إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء السابع مع ركائز الإيمان، فكل طالب للعلم النافع، والذي يرجو به الثواب من الله تعالى لخدمة المسلمين ونفع الأمة ودعمها، سينال أجرا من الله الكريم، فاحتساب الأجر وطلب الثواب لبنة في العبادات، وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة “كل علم ديني مع وسائله التي تعين على إدراكه، داخل فيما يرفع الله تعالى من علمه وعمل به مخلصا له عنده درجات، وأنه مقصود بالقصد الأول، وكل علم دنيوي تحتاجه الأمة، وتتوقف عليه حياتها كالطب والزراعة والصناعة ونحوها، داخل أيضا إذا حسنت النية، وأراد به متعلمه والعامل به نفع الأمة الإسلامية ودعمها، ورفع شأنها، وإغناءها عن دول الكفر والضلال، لكن بالقصد الثاني التابع، ودرجات كل متفاوتة تبعا لمنزلة ذلك من الدين.
وقوته في النفع ودفع الحاجة” وإن المؤمن الحق يرتب نفسه ويجاهدها في أوقاته كلها، ويحذر ما حرم الله عليه، يحفظ وقته، ويحفظ جوارحه عما حرم الله عليه، فيجتهد في حفظ هذه الجوارح حتى تكون في طاعة ربه، ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه” فالمؤمن هكذا يعتني بما أوجب الله عليه، ويدع ما حرم الله عليه، ويحرص على التقرب إلى الله بما يسر الله من النوافل، عن إخلاص ورغبة فيما عند الله، ويحفظ وقته للعلم والعمل، ومع إخوانه يتواضع ولا يتكبر، يقصد العلم والفائدة، ويكون لين الجانب متواضعا مع إخوانه ومع أساتذته.
ويتأدب مع الأستاذ، ويسأل بقصد العلم، وبقصد الفائدة، وبالعبارة الحسنة والأدب الصالح، وعلى العالم أن يتقي الله وأن يبذل وسعه في إيضاح الحق للطلبة، وأن يصبر وأن يتحمل، وأن يجتهد في العبارات الواضحة والأسلوب الواضح، وأن يعتني بكل ما يحتاجون إليه حتى يتخرج الطالب عن علم وبصيرة، وعن ثقة بما أعطاه الله من العلم، ومن أهم الأمور هوالعناية بالعمل، وأن يكون الطالب قدوة لغيره، وهكذا الأستاذ، فالتعليم يكون بالعمل أيضا، فالأستاذ يعلم بعمله الطيب وبأخلاقه الكريمة حتى يتأسى به الطالب، بالمحافظة على الصلاة، والمسارعة إليها، والطمأنينة فيها، بمسارعته إلى كل خير، في تواضعه، في حرصه على العلم، في تنبيه الطالب على ما ينفعه.
إلى غير ذلك من الأخلاق الجيدة الطيبة، حتى يتأسى به الطالب في أخلاقه وأعماله، وعلى الطلبة أن يكونوا أيضا قدوة في الخير، يتأسى بهم أهلوهم، يتأسى بهم جيرانهم، يتأسى الطالب الصغير بالطالب الكبير في أخلاقه وأعماله الطيبة، هكذا طالب العلم فقال صلى الله عليه وسلم “من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وله مثل عمل أخيه، إذا أرشده وعلمه، له مثل أجره، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم “من دل على خير فله مثل أجر فاعله” وكذلك الرسل الكرام لهم مثل أجور أتباعهم، ونبينا صلى الله عليه وسلم له مثل أجور أتباعه، وكل عالم له مثل أجر من هداه الله على يديه، وهكذا الطالب.
وهكذا غيره لقول النبي صلى الله عليه وسلم “من دل على خير فله مثل أجر فاعله” ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ويقول صلى الله عليه وسلم للإمام على بن أبى طالب لما بعثه إلى خيبر” لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم” فالوصية مرة أخرى هى تقوى الله، والتواصي بالحق، والتناصح والصبر والعمل، وأن يكون كل واحد مثالا طيبا، معروفا بالأخلاق الطيبة، والأعمال الصالحة لزملائه وإخوانه وأهل بيته، والوصية أيضا للمدرسين والعلماء أن يتقوا الله وأن يصبروا على تعليم الناس، وأن يحرصوا على تثقيفهم بالأساليب الحسنة، بالتواضع والأسلوب الحسن والصبر والمصابرة في ذلك، والله المسئول أن يوفقنا وإياكم جميعا لما يرضيه.