اجتماعي منعزل
بقلم: نجلاء محجوب
أثرت ضغوط الحياة بالسلب على ثبات سمات الشخصية بالتصنيف المعتاد لكل شخصية، فأصبح الشخص يجمع بين شخصيتين غير متشابهتين، بعيدتين حد التناقض، وغالبيتنا أصبح هذا الشخص، الاجتماعي المنعزل، فهذه الشخصية مزيجًا من الاجتماعية والانطوائية مَعًا، والحياة هي التي دفعته ليكون متناقضًا هكذا، فهو في الأصل شخصية اجتماعية محبه للآخرين، يساعد ويجامل ويشعر بسعادة في قربه من الآخرين، وَدُودًا لديه فيض من المشاعر، يشارك الآخرين في أفراحهم وفي أحزانهم، لكنه فجأة يجد نفسه يميل إلى الانطواء، ويستمتع بالهدوء وهو وحيد، فيبتعد عن المجاملات، ويجدب فيض وده بهروب مؤقت نحو الانعزال، وذلك للتحرر من ضغوط الحياة التي أثقلته، ومن قيود المسئولية الملقاة على عاتقه، ومن تزاحم الأفكار، ومن زحف التفكير السلبي حد الاقتراب، وقد يكون هروب الانعزال رَدًا عن تصرفات ألمتنا ولم نرد، وآثرنا الصمت، فكان لذلك تَأْثِيرًا سيئًا علي حالتنا النفسية، كل هذا يزيد من ثقل الحمل، فَوُجِدَ ضرورة أن يكون هناك استراحة مؤقتة من كل ما يثقله، بَعِيدًا عن اللهث وراء الحياة، يختلي بنفسه ويستمتع بالهدوء في وحدته بَعِيدًا عن الآخرين، يستمتع بِذِهْن خالي من أى تفكير مرهق يسبب له توترًا، وإحساسه بالهدوء يجعل الجانب الإيجابي يستعيد نفسه، ثم يعود اجتماعيًا، بمعنويات عالية، وبسلام نفسي لم يشعر به من قبل، قادرًا على مواجهة الحياة.