أخبار عاجلة

الإرهاب لا دين له..

أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنتطرق في هذا المقال عن موضوع مهم جدا وقد يتهرب الكثير من الناس والإعلاميين من الحديث او الكتابة عنه كونه موضوع حساس لكنه واقعي وملامس لصميم حياتنا الا وهو التطرف والمتطرفين ،فهل التطرف مرض شخصي يصيب شخص واحد ؟ام هو مرض مجتمعي يصيب المجتمع ككل ؟والجواب هو مرض يكون وبائي في احيان كثيرة اذ ينتقل بسرعة البرق بين المجتمع ونؤكد على انه احيانا يكون كذلك ،ونرجح اسباب التطرف وحسب تجربتنا المتواضعة والعميقة وحسب دراستنا الميدانية و الأكاديمية عن الموضوع هو قلة وعي الناس اذ لمسنا أن هناك نقص كبير بالمعلومات عند الناس مثلا المعلومات الخاصة بواقعة الطف التي استشهد فيها الحسين عليه السلام او معرفة الشخصية الحقيقية للأمام علي عليه السلام او قصص ومآثر ال البيت جميعا او درجة رقي ووعي الناس في زمن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم مثلا تعاملات الصحابة وعلاقتهم مع ال البيت وكيف كانت علاقات سامية ،وكذلك انعدام المعلومات وليس نقصها فقط يسبب آفة التطرف ،ولتقريب الفكرة سأتحدث عن تجربتي الشخصية إذ إنني نشأت في بيئة حسب وجهة نظري بيئة صحية فمثلا كنا نسكن في شارع الجميع يعلن الحداد ويضع القدور للطبخ ثوابا بذكرى استشهاد أبي الأحرار الامام الحسين عليه السلام والجميع يستمع لقصة واقعة الطف بصوت العلامة الشيخ الدكتور احمد الوائلي وكلنا يعرف كيف هي شخصية الوائلي التي تتصف بالإعتدال إذ يروي واقعة الطف بكل صدق وبلا إضافات مضحكة أوبعيدة عن الواقع بهدف إستمالة تعاطف ودموع الناس وكذلك يروي كل قصص ال البيت بموضوعية وبعيد عن الإساءة لا للصحابة ولا لأي جهة اخرى وكذلك اجواء الحداد تتضمن إرتداء السواد والدمعة والعبرة واللطم والحزن المعتدل لذلك كل هذه الأجواء، وكذلك بيتنا الحيادي الذي يحترم الجميع والإنسانية والأخلاق هما المحك الوحيد الذي نقيم في الناس بغض النظر عن انتماءتهم وتوجهاتهم وهذا الشئ جدا رائع ونتمنى من الجميع ان يربوا أبناؤهم على الإعتدال وعلى تثقيف أنفسهم تاريخيا ودينيا لكي لا ينجروا الى قبر التطرف المظلم ،إذ ان نقص المعلومات يكون حلقات ناقصة من سلسلة فكر الإنسان ممكن أن تتدخل بها طفيليات التطرف وتعشعش فيها ويصبح من الصعب إنقاذ الإنسان من غرقه في وحل الكره غير المبرر للآخر وشعور ونظرة الفوقية للآخرين ،أما إنعدام المعلومات فهذه مصيبة كبرى إذ إن عقل الإنسان سيكون بيئة خصبة لكل من يحاول أن يزرع أفكار مغلوطة ويغسل مخ الناس عديمي الثقافة والدراية فيصنع منهم ناس حاقدين متطرفين تصل درجة الحقد والتطرف لديهم لتفجير أنفسهم وسط حشود البشر ظنا منهم إنهم ستكون وجبة الطعام القادمة مع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم والإسلام والرسول براء من كل ذلك .

والناس المتطرفة وحسب وجهة نظرنا مثيرين للشفقة لأن الله خلق الناس مختلفين كي يتعارفوا فممن يريد أن يتهرب هو والمجتمع كله عبارة عن خليط من أكبر مؤسسة في الدولة وحتى رياض الأطفال فهناك القبطي المسيحي والصابئي المندائي والكردي والتركماني و المسلم السني والشيعي الخ
فهذا النوع من الناس سيصاب بالجنون لأن المجتمع كله كقوس قزح يقول الله عز وجل (وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)وهناك إختبار بسيط يختبر فيه الإنسان نفسه لمعرفة ما اذا كانت أفكاره عنصرية او تطرفية وهي نظرة بسيطة الى أعماقه وأن يوجه سؤالا الى ذاته هل هو محبا للجميع متعاطفا مع الناس ككل؟وإذا كان جوابه نعم إذن هو سائر في الحياة بصورة صحيحة لأن الدين الحقيقي هو الذي يحتضن كل الناس وهدف الأديان جميعا هي توحيد الناس وجمعهم في بوتقة الحب وتحت مظلة الإنسانية،
ومن الجدير بالذكر هناك الكثير من الناس يتعادى مع إمام او مع مذهب كامل كون بعض المرائين او أصحاب البدع أو المتطرفين يتنمون اليه وهذا الشئ خاطئ جدا لأن في اي إتجاه او اي مذهب او أي مجال او حتى في أي مكان هناك الصالح وهناك الطالح لذلك يجب على الإنسان ارضاء الله وإرضاء ضميره كي يكون إنسانا حقيقي يتقبل الناس بحب ويعطي صورة رائعة عن نفسه وعن دينه ومذهبه اذن فليكون ديننا ومذهبنا واحدا وهو الإعتدال ،
وكذلك ليفهم الجميع أن هناك قصص وروايات خاطئة دست من ناس مغرضين في التأريخ بطريقة ذكية مسمومة الهدف منها جعل الناس يتقاتلون وهي كلها مؤلفة وغير صحيحة اطلاقا أججت ووترت العلاقات الإنسانية وأثارت الضغائن وسببت الفرقة وجعلت الناس يقتتلون ويكرهون بعضهم وهي لا أساس لها من الصحة.

شاهد أيضاً

الله عليكم يا مصريين مهما تكونوا….

الله عليكم يا مصريين مهما تكونوا…. رفيق يوسف طبيب سعودي يحكي : أنه في أحد …