كتب: أحمد عبد الحميد
ودّعت قرية كفر السنابسة 19 من أبنائها، وأصيب 3 آخرون، في حادث مروع بين ميكروباص يقل عمالًا صغار السن وشاحنة نقل ثقيل، بينما كانوا في طريقهم للبحث عن لقمة العيش.
أسماء الضحايا تكسر القلب — شابات وفتيات بين 14 و21 عامًا، وعمال يومية في مقتبل العمر، لم يكن لهم ذنب سوى محاولة إعالة أسرهم.
19 روحًا أزهقت
3 مصابين في حالة حرجة
أحلام بسطاء تحطمت في لحظة
تحركت الحكومة سريعًا عقب الحادث الأليم؛ حيث وجهت وزيرة التضامن الاجتماعي فرق الحماية الاجتماعية والهلال الأحمر بتقديم الدعم لأسر الضحايا وصرف التعويضات، كما كلّف وزير العمل مديرية القوى العاملة بالمنوفية بمتابعة حالة المصابين وصرف التعويضات العاجلة التي قد تصل إلى 200 ألف جنيه لأسرة كل متوفى، و20 ألف جنيه لكل مصاب، بينما وجّه محافظ المنوفية الأجهزة التنفيذية برفع حالة الطوارئ وتقديم الرعاية للأسر المنكوبة.
ولكن تبقى الاسئلة الهامة !؟ ..
كل عام تقريبًا نسمع نفس القصة المؤلمة في ذات المنطقة ومحيطها … تصادم مدمر، معدية تغرق، أرواح تزهق، وأطفال لم يبلغوا بعد أحلامهم يذهبون ضحية طرق أو وسائل نقل بلا أمان أو رقابة.
إلى متى يستمر نزيف الأرواح على الطريق الإقليمي؟
إلى متى نترك أبناءنا صغار السن يتحملون مخاطر العمل دون حماية؟
إلى متى تتكرر هذه الحوادث؟ وما أسبابها ؟
نناشد مجلس النواب المصري أن يتحرك فورًا للوقوف بجدية على أسباب تكرار كوارث الطريق الإقليمي، ووضع ضوابط صارمة لتشغيل الأطفال وصغار السن في العمالة اليومية، وتشديد الرقابة المرورية وإجراءات السلامة على هذا الطريق، الذي تحوّل إلى شبح يحصد الأرواح عامًا بعد عام.
الرحمة لكل ضحية، والصبر لأهاليهم، وحمى الله أبناءنا من إهمال لا يليق بكرامة الإنسان.