أشرف عمر
الإحْسانُ إلى الناسِ، والعَفْوُ عنهم والتَّجاوُزُ عن مُعْسِرِهِم من مَكارِمِ الشَّريعَةِ الإسْلاميَّةِ ومَحاسِنِها، ومن أعْظَمِ أسْبابِ نَجاةِ العبدِ يَومِ القِيامَةِ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “كان رجُلٌ يُدَايِنُ النَّاس” أي: يتعامل معهم بالقَرض، أو يَبِيعَهم بالآجل، وكان يقول لغلامه الذي يتقاضى الديون التي عند الناس: إذا أتيت مدِيْنَا ولم يكن عنده ما يقضي به الدَّين الذي عليه لعجزه، “فَتَجَاوَزْ عنه” إما بإمهاله وعدم الإلحاح في المطالبة، أو بقبول ما عنده ولو مع ما فيه من نقص يسير، “لعَلَّ الله أن يَتَجَاوَزَ عنَّا” أي يعفو عنَّا لتجاوزنا عن عباده والتيسير عليها ورفع الحرج عنهم، وهذا لعلمه؛ بأن الله تعالى يكافئ العباد على إحسانهم إلى عباده بما يوافق فعلهم. ولعلمه أن الله تعالى لا يُضِيع أجر من أحسن عملًا. “فَلَقِيَ الله فتَجَاوز عنه” مكافأة له على رحمته بالناس، ورفقه بهم، وتيسيره عليهم.
صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.