أخبار عاجلة
اثر المقاطعة في نمو الاقتصاد المصري
اثر المقاطعة في نمو الاقتصاد المصري

اثر المقاطعة في نمو الاقتصاد المصري

كتب: الكاتب الصحفي محمد ناصر 

                                                                                                                 

منذ بداية الاعتداءات الاسرائيلية علي الفلسطينيين انتشرت دعوات #لمقاطعة #الشركات #الاجنبية في مصر والبلاد العربية  بأعتبارها داعمة #للكيان #الصهيوني في اعتداءاتها علي قطاع #غزة واستبدالها بمنتجات مصرية محلية الصنع واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بحملات لدعم المنتجات المصرية كبدائل للمنتجات الاجنبية وتعريف الجمهور بالمنتجات الداعمة للكيان الصهيوني والدعوة لمقاطعتها وعرض المنتجات البديلة  المحلية الصنع  مما تسبب في انتعاش الطلب علي بعض #المنتجات #المصرية  واشهرها #المنتج #المصري #سبيرو #سباتس

قامت جريدة الوطن الاكبر بعمل استطلاعات للراي علي مستوي الجمهور وعلي مستوي الخبراء والمحللين الاقتصاديين  بخصوص هذه الحملات … في الواقع هناك اقتناع بأن الممارسات الاسرائيلية هي جرائم وعدوان غاشم ضد اخوتنا من الفلسطينين  ولاحظنا وجود دعم كبير من المواطنين المصريين ورغبة عارمة بالمشاركة بهذه الحملات الا ان البعض يري ان هذه الحملات تضر بالاقتصاد الوطني وخاصة الشركات المصرية التي تحصل علي حق الامتياز من الشركة الام ( الفرنشايز ) بينما تاثيرها بسيط علي الشركات الام .

وظهر سؤال اثناء الاستطلاع وهو ……هل هناك فرق بين شراء المنتج المحلي وعدم شراء المنتج غير المحلي ؟

 

وللاجابة هنا يجدر الاشارة بمبدا هام جدا وهو ان هناك فرق بين الامتناع عن شراء منتج والامتناع عن شراء علامة تجارية

فكل ما هنالك هو عملية استبدال للطلب للمنتج الذي يحمل علامة محلية الصنع والمنتج الذي يحمل علامة اجنبية عملية الطلب في حد ذاتها لن تتاثر ولن تتغيرلان عدد الافراد الطالبين لمنتج او خدمة معينة لن يتغير

في الواقع  قرار الاستغناء عن المنتجات الاجنبية واستبدالها بمنتجات محلية  له مكاسب وله اضرار وبنظرة اقتصادية  شاملة وواسعة نجد ان المكاسب او المنافع الناتجة من عملية استبدال المنتجات المحلية بالاجنبية اكثر بكثير من الاضرار او الخسائر فهناك مفهوم اقتصادي يسمي تكلفة الفرصة البديلة  والفرصة البديلة هنا متمثلة في : –

اولا –   الاقبال علي المنتجات المحلية يؤدي الي زيادة انتاج المصانع لتغطية الطلب  بالتالي زيادة  عرض الوظائف المتاحة بالتالي تحسين الوضع المعيشي لافراد المجتمع

ثانيا – الاقبال علي المنتجات المحلية يؤدي الي تقليل الاستيراد وبالتالي الحفاظ علي العملة الصعبة وتحسين وضع العملة المحلية

ثالثا – بمرور الوقت يتحسن المنتج المحلي سيؤدي الي وجود طلب خارجي بالتالي زيادة التصدير بالتالي وجودة زيادة في حصيلة #النقد #الاجنبي

وتقتصر الاضرار الناتجة عن مقاطعة المنتجات الاجنبية في فقدان عدد من العاملين بهذه الشركات وظائفهم ومصادر رزقهم وهذه ليست بالمشكلة الكبيرة لان الشركات الوطنية عندما يزيد الطلب علي منتجاتها ستضطر للتوسع وزيادة انتاجها وفتح مصانع اخري وشركات اخري لتغطية الطلبات بالتالي ستقوم بالاستعانة بالعاملين السابقين في العلامات الاجنبية لما لهم من خبرة والمام بالسوق وعملية التصنيع

 وبالنسبة للمبتكرات والاساليب المتطورة واتباع الاساليب الجديدة التي تنتهجها  ادارة هذه الشركات فيمكن الحصول علي المعلومات والاساليب الجديدة من خلال حضور المؤتمرات العالمية ومتابعة الابحاث الجديدة .

    بأختصار عملية المقاطعة هي فرصة ذهبية #للاقتصاد #المصري  نادرا ما تتكرر  ولابد من استغلال هذه الفرصة عن طريق الاستمرار في الاعتماد علي المنتجات المصرية والصبر عليها لانها علي المدي القريب ستتحسن وتصبح في نفس مستوي او افضل من #المنتجات #الاجنبية .

 

 

ان ما نقوله ليست اراء شخصية فهي نظريات اقتصادية تعلمناها من اساتذتنا ومعروفة للجميع

 

 

 اما اثر المقاطعة علي القضية العربية  وعلي المستوي الدولي

اشار البعض ان تاثير المقاطعة محدود جدا وغير مؤثر علي هذه الشركات الاجنبية الداعمة للكيان الصهيوني لانها شركات عالمية اقتصادها بالمليارات وبالتالي غير مفيد للقضية

 ربما يكون هذا الكلام صحيحا من الناحية النظرية ولكن من الناحية العملية ان فقدان سوق دولة ما حتي ولو كان صغيرا يؤدي الي سمعة سيئة لهذه العلامة و في كثير من الاحيان يتبعها اسواق اخري لانها تكون مثل الوباء المتسلسل  بالتالي تسبب خسائر كبيرة لهذه العلامة التجارية وحتي اذا لم تخسر اسواق اخري  فالاثر التراكمي من استمرار المقاطعة لابد ان يؤدي علي المدي الطويل الي النتائج المرجوة واتذكر هنا المثل الشعبي الذي يقول ( خد من التل يختل )  وحتي في اسوء الاحتمالات  اذا لم تؤدي حملات المقاطعة باضعاف الشركات الداعمة للكيان الصهيوني فيمكن اعتبارها نوع من انواع المشاركة في  الجهاد ضد المحتل الصهيوني الغاصب فالمعركة في الاساس هي معركة وعي فالصهاينة دائما ما يضعون اهداف وخطط علي المدي الطويل اما تحن فدائما ردود افعالنا انفجارية ومن الملاحظ في هذه الحرب ان اصبح للقضية العربية كثير من الداعمين لها في الغرب والشرق حتي من اليهود انفسهم ولاحظنا اصوات اوروبية واميريكية  كثيرة تندد بالعدوان الاسرائيلي وتقيم المظاهرات المضادة للكيان الصهيوني

 فمن الواضح ان اسلوب الاستعطاف الاسرائيلي التي اتبعتها الادارة الصهيونية لسنوات طويلة لاظهار الصهاينة علي انهم الطرف الطيب وان العرب هم الطرف الشرير بدات في الانكشاف .

 

 هل من الممكن الاستغناء عن كل المنتجات الغير وطنية بصورة فورية ؟؟؟؟

 في الواقع العملي انه من الصعب جدا القيام بعملية تغيير لكل المنتجات الغير وطنية بصورة فورية بمعني ان عملية الاعتماد علي المنتجات الاجنبية واستبدالها بمنتجات منتجة محليا لن تتم في يوم وليلة ومن الافضل العمل عليها تدريجيا علي المدي الطويل مثل البدء بمنتجين او ثلاثة للاكتفاء بهم محليا ثم باقي المنتجات بصورة تدريجية تطبيقا للمثل القائل ( ما لا يدرك كله لا يترك كله ) .

 

 نتائج حملات المقاطعة علي الاقتصاد المصري

 اظهرت النتائج الاخيرة ان حملات المقاطعة اسهمت في ظهور شركات مصرية لم يكن المستهلك المصري يسمع عنها وساهمت في زيادة المبيعات وزيادة خطوط الانتاج مما حقق مكاسب للشركات المصرية  وعلي سبيل المثال

 شركات المياه الغازية مثل شركة سبيرو سباتس  والتي افاد مالكوها بنمو المبيعات الي 350% مما انعكس علي فتح خطوط انتج جديدة وزيادة التوظيف

شركات الالبان والاجبان المصرية زادت مبيعاتها 40%

شركات انتاج البسكويت والشيكولاتة نمت مبيعاتها خلال اكتوبر الي اكثر من 20% وفقا لتصريحات مسؤلي شركة الشمعدان

 هذا النمو هو عبارة عن اموال كان من المفروض خروجها من السوق المصري لحساب السوق الاجنبي

 

                                                                                               

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

       اختراق سلاسل التوريد للتجسس

                                     اختراق سلاسل التوريد للتجسس   سلاسل التوريد: هي منظومة من المؤسسات والافراد والتي تهدف …