التسكع في زقاق المنفى
_________________________
لوهلة مررت بجانب
ذاكرتي ،،
فحجزت لها رصيفا
و مقعدين ،،
على اليمين ظلي
ويسارا قنينة علقم
وعويل ريح يتوكأ
على صولجان
حولهما تطوف بنات
أفكاري ،،
أراني من بعيد
مقبلة أحمل قنديلي
المهترئ ،،
وخطوات تركض بداخلي
تسكب على الجمر
صدا
وضجرا ،،
يباغتان صهيل هشاشتي
و صمودي عجوز مقعد
يهرول ،،
يتمدد في جنبات العتمة
يتنقل بين الأزقة وقفار
موحش ،،
يخاطب النائمين
في صحار خاوية
يتساءل من أين و لم !؟
كل هذه المسالك الضريرة
تنزف قدماي
متعب مشواري
عطشان ،،
ومميت هذا الطواف
يلوك في العدم
بين الفواصل
أركن للحظات
أتأكد أني على قيد
الغياب ،،
ألتمس عذرا
لجميع أسئلتي
أقنعني ،،
لأسامر ظلي ومقعدي
أحتسي على حسابهما
أقداح خيبتي
بجانب الرصيف
شارع يقضم المسافات
ودكاكين تروي العبر
و الحكايات ،،
حانات و عمارات
تصفقان للغياب
بالقرب مني عجوز
شاردة ،،
تصدح مواويل
الخفافيش
تنسج حلكة ليل وغيمة
تستفز مواقد الحنين
قمر حزين يرقب مضجع
فجر ،،
تاه بين اللفحات
وعناد المسافات تطحنه
التساؤلات ،،
يطفو على ملامحه
الرماد ،،
لا أزالني أنا أرتعش
أبحث عن طيفي المعلق
على أسوار اللاوعي
أهيم بالغرق في وخزات
العمر ،،
تجرفني وراءها أهواال
الذكريات ،،
تشق بي دروبا شائكة
بالخراب ،،
حروبا و دمارا
كمد وجزر ،،
تتدافع أمواجي
الجميع أقفل في وجه
الحقيقة أبوابه
وأسدل أستاره
عدا ظلي لا يزال يتسكع
في أزقة المنفى ،،
يلتحف الظلام
ينقش على الصقيع
إرتعاشاتي
يعانق محطات الخوف
و ذعري يصطك بشراييني
عبثا أدير حديثي
بين قنينتي و مداعبتي
لسجارتي ،،
أشد جراح غربتي
وأكمل مسير ترحالي .
حورية بن مربي /الجزائر