أخبار عاجلة

مواساة المؤمن لأخيه

بقلم / محمــــد الدكــــروري
إن الله عز وجل بالماء جعل كل شيء حي، وبه أغرق وأهلك، وحفظ نبيه يونس عليه السلام في بطن الحوت بلا أسباب حفاظه، وحفظ خليله إبراهيم عليه السلام في وسط النار بعكس أسباب الحفاظة، وحفظ نبيه إسماعيل وأمه عليهما السلام بواد غير ذي زرع، وخلق نبيه عيسى عليه السلام بلا أب، وحواء بلا أم، وآدم بلا أب ولا أم، ورزق السيدة مريم فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، وبالبحر أنجى نبيه موسى عليه السلام وقومه، وبالبحر أغرق فرعون وجنده، وله سبحانه وتعالي الإسم الأعظم الذي تكشف به الكربات وتستنزل به البركات وتجاب به الدعوات،
وإن من أعظم آداب الشريعة الإسلامية السمحة.
وإن من أقوى مظاهر الإيمان هو مواساة المؤمن لأخيه المؤمن، فيقف معه في كربته، ويواسيه في محنته، ويخفف مصابه، ويسد حاجته، وإن الأخوة الإيمانية هى أعظم رابط بين المؤمنين فهى استعلت على كل الروابط والعصبيات العرقية والوطنية والقبلية والأسرية إذ جعلها الله تعالى أولى الروابط وأقواها، وجعل ما سواها أضعف منها، فالأخوة الحقيقية هي أخوة الدين لأن أثرها يعم الدنيا والآخرة، وإن بالشكر تدوم النعم وقد ورد الشكر في خمسين آية من كتاب الله سبحانه وتعالى والشكر أعلى منازل السالكين فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يقول الله عز وجل يوم القيامة يا بن آدم حملتك على الخيل والإبل، وزوجتك النساء، وجعلتك تربع وترأس فأين شكر ذلك؟” رواه مسلم.
وإن من أركان الشكر هو التحدث بالنعم باللسان فتشكر الله عز وجل بلسانك دائما وخاصة إذا سألك احد عن حالك وعن نعمة الله عليك فلا تتذمر من نعم الله عليك وتقول فلان أحسن مني في النعم بل قل الحمد لله والشكر لله بقلبك وبلسانك، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العانى ” رواه البخاري، وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم ” يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلوا تدخلوا الجنه بسلام” رواه أحمد، وقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يترجم الشكر عمليا في حياته ولا يكتفي باللفظ باللسان.
فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال إنه كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم أو ليصلي حتى تتورم قدماه أو ساقاه، فيقال له فيقول ” أفلا أكون عبدا شكورا ” وقد تخلق الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين بخلق المواساة حتى صار من سجاياهم، ولا عجب أعجب من حادثة ذلك الرجل الذي أضاف جائعا فقدم له طعام صبيانه بعد أن أمر امرأته أن تنومهم، وأطفأ السراج ليوهم الضيف أنه وامرأته يأكلان وهما لا يأكلان، حتى ينفرد ضيفهما بطعمهما وطعام صبيانهما، فينزل الوحي على النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام بخبر هذه الحادثة العجيبة ليقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل ” قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليله ” رواه مسلم.
ولنا الوقفه مع جوع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله والقائد الأعلى للمسلمين في زمانه حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه ” كان يمر بآل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هلال ثم هلال لا يوقد في بيوتهم شيء من النار لا لخبز ولا لطبيخ ، قالوا بأي شيء كانوا يعيشون يا أبا هريرة ؟ قال الأَسودان التمر والماء وكان لهم جيران من الأنصار، جزاهم الله خيرا لهم منائح، يرسلون إليهم شيئا من لبن” ومن الجوع الذي حل بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ما كان في شعب أبي طالب حيث ظلوا فيه ثلاث سنين في ظل مقاطعة تامة من المشركين.

شاهد أيضاً

كدا علمتني أية :

كدا علمتني أية : كتب سمير ألحيان إبن الحسين “أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن …