أخبار عاجلة
المساعدات الفرنسية لاسرائيل
المساعدات الفرنسية لاسرائيل

المساعدات الفرنسية لاسرائيل

المساعدات الفرنسية لاسرائيل

 بقلم الكاتب الصحفي: محمد نصار

 

في 24 اكتوبر 2023 #الرئيس #الفرنسي #ماكرون زار #تل #ابيب لاعلان تضامن فرنسا الكامل مع اسرائيل بسبب احداث يوم 7 اكتوبر وصحيح ان التضامن الفرنسي لا يقارن مع التضامن الامريكي المساند لاسرائيل بشكل كامل حيث يرسلون الاسلحة والذخائر لدك غزة  الا ان فرنسا ساعدت اسرائيل في انجاز اهم مشروع عسكري في تاريخ اسرائيل

ففي يناير من عام 1949 اعترفت فرنسا باسرائيل و في السنوات الاولي من عمر الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين كان الداعم الرئيسي والمورد الاهم للاسلحة والمعدات والذخائر لاسرائيل هو دولة فرنسا والتي شاركت اسرائيل في عدوانها علي مصر عام 1956 فيما عرف بحرب السويس

وبناء عليه لجئت اسرائيل لفرنسا وليس لامريكا لان امريكا كانت تسعي لعدم انتشار الاسلحة النووية حتي تحتفظ لنفسها بقوة الردع النووي والذي يسمح لامريكا بفرض السيطرة علي دول العالم خاصة بعد ضرب مدينتي #هيروشيما و#ناجازاكي بالقنابل الذرية وايضا ان الرئيس الامريكي روزفلت لما يكن في علاقة جيدة مع الاسرائيلين .

بدايات سعي اسرائيل لامتلاك سلاح نووي

في عام 1953 اطلق الامريكيون برنامج  ( Atoms for peace ) والذي كان يهدف الي مساعدة الدول لتطوير قدرات نووية لاغراض سلمية  راي ارنست بريجمان مدير هيئة الطاقة الذرية الاسرائيلية انها فرصة لاسرائيل لتطوير سلاح نووي فطلب من امريكا المساعدة في انشاء مفاعل نووي للابحاث بقدرة 10 ميجاوات ولكن قوبل طلب بريجمان بالرفض خشية ان يمنح ذلك الاسرائيلين القدرة علي انتاج البلوتونيوم والذي يستخدم في انتاج الاسلحة النووية ولكن الاسرائيليين طموحهم كان اكثر من ذلك فاستطاع شيمون بيريز مدير عام وزارة الدفاع الاسرائيلية اقناع الفرنسيين بمساعدة اسرائيل لبناء مفاعل نووي للابحاث للاغراض السلمية وبالفعل قامت فرنسا بتزويد اسرائيل بالخبراء والفنيين وبالمعدات التقنية والخبرات النووية الصناعية لبناء مفاعل ابحاث قدرته 4 ميجاوات في منطقة ديمونة ببئر السبع  واعطوا الاسرائيلين اليورانيوم الللازم للتخصيب  وبعد فترة اقنع الاسرائيليين الفرنسيين ببناء منشأة متخصصة في فصل البلوتنيوم  من خلال شركة سان جوبان الفرنسية ( saint Gobain ) وبالمناسبة هي نفس الشركة التي تعاقدت معها باكستان لانشاء برنامجها النووي .

 التلاعب الاسرائيلي

ولكن في نفس اليوم الذي كان من المفترض توقيع التعاون المشترك بين فرنسا واسرائيل للاتفاق النووي اصدر البرلمان الفرنسي قرار بسحب الثقة من حكومة رئيس الوزراء الفرنسي موريس مونوري بعد التصويت في البرلمان الفرنسي  والذي كان سيوقع الاتفاق مع الاسرائيليين بالتالي لا يحق له التوقيع علي اي ورقة تخص فرنسا لسحب صلاحياته وبالتالي لا يستطيع الاسرائيلين بناء منشأة فصل البلوتنيوم خاصة ان مونوري كان مقربا جدا من الاسرائيلين وهنا سافر شيمعون بيريز الي باريس واستطاع اقناع رئيس وزراء فرنسا المنتهية صلاحياته بتوقيع الاتفاق ولكن بتاريخ سابق لتاريخ سحب الثقة  ونجحت خطة شيمون بيريز وامتلات منطقة بئر سبع بالخبراء والفنيين الفرنسيين وعائلاتهم لبناء منشاة فصل البلتنيوم .

حتي تولي شارل ديجول الرئاسة الفرنسية وفي اول اجتماع له عام 1958 اصدر ديجول قراراه بوقف اي تعاون نووي مع الدول الاخري  اي كانت وذلك لان الفرنسيين كانوا في اشد الحاجة لارضاء الامريكيين  في استكمال مشروعهم النووي وكان قرار ديجول ضربة قوية للاسرائيلين  نتيجة قيام فرنسا بسحب دعمها النووي للاسرائيلين ولكن كان هناك العديد من المتعاطفين مع اسرائيل داخل الحكومة الفرنسية مثل وزير الطاقة الفرنسي جاك بوستال والذي تجاهل قرار رئيس فرنسا ديجول  وتعليمات رئيس الوزراء الفرنسي بوقف التعاون النووي مع الاسرائيلين وذلك لاحتياج فرنسا لامريكا في التقنيات النووية ولن تخاطر فرنسا بدخولها النادي النووي وان تكون الدولة الرابعة في النادي النووي بسبب علاقاتها مع اسرائيل ولكن الوزير الفرنسي بوستال عصي القرارات والتعليمات واستمر في التعاون مع الاسرائيلين مضحيا باحتمال وقف المساعدات النووية الامريكية لفرنسا وكذلك عدم دخول فرنسا للنادي النووي ولكن مرت الامور في سرية تامة واستطاعت فرنسا اقامة اول تجربة نووية لها في صحراء الجزائر عام 1960وصرحت المخابرات الامريكية انه كان يوجد اسرائيلين من بين الحضور في التجربة الفرنسية

اكتشاف ديجول عدم تنفيذ قراراته وحيلة بن جوريون

اكتشف الرئيس الفرنسي شارل ديجول ان قراراته لم تنفذ  وان التعاون الفرنسي الاسرائيلي في عملية فصل #البلوتونيوم مازال قائما فأصدر قراراته بوقف التعاون النووي تماما مع الاسرائيليين وكذلك طالب يالتفتيش الدولي علي مفاعل ديمونة  وقد ذكر انه يكفي الاستفادة التي استفادها الاسرائيليين من الخبرات الفرنسية في المجال النووي مما وضع الاسرائيليين في موقف حرج وذلك لان الاسرائيلين مازالوا يحتاجون للفرنسيين في الجزء التقني والفني فسافررئيس وزراء اسرائيل ديفيد بنجوريون الي باريس لمقابله الرئيس الفرنسي ديجول وطلب منه استمرار التعاون الاسرائيلي الفرنسي في المجال النووي ولكن الرئيس الفرنسي ديجول فضل بناء علاقات جيدة مع الامريكيين  لان الامريكيين يسعون لعدم الانتشار النووي وخاصةفي الشرق الاوسط بالتالي قوبل طلب بنجوريون بالرفض .

 التهديد الاسرائيلي لفرنسا

في محاولة اخيرة ويائسة من الاسرائيلين ارسل بونجوريون شيمعون بيريز مدير عام وزارة الدفاع الاسرائيلية لباريس والذي هدد الفرنسيين صراحة انه اذانسحبت فرنسا من مفاعل ديمونة  فسوف تعلن اسرائيل اسماء الشركات الفرنسية المساهمة في المشروع مما سيعرضها للهجمات في العالم العربي ومقاطعة المنتجات الفرنسية وشعر الفرنسيين بالقلق ازاء هذه التهديدات وتم الاتفاق علي ان تسحب فرنسا مشاركتها في المشروع ولكن تستمر الشركات الفرنسية في عملها بالمفاعل وكذلك سحب فرنسا طلبها التفتيش الدولي علي مفاعل ديمونة ونجحت اسرائيل في انشاء مفاعلها النووي بالمساعدات الفرنسية ولكن حتي هذه اللحظة لا يعترف الكيان الصهيوني بامتلاكه اسلحة نووية حيث تتبع سياسة الغموض النووي او التعتيم النووي وتكرر علي مر السنين انها لن تكون اول بلد يدخل السلاح النووي الي منطقة الشرق الاوسط وتعود صياغة لن تكون الاولي في ادخال السلاح النووي للشرق الاوسط  الي مذكرة تفاهم تم ابرامها بين اسرائيل وامريكا  عرفت باسم مذكرة تفاهم اشكون – كومر وتم هذه المذكرة في عام 1965  والتي تتضمن تاكيدا اسرائيليا مكتوبا بانها لن تكون اول من يدخل السلاح النووي في منطقة الشرق الاوسط وترفض اسرائيل التوقيع علي #معاهدة #الحد #من #الانتشار #النووي حتي ان اسرائيل لم تقم باي تجارب نووية .

شاهد أيضاً

العقوبات الامريكية  وحوادث الطائرات

العقوبات الامريكية  وحوادث الطائرات   في يوم 19 مايو الماضي ذهب الرئيس الايراني السابق ابراهيم …