افكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنتحدث في هذا المقال عن موضوع أزلي الاوهو التشاؤم فهناك من يتشاءم من حيوان وهناك من يتشاءم من شخص ما وهناك من يتشاءم حتى من جملة او كلمة ،والكثير من الناس يشبه الأنسان المزعج بطائر البومة ذلك الحيوان الطائر المظلوم الذي شوهت سمعته بسبب احد الملوك الذي يتشاءم منه إذ ان ذلك الملك ادعى او قال إنه كلما رأى بوما صباحا عند خروجه يحدث امر سئ او يتوفى عزيز له في ذلك اليوم فأنتشر ذلك الكلام في المدينة وظلت هذه النظرة على طائر البوم بالرغم من إنه طائر البوم عرف عند البابليين وغيرهم من الحضارات القديمة بأنه رمز الحكمة وكانت توضع صورته حديثا وهو يرتدي نظارة الحكمة والأبداع على أغلفة مجلات الأطفال او الكتب والمجلات العلمية والأدبية ،ويقال ان هذه النظرة السيئة اخذت عنه لأنه يستيقظ ليلا وينام قبل اذان الفجر بدقائق والله اعلم ،لكن إن ركزنا بملامح ذلك الطائر لانجد ملامح مخيفة ونظرات مرعبة بل بالعكس وجه البومة برئ ويملك عينان ذات نظرة عميقة وحكيمة وكلنا يتذكر بعض الأفلام الكارتونية العربية او الأجنبية المترجمة للعربية التي تحاكي خيال الناس والأطفال كيف كان يمثل البوم دور الأب او الأم و دور الأنسان الحكيم بناء على دراسات أجمعت عليها لجان مختصة بتربية الطفل وزيادة خصوبة خياله ،وكذلك هناك من يتطير من القط الأسود لأنه وكما يقال ان الأرواح الشريرة والجن يتلبس به ويكون ذات نظرة مرعبة ليلا ،والبعض يتشاءم من بعض الأيام او التواريخ والأرقام ،وإرتبط الوسواس والخوف بالتشاءم عبر الأزمان حتى صاروا توأمان فهناك من لديه وسواس من الحسد بناء على ما تربى عليه او بناء على مواقف او صدمات في الحياة حتى صار يخاف من الفرحة بالأشياء خوفا من الحسد ، بل وحتى يخاف الضحكة فعندما يضحك ضحكة من الأعماق يقول يارب اجعلها ضحكة خير ،
والبعض يستخدم مع المقابل كلام يدعو للتشاءم والضيقة دون ان يدري ولتقريب الكلام سوف نضرب مثل ،اذ يقال إنه كان هناك في زمن من الأزمان حاكم او ملك رأى رؤيا بأن اسنانه سقطت كلها الا سنا واحدا فنهض مفزوعا وجاء بمفسر للأحلام من فطاحل المفسرين فقال له انه سيفقد كل ابناء عشيرته واصدقاءه واهله وعائلته واحدا تلو الأخر بالموت فغضب غضبا شديدا فأعدم المفسر فورا وطلب ان يأتوا له بمفسر آخر للأحلام فقال له بأنه سوف يعيش عمرا طويلا وإنه آخر واحد من بين كل أحبابه سيتوفى ففرح بالتفسير وكافأ ذلك المفسر ،وبالرغم من ان نتيجة التفسيرين واحدة لكن طريقة الكلام والإسلوب إختلفت لذلك قيل بأن تأثير اللسان كتأثير السحر وانه خال من العظام لكنه يستطيع كسر الخواطر وان الألفاظ الحسنة تعطي طاقة ايجابية وتفاؤلية للناس والعكس صحيح ،
لكن الأيمان الحقيقي يجب ان يكون بالله عز وجل الذي قسم للناس ارزاقهم فوق سبع سموات قال الله عز وجل (ولقد زينا السماء بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وإعتدنا لهم عذاب السعير) ويقال ان ارزاق الناس عند الله محفوظة عند الله ولا تستطيع الشياطين الأقتراب منها لأن في السماء ترجم الشياطين التي تحاول الاقتراب من ارزاق البشر ويقول رجال الدين ان توزيع الخيرات والأرزاق للناس يتم فجرا او في الغروب لذلك مكروه النوم في هذه الاوقات ويستحب ان يصلي الأنسان في هذه الاوقات ويدعو بما يحب ،
لذلك يجب ان يكون الإيمان بالله عز وجل يفوق كل معتقد او ريبة من امر ما ،وحتى علم الفلك الذي هو علم اثبت صحته فقط في صفات الأنسان حسب ساعة ووقت ولادته وليس في الأمور الغيبية لأنها كلها بيد الله عز وجل ،وظهر حديثا علم اخر اسمه علم الطاقة الذي يدرس السوائل التي في جسم الأنسان وتأثيرها على طباعه وعلى حظوظه في الحياة وردود فعله تجاه الأحداث ،وهناك من يؤمن بالأحجار الكريمة فيرتدي اللون الازرق الذي وحسب أفكار البابليين القدماء إنه يعطي ذبذبات كهرومغناطيسية تدفع الحسد وهناك من يلبس أكسسوارات تحتوي على عين تشبه عين الإنسان لدفع الحسد وهناك أحجار لجلب الحظ اوالرزق او الإنجاب او للحب والعاطفة وغيرها وغيرها لكن أثبتتت عدم فاعليتها لأن من يبيع هذه الأحجار قد يكون فقيرا او عقيما او يعاني من أمر ما ،وموضوع التشاءم شائك ومرتبط ببعضه والحلول التي وضعها الناس كثيرة بعضها مشروع وبعضها صحيح والبعض الآخر بعيد عن الصواب تماما وهو مجرد ضربا من الخيال او الأساطير ،فكل إنسان يعاني في معركة لايعلم احد عنها شئ او نقص في حياته او دموع مستوطنة في أعماقه لسبب ما ،لكن يبقى الإيمان بالله عز وجل فوق كل إيمان وأكثرها صدقا وصحة والله أعلم والخير فيما إختاره الله .
