الأصدقاء الصادقون
خاطرة
إهداء خاص
الأصدقاء الصادقون هم أولئك الذين يبقون على العهد والطهر والصفاء .. أولئك الذين يذكرونك ويتذكرونك مهما تباعد بينكم الزمان والمكان .. مهما اختلفت الوجهات .. والمناصب .. لا يتكبروا ولا يتجبروا إذا اعتلوْا .. لا يشعرون أنك دونهم أو أقل منهم مكانة ومركزا .. كل ما يشعرون به .. هو الصدق والوفاء والثقة والصفاء والمحبة التي لا تبلى ولا تتغير ..
الأصدقاء الصادقون هم أولئك الذين إذا قصدتهم استجابو دون ماهيات أو حيثيات أو تلعثم في الإجابة أو الإعتذار .. أولئك الذين يقولون لك دون تفكير : أبشر .. لن يصيبك مكروه إن شاء الله .. أولئك الذين يبذلون الغالي والنفيس ليردوا عنك الأذى .. وليسعدوا قلبك .. فسعادتهم تكمن في سعادتك .. وراحتهم تكمن في رؤيتك بخير .. والسماع أنك بخير .. لا يريدون منك جزاء ولا شكورا .. إنما عملهم لنيل رضوان الله .. فهم يحبونك في الله ولله .. يكفيهم ما جمعك بهم من مودة لا شائبة فيها .. وما يشعرونه نحوك من أخوة كأنها النور .. وذكريات جميلة يباركها الله سبحانه وتعالى لتنمو وتتجذر كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء .. هي الرحمة والظل والأُكل الدائم الغير منقطع ..
الأصدقاء الصادقون هم أولئك الذين يوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .. أولئك الذين يرعون غيبتك .. ويمجدون سيرتك .. ويزكون أقوالك وأفعال بما يرضي ضمائرهم .. يعملون على أن تكون حياتك أفضل .. على أن يكونوا منك وإليك أقرب .. إنهم أولئك الذين تدمع أعينهم لهمومك وأحزانك .. يتألمون لآلامك .. ويتأوهون لآهاتك .. ويجتهدون للتخفيف عنك وقضاء حوائجك .. أولئك الذين يطمحون إلي أن يروا أنفسهم فيك وترى نفسك فيهم .. لا يهمهم الحرير ولا الوثير ولا المال الوفير .. كل ما يهمهم هو التعبير عن إنسانيتهم وحسن نواياهم وجمال أخلاقهم وقوة إيمانهم في تواضع كبير .. ومن تواضع لله رفعه .. إنهم المتحابون في الله الذين تراهم يوم القيامة على منابر من نور حول العرش ..
محبتي لكل أصدقائي الصادقون .. البعيدون والقريبون في الزمان والمكان .. الذين يساندون بعضهم البعض ولو بكلمة خير صادقة .. أو ابتسامة نابعة من الأعماق الطاهرة .. تشجعك على الصبر والصمود والتحدي .. للتغلب على النائبات .. وتجاوز وتخطي العقبات ..
فاطمة امزيل سفيرة المحبة