجاء نشرها حتى لا تضيع أخريات وليتعظ اﻵخرون .. وهذه هى :
تحمل طفلين هما ولداها من أحشائها بصفة غير شرعية، من المحال أن تتحقق شرعية بنوتهما هو الحرام الشائك…. سيدتى اسمحى لى بأن أحكى لكى ما دفنته فى جوفى عمر طويل …لا أريد منك حل لأن لا سبيل إلى ذلك..
فعندما كنت فى الثانية عشر توفيت والدتى وتبقى لى (أبى) وأخى يزيد عنى بعامين نحن أسرة فقيرة فى قرية زراعية صغيرة، اعتمدت على نفسى وأخذت أهتم بأخى وبعض شئون البيت، وأساعد أى من كان لا حصل على قوتنا وأبى لا شئ لا أحد لم أكن أتحدث معه ….
وفجأة رحل أخى إلى المدينة ليعمل صبى ميكانيكى، وأصبحت أنا وهو فى الدار لا أحد معنا يأتى فى الليل لا أراه أبدًا، وبعد شهور ليست بقليلة وفى ليلة باردة عتمة شعرت بأنفاسه تقترب منى أخذت أدفعه عنى بكل قوتى ولكن لم أفهم شيئًا.
وهكذا أصبح ليلاً ( هو) يأتينى يأخذنى دون رحمة أو شفقة، وكأنى لست ابنته مرت سنين وأتممت عامى الخامس عشر وأخى رأيته مرة واحدة لم يكف عن سؤاله لى ماذا حدث لماذا الحزن وضعف جسدى واصفرار بشرتى طلب من هو أن يأخذنى إلى طبيب ورحل أخى مرة أخرى…
وظللت وحيدة فكرت فى الهرب والانتحار كثيرًا كنت أرطم رأسى وجسدى بالجدار، الليل يأتى يحمل معه رعب ووحشة ودب فى أحشائى شئ ما. علم( هو )أخذ يدخن بشراهة، خرج وعاد بعد أيام عدة يزف إلى خبر زواجى من رجل يكبرنى ويكبره حتى يدارى الفضيحة.
وحدث العرس ولم يرتدع ولم ينته منى، وكتب الطفل باسم آخر، ويسافر زوجى ويعود مرة كل أسبوع وفى أحد الليالى أتى إلى تعالى صراخى، وفجأة وجدت أخى وزوجته أمامنا، ودب الشجار بينهما والصراع حتى أجهز أخى عليه، هو وساعدته زوجته ونظر أخى إلى وضمنى وأخذ يبكى بحرقة .. ثم قام ومعه زوجته وسحبوا جثمانه ودفنوه فى الدار وبعد فترة تم القبض على أخى وزوجته والحبس 15 سنة.
وها أنا ذا شبح امرأة ضاع منها كل شئ أحمل آخر فى أحشائى يكتب باسم زوج ليس بزوج ولا والد لهما هكذا أنا … لا أعرف أكتب أو أقرأ أعمل الآن فى بيت أناس طيبين هم من كتبوا لى الرسالة، انا لا أبحث عن حل لما أنا فيه ولكن أطلب منك أن تكتبى قصتى وترويها للتوعية والتنوير وحتى لا يخاف أحد من الفضيحة. وحتى يرتدع من تسول له نفسه أن يفعل هذا الفعل المشين البغيض كثير مننا فى ضياع، أنقذونا من نيران الجهل والعصيان.
عقد لسانى من هول ما قرأت إلى أى مدى يقودنا الجهل والخوف من الفضيحة، ضياع وعصيان واختلاط أنساب وأمهات تم تشويه أحاسيسهن واغتصاب أنوثتهن وتحويلهن إلى أشباه وأنصاف نساء، لنأخذ هذه المأساة ونعمل جميعًا، على إيجاد سبيل لنشر الوعى فى القرى والنجوع لنطرق كل السبل لنصل إلى هؤلاء وهن ننشر الوعى حتى لا يقع المحظور، ويخرج إلى المجتمع مسخ لا أصل له.. المرأة ….المرأة هى لا أحد فى مجتمعنا، قضية تهوى بالمجتمعات إلى الحضيض …

شاهد أيضاً

رحلة شقاء

رحلة شقاء …………… ومرت لحظات الرخاء وجاءت عاطفة الشتاء ويترك القصر الأمير وذهب يبحث عن …