أخبار عاجلة

العقوبات الامريكية  وحوادث الطائرات

العقوبات الامريكية  وحوادث الطائرات

 

في يوم 19 مايو الماضي ذهب الرئيس الايراني السابق ابراهيم رئيسي لمقابلة الرئيس الاذربيجاني اللهام عليف في منطقة حدودية بين ايران واذربيجان  وذلك لافتتاح سد مائي علي نهر اراس لتوفير المياه والكهرباء لكلا البلدين وتم افتتاح السد بالفعل بحضور كلا الرئيسين وبعد انتهاء مراسم الافتتاح صعد كل رئيس الي طائرته للعودة الي بلادة وبالفعل عاد الرئيس الاذربيجاني الي بلادة بسلامة الله ولكن اثناء عودة موكب الرئيس الايراني والذي كان يضم 3 طائرات هليكوبتر من طراز بيل 212 امريكية الصنع تم انتاجهم منذ عام 1975 لم تعد احداها وسقطت في الغابات وكانت هذه الطائرة تقل 9 اشخاص من بينهم  الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي  ووزير الخارجية حسين عبداللهيان وقد عادت  باقي الطائرات بسلامة وتم العثور علي الطائرة محطمة وسط الغابات في شمال غرب ايران وفي الواقع هذه الحادثة ليست الاولي لسقوط طائرات تقل مسؤولين ايرانيين او مواطنين حيث يمتلك الاسطول الجوي الايراني ما يقرب من 300 طائرة نصفها تقريبا معطلة وقد سجلت ايران اعلي معدلات لحوادث الطائرات في العالم وذلك من عام 1980 وحتي يومنا هذا .

في هذا الاطار هناك الكثير من التساؤلات التي تدور عن اسباب سقوط هذه الطائرة وسابقاتها وما علاقة الولايات المتحدة الامريكية بهذه الحوادث  ؟

في الحقيقة ومنذ عام 1980 بعد ثورة الخوميني وبالتحديد بعد حادثة احتجاز الرهائن الامريكين في السفارة الامريكية بطهران فرضت الولايات المتحدة  حزمة من العقوبات المختلفة علي ايران من ضمن هذه العقوبات عدم شراء ايران  طائرات جديدة او حتي شراء قطع غيار للطائرات القديمة و الغريب في الامر ان كلها طائرات امريكية الصنع

سبب امتلاك ايران لكم هائل من الطائرات الامريكية القديمة

تبدأ قصة اسطول الطائرات الامريكية الكبير لدي ايران من عام 1972 عندما استقبل الرئيس العراقي حسن البكر رئيس الوزراء السوفيتي الكس كوسجين وتم توقيع معاهدة صداقة وتفاهم مدتها 15سنة في اطار هذه المعاهدة اتفق الطرفان علي مساعدة السوفيت للعراقيين لتعزيز قدراتهم العسكرية ورات وكالة المخابرات الامريكية في ان مساعدة السوفيت للعراقيين يشكل تهديد للنفوذ الامريكي في المنطقة وفي الشهر التالي مباشرة زار الرئيس الامريكي نيكسون العاصمة الايرانية طهران واستقبل شاه ايران الرئيس الامريكي استقبال اسطوري وعرض الرئيس الامريكي علي شاه ايران محمد رضا بهلوي بيع الاسلحة التي يحتاجها مهما كان تطورها وبرغم اعتراض المستشاريين الامريكيين الا ان الرئيس الامريكي نيكسون  ومستشار الامن القومي  هنري كيسنجر  في ذلك الوقت رأو ان ايران دولة حليفة  ولا باس من دعمها عسكريا  لمجابهه النفوذ السوفيتي وبالفعل وصل انفاق ايران الدفاعي الي 844 مليون دولارعام 1972  ثم وصل الي 9.4مليار دولار بنهاية عام 1977 من اسلحة مختلفة .

 وبالنسبة للطائرات الهليكوبتر فازت شركة بيل هليكوبتر التابعة لشركة نيكستون بعقد بيع 488 طائرة هليكوبتر مقابل 501 مليون دولار بعد موافقة وزارة الدفاع الامريكية وفازت ايضا شركة بيل بعقد تدريب الطياريين الايرانيين واجمالي العقود مع شركة بيل وحدها تتجاوز 1.5 مليار دولار ومقابل هذه العقود قامت شركة بيل الامريكية بتجديد وصيانة طائرات بيل القديمة  التي اشتراها الايرانيون من شركة بيل الايطالية والتي تعمل بترخيص من بيل الامريكية وذلك كهدية مقابل عقود بيع الاسلحة الكبير وكان شاه ايران مهتم جدا بقطاع الطائرات سواء الطائرات المدنية او الطائرات العسكرية وظل الايرانيون يشترون الطائرات الامريكية بكثافة في فترة السبعينات  وظلت الولايات المتحدة تقوم بعمليات التدريب والصيانة للطائرات حتي اثناء وبعد قيام ثورة الخوميني عام 1979 ولكن تم فرض العقوبات بسبب احتجاز موظفي السفارة الامريكية في طهران بعدها فرضت الولايات المتحدة الامريكية عقوبات قاسية علي ايران بمقتضاها تم حرمان ايران من شراء طائرات جديدة او حتي شراء قطع غيار للطائرات القديمة  واضطرت ايران الي الاعتماد علي الهندسة العكسية لمحاولة توفير قطع غيار محلية الصنع ولكن جهود الفنيين والمهندسيين الايرانيين غير كافية لصيانة هذه الطائرات  لذا اصبحت النتيجة هو خروج ما يقرب من نصف الاسطول الجوي الايراني من الخدمة ولهذه الاسباب شهدت ايران في الفترة من عام1979 وحتي عام 2023 ما يقرب من 253 حادث تحطم طائرات اودت بحياه 3335 شخص تقريبا ما بين مسؤولين حكوميين  كبار ومواطنين وذلك طبقا لارشيف حوادث الطائرات والذي ذكر ان 60% من الطائرات الهليكوبتر الايرانية من نوع بيل 212 وبيل 412 عمرها اكثر من 40 عام  مع العلم ان طائرات بيل 212 والتي سقطت بالرئيس الايراني ووزير خارجيته  مصممة للطيران في الاجواء الصافية فقط وليس الاجواء الغائمة .

ولكن لماذا لا تشتري ايران طائرات ايرباص الاوروبية او طائرات الركاب الروسية او حتي صينية  ؟

تقتضي العقوبات الامريكية بمنع ايران من استيراد اي نوع من طائرات الركاب التي تحتوي علي 10% او اكثر كمكون امريكي وللاسف كل الطائرات سواء الاوروبية او الروسية او الصينية تحتوي علي مكونات امريكية الصنع بما يزيد عن 10% بالتالي لا تجرؤ هذه الشركات علي بيع اي طائرات ركاب لايران حتي الدول الحليفة لايران مثل روسيا والصين لا تجرؤ علي بيع طائرات ركاب لايران لان مكوناتها تزيد عن 10% مكون امريكي .

 

                                                                                                                                                                                                                                                

         بقلم                                                                                                                          

محمد نصار

شاهد أيضاً

احتفال سفارة إسبانيا بالكويت بعيدها الوطني

احتفال سفارة إسبانيا بالكويت بعيدها الوطني كتب : دكتور فوزي الحبال إحتفل السفير الإسباني بالكويت …