جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 
اعترافات جولدا مائير: لحظات الضعف والخداع فى حرب يوم كيبور
كتب/ أيمن بحر
كشفت جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل الأسبق، فى مذكراتها عن لحظات نادرة من الضعف والصدمة التي عاشتها خلال حرب يوم كيبور عام 1973.
وأقرت مائير بأنها لم تشعر بالهزيمة والعجز فى حياتها إلا عندما شنت القوات المصرية هجومها المباغت فى ذلك اليوم، مضيفة أن التحقيقات التى أجرتها لجنة أغرانات لاحقاً زادت من شعورها بالضغط النفسي والسياسى.
وأكدت أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات كان الشخصية الوحيدة التى شعرت بأنها تفوقت عليها ذكاءً ودهاء موضحة أنه نجح فى خداعها مرتين: الأولى حين أعد جيشه للحرب ثلاث مرات قبل يوم كيبور دون تنفيذ، ما جعلها تعتقد أن مصر لن تشن حرباً قبل عام 1975، والثانية عندما سافرت إلى فيينا قبل الحرب بأيام لحل أزمة رهائن يهود لدى جماعة فلسطينية، ليتضح لاحقاً أنها كانت خطة مصرية محكمة لصرف أنظار إسرائيل عن الاستعدادات العسكرية.
وفى اعترافاتها أشارت مائير إلى تفوق الجيش المصرى فى بداية الحرب قائلة: واجهنا تفوقاً ساحقاً من الجيش المصرى وانهياراً نفسياً عميقاً مع اندلاع القتال. الصدمة لم تكن فقط في طريقة بدء الحرب، بل في انهيار افتراضاتنا الأساسية. كنا واثقين من قدرتنا على منع المصريين من عبور قناة السويس لكن ثبت خطأ ذلك.
كما روت لحظة اليأس القاسية التي عاشتها فى اليوم الثانى للحرب عندما تلقت تقريراً من وزير الدفاع في 7 أكتوبر 1973 يفيد بأن الوضع على الجبهتين المصرية والسورية كارثى وأن ميزان القوى يميل لصالح مصر وسوريا، مع عجز الجيش الإسرائيلي عن الرد، لتصل بها الحال – حسب اعترافها – إلى التفكير فى الانتحار خوفاً من انهيار الدولة.
وبهذه الاعترافات، سلطت جولدا مائير الضوء على التحديات الاستراتيجية والنفسية التى واجهتها إسرائيل فى تلك الحرب مؤكدة الدور المحوري الذي لعبه الجيش المصرى وقيادة الرئيس السادات فى تغيير موازين القوى بالمنطقة.
