بقلم: بلال سمير
لم تكن شعيرة الحج منفصلة عن باقي شعائر الدين وتحديدًا الجهاد، ويبرز هذا المعنى لقارئ آيات الحج في سورة البقرة وسورة الحج.
فآيات الحج في سورة البقرة، سُبقت بالحديث عن قتال المشركين المعتدين، وما يؤول إليه هذا القتال باستئصال شوكتهم ونفي فتنتهم ولو بعد حين، فقال تعالى: واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم، ثم بعد آيات قليلة قال: وأتموا الحج والعمرة لله
وفي آيات سورة الحج، ذكر شعيرة الحج بتفاصيلها وما فيها من ترسيخ عبودية القلب لله، ثم مباشرة قال تعالى: إن الله يدافع عن الذين آمنوا، إن الله لا يحب كل خوان كفور أُذِن للذين يقاتَلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير
فاللهم اجعلنا ممن دخل في الإسلام كافة، وحقِّقْ في أمة نبيك محمد ﷺ وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة، وأحيِ فيها روح الجهاد لتعود أمجادها وعزته
قال الله ﷻ :
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ
الدنيا بلا دين استدراج يتلوه عقوبة
فـ فتْح أبواب الدنيا على الناس ، قد تكون مقدمة لعقوبة ما
وقد يُحرَمُ بعضُ الناس رزقاً بسبب ذنوبهم
ويُفتَحُ على آخرين استدراجا
وخيرهم من يُعطـَىٰ عطاء الرضا
قال رسول الله ﷺ :
إذا رأيتَ اللهَ يُعطِي العبدَ من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراجٌ
ثم تلا قوله تعالى :
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ