الآباء : حياةحافلةبالعطاءوالبذل
علي سيف الرعيني
الآباء وهم في مشوار حياتهم حاملين على اكتافهم ثقل هموم لاحصرلها في مواجهة متطلبات الحياةوتوفيرحياةكريمةلأبنائهم
يمضون بلاتوقف في مسيرةحياةحافلةبالعطاءوالبذل وهم متفانون غير آبهين بأية أتعاب أوعوائق أومصاعب
الآباء طاقات هائلة وسخاءلايقابله أي ثمن سوى الإحساس بالسعادةحين يلبون رغبات أبنائهم
وهاهوالأب المكافح يقف شامخا باعثا لنا رسالة بلسان حاله ليقول:
علي أن أجد مساحاتي الخاصة وسط كل هذه الظروف وعلي أن أحفر بأظافري في أحجار الزمن لكي أترك بصمة مشرفة وعلي أن أكون أباً مثالياً وعلي أن أوفر كل الأمور دون أن أشتكي من شيء وعلي أن لا أتضايق أو أبدي تعاستي وعلي أن أقف كالجبل لأكون عوناً لأبنائي ولا أدري كيف سأتصرف مع كل هذه الأمور التي تتراكم على عاتقي ولا أعرف مدى قدرتي على تنفيذ كل ذلك .
فأنا إنسان في النهاية أثور وأبكي وأبتسم وأضحك ومتأكد أن المثالية الموجودة في الكتب ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع فما يكتب أحيانا في هذا الجانب من الحياة يصيبك بالغثيان فهم يريدونك أن تصبح آلة مبرمجة على هواهم افعل ولا تفعل قل ولا تقل أنت مخطئ أنت قاسي أنت تدمر لمن حولك وكأن من حولنا أناس مثاليون لا تشوبهم شائبة والأب هو الدكتاتور والحاكم بأمره الذي يذل رعيته ويهينهم
لا يلتفت أحد لمعاناة الآباء ولا لمشاكلهم بل يلتفتون لأسرهم فالرجل كما يقولون يجب أن يتحمل المسؤولية وكأنه خلق من حديد وكأن البشر من حوله خلقوا من كريمة طرية يجب أن ينتبه وهو يتعامل معهم لكي لا يؤذيهم لكن الحقيقة أنه بشر مثلهم فهم يؤذونه دون أن ينتبهوا أنه إنسان يحمل نفس المشاعر ونفس القلب ولديه ما يضايقه مثلهم تماماً ..
رفقابآبائنا كونوا عونا لهم قدرالمستطاع كونوا معهم ولاتكونوا عليهم ..