مدخل إلى علم النحو و الصرف /
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
**************
((( أسلوب الاستفهام )))
” الحلقة الخامسة و العشرون ”
٠٠٠٠٠
عزيزي القاريء الكريم مازال الحديث موصولا عن عمدة اللغة العربية و علومها ( النحو ) ٠
و لم َ لا فبالنحو نقوم اللسان و اليد و نبين ضبط آخر الكلمة ووظيفتها فقد تعرفنا في الحلقات السابقة عن مواضيع وقضايا نحوية كثيرة ٠٠
و في هذا اللقاء الطيب المبارك نتوقف مع ( درس الاستفهام؟؟ ) هكذا ٠
فالقرآن الكريم مليء بالاستفهام الحقيقي و المجاز ٠
و مما لا شك فيه و لا جدال كلنا نستخدم ” أدوات و حروف و أسماء الاستفهام ” ٠
سواء كان الاستفهام الحقيقي و المجازي تعبيرا في استخداماتنا اليومية لأهميته في السؤال و الجواب ، وفي شتى مناحي الحياة ٠
* مع أسلوب الاستفهام :
===============
= الاستفهام لغةً:
مفردة مشتقّة من كلمة الفَهْم، والتي تعني معرفة الشيء والعلم به ٠
= اصطلاحاً :
يعرف الاستفهام على أنّه سؤال الشخص المتكلِّم من الذي يخاطبه أن يشرح أو يوضح له شيئًا لم يكن يعرفه ويجيبه عنه.
* الاستفهام له حروف و أسماء :
= حروف الاستفهام ( الهمزة – هل – أم ) ٠
= أسماء الاستفهام :
يُطلب من أسماء الاستفهام التعيين والتحديد في جوابها، وهي تستخدم مع الجملة سواء أكانت أسمية أم فعلية ٠
= أسماء الاستفهام للعاقل وغير العاقل ، وهى :
( مَن و أي و مَا و ماذا ٠٠
عندما تتصل مَا بالاسم الموصول ذا ) ٠
= أسماء الاستفهام عن الزمان و المكان ( متى و أيان و أين و أنى ) ٠
= و أسماء الاستفهام عن الحال و العدد ( كيف و كم ) ٠
* أنواع الاستفهام يُقسّم الاستفهام في اللغة العربية إلى قسمين :
= استفهام حقيقي:
هو معنى من المعاني، والذي يطلب فيه المتكلم من السامع أن يُعلِمه ما لم يكن معلوماً عنده من قبل.
= استفهام مجازي:
هو استفهام لا يريد المستفهم منه إجابة، بل يريد إيصال معانٍ أخرى للمستمع ٠
ومن أمثلته الاستفهام التوبيخي مثل أن نقول من باب التوبيخ على فعل ما:
– أمرة تضحك و مرة تبكي ؟! ٠
واستفهام التنبيه مثل قولنا:
– أين تذهب من احتقار الناس ؟! ٠
والتعجب مثل قولنا:
– هل هذا من شيم الكرام ؟! ٠
بالإضافة إلى معانٍ أخرى للاستفهام الذي لا يطلب السائل فيه جوابًا محددًا مثل:
التقرير، والافتخار، والترغيب، والنهي، والدعاء، والتمني.
أدوات الاستفهام
الأسماء والأحرف المستخدمة للسؤال في اللغة العربية وهي:
مَنْ، مَا، مَاذَا، مَتَى، أَيَّانَ، أَيْنَ، كَمْ، أَيُّ، هَلْ، والهمزة.
أسماء تبنى حسب موقعها في الجملة إلا أَيٌّ فتعربُ وهل والهمزة فهما حَرفَانِ.
مَنْ: للسؤال عن العاقل مثل: مَنْ وَضَعَ هَذِهِ ٱلْخُطَّةَ؟
مَنْ: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ٠
مَا: للسؤال عن غير العاقل مثل:
مَا ٱلْمُشْكِلَةُ؟ مَاذَا تَعَلَّمْتَ؟
مَاذَا: اسم استفهام مبني في محل نصب مفعول به ٠
مَتَى وأَيَّانَ:
للسؤال عن الزمان مثل: مَتَى يَنْتَهِي ٱلْعَمَلُ؟ ٠
أَيَّانَ سَنَسْمَعُ ٱلْمُؤَذِّنَ؟ ٠
أَيْنَ: للسؤال عن المكان مثل: أَيْنَ يُعْقَدُ ٱلِٱجْتِمَاعُ؟
أَيْنَ: اسم استفهام في محل نصب ظرف ٠
كَمْ: للسؤال عن العدد مثل: كَمْ مُوَظَّفًا فِي المصنع ؟٠
كيف: للسؤال عن الحال مثل: كَيْفَ أَغادر المستشفى و أمي مريضة ؟ ٠
أَيٌّ: وتسأل عن أشياء مختلفة حسب ما تضاف إليه مثل: أَيُّ مُدرس أَعْجَبَكَ؟
أَيُّ قصيدة أَعْجَبَتْكَ؟ فِي أَيِّ وَقْتٍ سَتَحْضُرُ؟ عَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَتِ ٱلادارة ؟
هَلْ: للاستفهام عن مضمون الجملة المثبتة مثل: هَلْ تَعْرِفُ حَجْمَ الخسارة من جائحة كورونا هذا العام ؟٠
هَلْ حَضَرْتَ أَمْسِ؟
الهمزة:
للاستفهام عن الجملة المثبتة أو المنفية أو لطلب تحديد واحد من شيئين مثل: أصَعْبًا كَانَ ٱلْأَمْرُ أَمْ سَهْلًا؟
أَتُحِبُّ بُحُوثَ ٱلْعَمَلِيَّاتِ؟ أَلَمْ تَسْمَعْ بِٱلْهَنْدَسَةِ ٱلصِّنَاعِيَّةِ مِنْ قَبْلُ؟
وإذا استخدمت للسؤال عن الجملة لمنفية كان الجواب ”بَلَى“ للإثبات و”نَعَمْ“ للنفي مثل:
أَلَم تَدْرُس هَذَا ٱلْأَمْرَ مِنْ قَبْلُ؟
فترد بالإثبات: بَلَى، دَرَسْتُ، أو بالنفي فتقول نَعَمْ، لَمْ أَدْرُسْ.
* الاستفهام بالهمزة :
تستخدم الهمزة للاستفهام عن المفرد، وبشكلٍ عام تكون الإجابة عنها بتحديد أحد الشيئين، ويجب أن تأتي بعدها (أم) العاطفة كما في السؤال:
( أمحمدٌ فاز أم لؤي ؟)، كما تستخدم الهمزة لطلب التصديق، والاستفهام عن حقيقة معينة، حيث تكون الإجابة عنها حينها بنعم أو لا كما في السؤال: (أقرأت جهينة الموسوعة ؟)
ولها الصدارة في الجملة لهذا تتقدم على حروف الجر، وحروف العطف، وعلى إنّ، والمفعول به، لذا فهي تأتي في بداية الجمل سواء أكانت الجملة اسمية أم فعلية.
أداة الاستفهام أيّ:
هي حرف مُعرب بحسب موقعه من الجملة على خلاف بقية أدوات الاستفهام، فمثلًا إذا سُبقت بحرف الجر مثل: (بأيِّ)، فتُعرب اسم مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره، وإذا كانت مبتدأً مثل:
(أيُّ الرجلين حضرا؟) فتُعرب مبتدأً مرفوعاً وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، ومثلًا تُعرب هنا على أنّها مفعول به مقدم (أيَّ الضيوف استقبلتَ؟).
* أمثلة تطبيقية إعراب أدوات الاستفهام :
———————-
تُعرب أدوات الاستفهام كالآتي:
حرفا (الهمزة وهل): إنّ هذين الحرفين لا محل لهما من الإعراب، فيكون إعرابهما في الجملة: (حرف استفهام لا محل له من الإعراب).
أدوات الاستفهام الدالة على الظرفيّة:
مثل (أيّان، متى) فيكون إعرابها: (ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه).
أدوات الاستفهام (من، ما، ماذا، منذا): تُعرَب كما يأتي: في محل رفع خبر مُقدَّم إذا جاء بعدها اسم معرفة، مثل قول الله تعالى :
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ؟.
في محل رفع مبتدأ إذا جاء بعدها اسم نكرة، مثل قولنا: (من قارئٌ القصيدة؟)، أو فعل لازم مثل:
(من أكل التفاحة؟)، أو فعل متعدٍّ استوفى مفعوله مثل:(من صمم المدرسة؟). في محل نصب مفعول به مقدَّم إذا جاء بعدها فعل متعدٍّ لم يستوفي مفعوله مثل قولنا: (ماذا كتبت؟)، أو في محل نصب مفعول به ثانٍ إذا جاء بعدها فعل متعدٍ لمفعولين ولم يستوفِ مفعوله الثاني مثل أن نقول:
(من تظن نفسك؟).
أداة الاستفهام أيّ: هي حرف مُعرب بحسب موقعه من الجملة على خلاف بقية أدوات الاستفهام، فمثلًا إذا سُبقت بحرف الجر مثل: (بأيِّ)، فتُعرب اسم مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره، وإذا كانت مبتدأً مثل: (أيُّ الرجلين حضرا؟) فتُعرب مبتدأً مرفوعاً وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، ومثلًا تُعرب هنا على أنّها مفعول به مقدم (أيَّ الضيوف استقبلتَ؟).
– هل ذهب يوسف إلى الحضانة ؟
هل: حرف استفهام للتقرير والتشويق، بمعنى (قد) مبني على السكون لا محل له من الإعراب ٠
ثم فعل و فاعل و جار ومجرور ٠
– مَن سلم على يحيى في عيد ميلاده ؟
مَن: تعرب اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ ٠
٠٠٠٠٠
هذه كانت دراسة عن ( أسلوب الاستفهام في النحو العربي ) تم تقديمها في أسلوب مبسط لأدوات و حروف و أسماء الاستفهام الحقيقي و المجاز بعد التعريف و أقسام الاستفهام و أدواته و أمثلة تطبيقية حتى يسهل الفهم و الجواب من خلال الاستعمالات نطقا وكتابة كي يستقيم التعبير دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله ٠