عبدالصمد أبوكيلة يكتب ” تحقيق السعادة النفسية “

بقلم : عبدالصمد أبوكيلة

فى عالمنا هذا يعيش الإنسان في ظل الصراعات السياسيّة والاقتصادية السائدة في العالم حالةً من التوتر  و القلق النفسي الذي يمنعهُ من تحقيق السعادة النفسيّة والإحساس بالسلام والأمن الدّاخلي، وأنت عزيزي القارئ في حال كنت تُعاني من هذهِ المشكلة تابع معنا السطور القادمة التي سنعرفك من خلالها على بعض النصائح لتحقيق السلام الدّاخلي مع نفسك.

الجميع  يبحث عن السلام مع النفس في المرتبة الأولى

 أو بمعنى آخر  التصالح والسلام مع النفس.وهذا  ينعكس على السلام والتصالح مع الآخرين، ينعكس في تصرفاتنا وسلوكنا معهم، ينعكس في عدم قدرتنا على إيذاء الآخرين أو الإساءة إليهم. وعندما نصل الى ذلك نكون قد حققنا إنسانيتنا. 

فالطفل الذي يتربي مدللا تجاب جميع طلباته مهما كان، وتحت أي ظرف، فإنه يفتقد السلام مع نفسه عندما يشعر بأن رغباته كلها لا تتحقق،

وبالتالي يعيش صراعا في نفسه، لماذا رغباتي لا تجاب، لماذا يرفض ما اطلبه، يجب أن يقبلوا ما طلب الم يعودوني على ذلك، فلماذا الآن يحرموني من هذا الحق.

وبالتالي يعكس عدم تصالحه مع ذاته في قبول الامر الواقع يعكسه في عدم تصالحه مع امه وابيه واخوته وربما المجتمع المحيط به.

وهكذا الكبار فعدم التصالح مع الذات يجعلنا نعكسه في عدم التصالح والسلام مع الآخرين خارج ذاوتنا.

ونلاحظ أن  المنحرفين والمدمنين أكثر الناس افتقادا للسلام والتصالح مع الذات والآخرين فنرى مدمن الخمور في حالة من الرغبة في التخلص من ذاته الى درجة الوصول الى السكر ونسيان العالم من حوله وحالة السكر تعطيه الشعور الكاذب بالسلام والتصالح مع النفس.

ان المدمن لا يريد او لا يستطيع حل مشكلاته مع نفسه ومع الآخرين كي يحقق السلام فهو قد يريد الاكثر من الآخرين وقد  يريد كل شئ، وهذا ما لا يمكن تحقيقه، فلا يمكن للانسان ان يحصل على كل ما يريده.

لكننا قد نلاحظ في حياتنا اليومية ان بعض المدمنين ومنحرفي السلوك، يطورون علاقات اجتماعية طيبة مع الاخرين، يخدمون الناس، يتنازلون عن حقوقهم، لا يحاولون الاضرار بأحد، فنشعر بأن هؤلاء افضل من البشر الآخرين حيث نستغرب من مدمن سلوكا اجتماعيا انسانيا فيه قدر كبير من الطيبة وحسن المعاملة وحسن المعاشرة .

وهنا قد نقول ان هؤلاء افضل من البشر الآخرين الذين قد لا يكونون بهذه الطيبة او بهذا التنازل عن حقوقهم بالآخرين او بهذه الانسانية الزائدة، لكن الواقع ان المدمن ومنحرف السلوك يدرك داخل نفسه ازمته التي يعيشها، ويدرك مدى الانحراف الذي يمارسه .

 والأمر يثقله من ناحية نفسية، فهو يفتقد السلام والتصالح مع نفسه تماما ويشعر بمدى الازمة التى يعيشها، ازمة الضمير، ازمة مخالفة المجتمع في عاداته، قيمه، أعرافه سلوكه الاجتماعي المحافظ.

 وبالتالي يحاول التعويض  بالانسانية الزائدة والطيبة الزائدة، فعلى الاقل يحقق التصالح مع الاخرين، على الاقل لا يعيش منعزلا او منبوذا او مرفوضا.

ان التصالح والسلام مع الآخرين لا يأتي إلا إذا كان من الداخل والا فان التصالح الظاهري مع الاخرين، انما يخلق مزيدا من الضغط النفسي على الانسان اذا لم يكن متصالحا مع نفسه .

وبالتالي مزيدا من  الإدمان أو السلوك المنحرف الظاهر أو المكشوف فإننا قد نقدر سلوكهم التصالح مع الآخرين، ولكننا واقعا نرثي لهم لأنهم يعيشون وضعا نفسيا مقلوبا يتعبهم أكثر.

شاهد أيضاً

دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين

دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين القيادة درب العظماء يسعى إليها كل عظيم لكن هيهات …