أخبار عاجلة

أحلام اليقظة

بقلم / ابراهيم الدهش

كان مرغماً عن تأخر إلتحاقه يوم واحد لجبهات القتال …
أستعدادت زواجه من شراء ملابس العرس وتجهيزات غرفة نومه واعداد وجبة عشاء ليلة العرس !! و دعوات الزواج التي تكفل بها وحده لانه الابن الوحيد للحاجة أم محمد ، لكن فرحة زواج الابن الوحيد لأم فارقت زوجها بعد زواجها بخمسة اشهر ، كان من دواعي انجاز كل ماهو جميل ويرتقي بولدها الوحيد ..
والد محمد دفنه ركام الزمن في حادث دهس وهو متجه لطلب رزقه في أحد مطاعم العاصمة بغداد حيث اتخذ من غسل الأواني وتنظيف المطعم مصدر رزق له ..
شم محمد هواء الدنيا دون ان يلمس حنان والده ويرتوي من عطفه ..
التحق محمد الى جبهات القتال مع اخوته وأحبائه دون النظر وراءه والى زوجة المستقبل ابنة عمه بعد ان نما وترعرع ذلك الحب منذ نعومة اظفاره ولكن كان حب الوطن لدى محمد اسمى من كل حب ..
أم محمد تعد لهذا اليوم دقيقة دقيقة لكي تسترجع بسمتها بعد ان فقدتها منذ وفاة زوجها وتخلع اللباس الاسود بعد ان ارتدته اكثر من ثمانية عشر سنة منذ وفاة زوجها ..
كانت دقائق الانتظار تمر كالساعات والايام الطويلة ليس خوفا من لهيب نار الحرب وانما شوقاً وتلهفاً لليلة العرس .
كان دوي الانفجارات ولهيب نار قصف الطائرات وكأنها نسمات عطر ورد البنفسج شوقاً لعرسه بحبيبته ..
احس جميع المقاتلين الذين برفقته بان اخاهم يستعد للزواج فطلبوا من الضابط الاقدم بأن يمنح محمد اجازة لغرض الزواج وهم يحلوا محله في اداء الواجب المقدس .
كان يرفض بشدة وفي داخله رغبة لذلك !!
استلم اجازته مع تسارع خفقات نبضه خوفاً وربما حياءاً من ليلة عرسه ، لكن فرحت الزواج طغت على كل المعضلات في نظره ….
محمد ركب سيارة التكسي الصغيرة رغم انه لا يمتلك الا إجرة باص النقل ولكن كان قلبه يرغمه لدفع ما لديه لأجل الوصول الى بيته وقد اشرف يوم الخميس عن الاقتراب ..
وصل الى مدينته وقبل الوصول الى الشارع المؤدي الى بيته واذا بدوي انفجار لسيارة مفخخه ؟ وهنا تسكب العبرات اسرع الى بيته واذ بأشلاء القتلى منتشرة .
كان لا يقوى على الحركة ؟
وقف وقفة صمت ..
آه امي آه امي ..
اسرع لكي يودع اخر نظرة حنان واخر ابتسامة من أم ارادت تغيير لون لباسها الأسود …
أرادت ان تبتسم بسمة من القلب في ليلة الجمعة .
اختلطت الوان الدموع وتعشقت مع الوان دم امه ؟
ابتسمت وهي مشلولة الحركة .
وتقول ..
أكملت بقيت الاستعدادات !
توكل على الله وتزوج واعذرني سوف يتأخر زواجك عدة ايام .
أرتعدت السماء . اغمضت عيناها وهي مبتسمة ..
اسرعت ابنة عمه مع اخيها من الشارع الأخر عندما سمعت دوي الانفجار ..
الكارثه العظمى كانت سيارة اخرى واذا تقطف اجمل زهرة من ذلك الحي ابنة عم محمد وخطيبته و زوجة المستقل ؟؟؟.
وهنا دوي آخر وإنفجار أوسع .
أحس الجميع وهم نيام صوتا عالياً من جراء إنفجار عجلة سيارة النقل التي كانوا ركاب فيها ومن بينهم (( محمد )) اثناء التحاقهم الى جبهات القتال ..
إبتسم محمد ابتسامة محفوفة بأمل جميل مشرق وهو يصرخ ؟؟
الحمد لله .. الحمد لله (( بعجلة السيارة ولا بزوجتي وأمي)) يا له من كابوس.

شاهد أيضاً

رساله الى اختى

رساله الى اختى بقلم صالح منصور ليه مشيتِ ..وسبتينى مش عارف .. اعيش مش قادر …