سرادق عزاء الحب
بقلمي / عادل عبد الرازق
التقينا في الشتاء
وافترقنا
في الشتاء
وكأن كل قصص العشق والفراق
لا تحدث
إلا في الشتاء
كل ما راح قد راح
وكل ماجاء
قد جاء
التقينا دون أسباب
وافترقنا دون منطق
وبلا أي عناء
إلتقينا بلحظة
وافترقنا بلحظة
وكانت اللحظة خرساء
أتذكرين سيدتي
أتذكرين حبيبتي
حين كان حبنا
يملأ ما بين الأرض والسماء
كنا أسطورة عشق
تحكى بين العشاق
في الصباح وفي المساء
أتذكرين أول كلمة
أتذكرين أول لقاء
لمّا رأيتك فابتسمت
وردت شفتاك
بابتسامة بيضاء
كالفل والياسمين
وقمر يتراقص في الفضاء
كنت لك ألف آدم
وكنت لي
مليون حوّاء
أتذكرين حين كنا بالمقهى
نتناول يا سيدتي العشاء
وانسكب على طرف فستانك
بعض الحساء
فأسرعت أنظفه بشفتىً
وبقلبي
وبكل حركاتي الهوجاء
وقتها أنت ضحكتي
وأنا ضحكت
وكأننا مراهقين
أو طفلين
سواءَ بسواء
أتذكرين
حين كنا نجري تحت المطر
لا نشعر بالبرد
ولا صقيع الأجواء
ولما كنا نجري
خلف الفراشات
بالأغنيات الفيروزية
وكل أنواع الغناء
وحين كنا نقيم حفلات السمر
ونتشاجر على من يبدأ
يا سيدتي الشواء
ورقصاتنا الرومانسية
تحت القناديل الزيتية
في كل أرجاء المدينة
وفي كل كل الأرجاء
وعطرك
عطرك الذي كان يتناثر
في كل كل الأنحاء
وقبلتنا في كل لقاء
وقبلتنا في كل فراق
دون خجل
أو حياء
أنا أذكر كل ما كان
أذكر يا سيدتي
كل كل الأشياء
من أول لقاء
لأخر لقاء
كل سطور قصتنا
من الألف للياء
نحن من اختزلنا العشق في حرفين
الحاء .. والباء
نحن من علمنا العشاق
أن العشق بلا ابتداء
وبلا انتهاء
إفترقنا
من يصدق يا سيدتي
أخبريني بحق السماء
من فرّقنا
أخبريني
الدنيا أم الزمان
أم عواطفنا الحمقاء
شياطين الإنس أم شياطين الجن
أم المتربصينا بنا
والأعداء
ألف سؤال بلا جواب
سيظل بين الأصوات
والأصداء
يوماً ما سنتقابل
لكننا سنتقابل
كالغرباء
نتذكر قصتنا الحزينة
وخطوات ماضينا العرجاء
ونبدأ أنا وأنت
في نفس اللحظة
في البكاء
فهيا يا سيدتي
نرتدي ملابسنا السوداء
ونقيم لقصة حبنا
يا سيدتي
سرادق العزاء
***
عادل عبد الرازق