أخبار عاجلة

أرى الأيّام تلتهِمُ العُصورا

يقلم / محمد الفاطمي

أرى الأيّام تلتهِمُ العُصورا
تذكّرْ أنّ موتكَ مُنتــــــظرْ  وأنّهُ في الحــــــــقيقة لا مفــــــــــــــرّ
ستُطمرُ ميّتا تحتَ التّراب  كما حــــــــكمَ القضـــــــاءُ مع القــــدرْ
فتعلمُ حينها علماً يقيناً بأنّ المــــــــوتَ يفــــــتــــكُ بالبـــــــــــشرْ
وأنّ الكلّ في الدّنيا سيفْنى  ويبقــــــــى من أعـــدّ لنا سَـــــــــــــقرْ
هو الرّحمانُ ربّي جـــلّ ذاتاً ومن ظلم العــــــــبادَ فقــــــد كـــــفرْ

سيأتينا المكلّفُ بالأجلْ فيـــــــسألُ منْ أتاهُ عــــنِ العــــــــــــــملْ
ويرهبكَ السّؤالُ عن المعاصي وفي الأحشاءِ ينـــــفجرُ الوجـــــلْ
يعدّ الموتُ في الدنيا انتقالاً إلى دار البــــــــقاءِ لمـــــــنْ رحـــــلْ
وعيشُ المرء في الدّنيا كظلّ تحوّل مُــــــــكْرهاً ثــــــمّ انتـــــــقلْ
فلا تفرحْ بعيشٍ فيه موتٌ فإنّ المــــــــــوتَ يأتـــــــي بالأجــــــلْ

أرى الأيّام تلتهمُ العصورا  وتبني بالعـــــــباد لها القـــــــــصــورا
فتترك خلفها الآثار حتّى تبيّنُ أنّــــــها ابْتــــــــــــلعتْ دُهــــــورا
ويدفنُ بعضنا بعضاً ونمضي لنســـــكنَ بعد رحلتنا القُـــــــبـورا
فكيف بنا نشكّك في رحيلٍ  سنشهدُ بعد رقدته النّـــــــــشـــــورا؟
كذلك في الممات لنا لقاءٌ  فنكتـــــــــشف المحاسنَ والشّـــــــرورا

ألا هبّوا جميـــــــعا تائبينا  فقــــد نصــــــب اللّعيـــــن لنا الكمينا
أتى إبليس بالعصيان ظلما  وعــــــــقّ الله إذا نقــــــض اليمـــينا
وحين رأى المصير غدا سعيرا  غوى الإنسان فارتكب المــشينا
وجاهد في العباد بلا انقطاع  فنال من الطّـــــــــغاة الظّــــــالمينا
وأمّا المطمئنّ بذكر ربّي  فكان توابـــــــــــــــــه أجرا ثمـــــــينا

تعلّم أن تكون مـــن الرّجال  بصــــدقك في الحــديث وفي الفعال
وأصلح بالتّعــــلّم كلّ عيب  أصـــــــــابك بالرّذيل من الخـــصال
وأبعد عن ظنــونك كلّ سوء  فسوء الظّنّ يعـــصف بالنّـــــــــوال
وأحسن ما استطعت إلى الأهالي  وأوضح في الجواب على السّؤال
فخير المــــــرء في الدّنيا فلاح   وشرّه في الحيـــــــــــاة من الوبال

شاهد أيضاً

هنا نابل/ الجمهورية التونسية

هنا نابل/ الجمهورية التونسية هل تعلم…؟ بقلم المعزغني. هذا الرمز أسمه “ناماستي” ونجده بكثرة في …