الصيام مدرسة لاتقبل الجوعي
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
الصوم أخلاق وأدب وليس جوع وسغب
__ركن الصوم دالك الواعض المغيب:
__ركن الصوم أو معاناة صامت:
__قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:(“كُلُ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَوم، فَإِنهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ”):
__الصوم في التعريف هو :(إمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الشمس إلى مغربها بنية التعبد):
__فمن المعلوم والمعروف والمسلم به أن رابع أركان إسلامنا ليس سوى دالك #الصوم الأخرس الأبكم الغير المتكلم والذي يئن ويبكي في صمت والدي يداوي جراحه وكسوره التي بها أصبناه و التي تفننا في إصابته بها قلت يئن ويبكي في صمت مطبق و محكم فركن الصيام انا معي تكلم وتوجع وتألم وصاح وصرخ حتي كاد أن يكفر هؤلاء ويكفر بهؤلاء القوم الدين يزعمون أنهم للصوم أفهم وأعلم وأنهم له أقوم وقُيَمُُ فأنت في شهر رمضان شهر الزيادة في العبادة والطاعة والقربات وشهر الرحمة والثوبة و الإنابة والعتق من النار تتجول في الطرقات وفي الساحات العامة بل وفي بعض الأماكن الخاصة أيضا لكي تنضر لحال المسلمين في دالك الشهر المبارك الفضيل تنضر لحالهم في حياتهم الخاصة والعامة فتري وتشاهد الطوام و العجب العجاب فلاتري ولاتشاهد أثرا ولاتأثيرا لصيام ولوجوده فلا تري والحالة هاته سوى الجوع والعطش يمتلكان ويتملكان الناس من الفجر إلي غاية غروب الشمس فحقيقة الصيام غائبة مغيبة في واقعنا فالناس في ليلهم ونهارهم غارقون ومنغمسون في الغيبة والنميمة وقول الزور والشحناء والبغضاء والسب والقذف والشجار والعراك والصراعات الهامشية التافهة علي طول اليوم وعرضه فأي صيام هدا بل هدا الجنون والحمق بعينه وإتعاب لنفس في شيء ليس له جدوي ولافائدة ترتجي منه فالصيام شعيرة وركن عضيم أيضا من أركان الإسلام السمح الحنيف والصيام كما هو معلوم ومعروف هو إمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الشمس إلي مغربها هدا هو تعريف الصيام السطحي البسيط المبسط والصيام له أوجه ودرجات ثلاث يتوقف تطبيقها وتنزيلها والعمل بها علي حسب علو همة وسمو أخلاق ودرجة تقوي وإيمان الشخص فهناك صيام العوام وهناك صيام الخواص وهناك صيام خواص الخواص فهناك من يترك حتي بعض المباحات تطوعا وإجتهاذا في صيامه كي يتقرب ويرتبط أكثر بربه فهناك من يذخل في إعتكاف وإنعزال عن الناس ولايخرج من بيته ومعبده ومصلاه ومحرابه ولايبرحه وينشغل ويشتغل ويشغل نفسه بالطاعات والعبادات وسائر القربات تزلفا وتقربا إلي خالقه وهناك في الجهة المقابلة والمخالفة من يحبس نفسه عن الأكل والشرب ويخرج زاعما مدعيا أنه من الصائمين فيخرج ويقترف البلايا والموبقات النافية والهادمة لصومه وصيامه ألم يقل الرسول صل الله عليه وسلم في حديثه الشريف الحنيف (إدا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولايفسق وإن سابه أحدهم فليقل أللهم إني صائم ) أولم يقل كدالك صل الله عليه وسلم (من لم يترك قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يترك طعامه وشرابه) هدان الحديثان يوضحان ويحددان ويؤطران المقصد والهدف والمبتغي من ركن الصيام في شرعنا وديننا السمح الحنيف بل وحقيقة الصيام المطلقة بإعتباره مدرسة قائمة الدات لتربية والسلوك والتأذب مع الله وتحسين الأخلاق وأخلاقيات المجتمع بزرع مبادئ الإسلام السمحة السامية والعالية في المجتمع من تراحم وتعاون وتآزر وتكافل وتلاحم ورأفة وبر وصلة فهل هاته المبادئ تكون لنا صلة بها في شهر رمضان كلا كلا وألف كلا إلا من رحم ربي فالصيام في واد ونحن في واد أخر فقد صار صيامنا للبطنة وليس للفطنة فالصيام جبل عصي علينا صعوده وإرتقائه وحالنا وأحوالنا هاته فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم من عادات وسلوكيات وممارسات لتحقيق الهدف المبتغي والمنشود لنا في الحياة وهو العبادة ولا شيء سوى العبادة وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون مصداقا لقوله عز وجل فهاته المدرسة الرمضانية و التي يجب أن نخرج منها ناجحين في الإختبار والإمتحان فإدا بنا نخرج مع كامل الأسى والأسف الشديد إلا ما رحم ربي والفشل والرسوب والأصفار تطوقنا وتلجمنا وتحيط بنا من كل مكان فالنتيجة والحصيلة تكون لنا في المحصلة والأخير صفرا بل أصفارا علي الشمال أيضا ونسأل الله التباث والتوفيق والسداد في امور الدنيا والآخرة .
__فاللهم حبب إلينا طاعتك وكره لنا معاصيك
__ فأللهم أعنا على صيامه وقيامه وإجعله شاهدا لنا وليس علينا
__امين يا رب العالمين والصلاة والسلام على محمد رسول الله صل الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن والاه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.