بقلم / سمير ألحيان
الرباط : مدينة الانوار ورقي المعمار
الرباط : مدينة الأبواب والأسوار.
المؤسس الحقيقي: يعقوب المنصور الموحدي.
صاحب فكرة العاصمة: الماريشال ليوطي الفرنسي.
(أنا والرباط حكاية عشيقين)
بسم الله الرحمن الرحيم:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
الرباط : ذالك الكنز المدفون والسر المكنون والحصن المصون في مملكة الجمال والذرر والفنون
ومدن المغرب كلها يواقيت وذرر فمراكش زمردة وأكادير تحفة وطنجة ياقوتة وكلهم جواهر ودرر :
لكن جوهرة الجواهر بإمتياز تبقي الرباط بدون منافسة أو منازعة أو إرتياب فالرباط يكفيها فخرا وشرفا أنها عاصمة وليست أية عاصمة بل تحمل في طياتها كل معاني التميز والتفرد عن مثيلاتها من المدن والعواصم في العالم فبالإضافة إلي أنها عاصمة لثاني أقدم ملكية في التاريخ فهي كدلك تجر خلفها تاريخا مجيدا مثقلا بالرمزية والدلالة والسمو ربما لايوجد هدا التاريخ المجيد الدي تتوفر عليه وتمتلكه عند أعتد وأحسن الدول في عالمنا المعاصر زد علي دالك كله فخرها وعزها وسرها وميزتها المتنوعة جيولوجيا وطبيعيا فهي من العواصم القليلة في العالم وإن شئت أن أدقق وأقول المعدودة علي أطراف الأصابع التي تتميز بوجود كل مكونات الطبيعة فيها فهي جمعة روعة البحر وجريان النهر ورحابة السهل و سمو الجبل وإتساع الغابة وتنوع المناضر وإخضرار المكان الدائم إضافة إلي ماتجره خلفها من زخم وعنفوان التاريخ والماضي الأبيض المشرق والمشرف الدي يشبه بياضها الناصع هدا بصرف النضر عن ماتمتلكه من وفرت في الأثار والمعمار و العمران التاريخي الشاهد علي عضمتها الدي يضل جزء كبير منه لم يكتشف ولم يمط اللثام عنه من بعد ففي الرباط مهد الرقي والأناقة والإنضباط أينما تولي وجهك إلاوتجد نفسك محاطا ومحاصرا بعناصر الطبيعة الخلابة والجمال الفتان الدي يخلب الأبصار والعقول والأدهان فمن حدائق غناء ومروج فيحاء ومنتزهات رحباء تكاد تحار في العد والتصنيف عن أيها أجمل في الرباط تحتضنك الطبيعة بعمق وبعنف في بعض الأحيان تصل إلي حد السخاء ففي الرباط هناك سخاء للطبيعة منقطع النضير والمثيل في كل شيء في الأشجار وفي الورود وفي الزهور وفي الألوان وحتي في ينابيع المياه المتدفقة السيالة والنسالة علي الذوام لاتفتر ولا تنقطع ولاتجف طوال العام لما لا وكل هدا هو بمتابة عطية من عطايا الرحمان ولكي يتم الإنعام من المنعم الرحمان زيادة وفضلا وكرما وجودا وإحسان أتحفها وحباها الله بمناخ غاية في الروعة والإعتدال فالمناخ فيها ليس متطرفا وليس قاسيا بل هو متوسط الإعتدال طوال العام لاتشعر فيه بالحرارة المفرطة ولابالبرودة الشديدة الثقل والإحتدام فيا لها من نعمة وياله من إنعام فأنت في الرباط منتعش طوال الدهر والأعوام إضافة إلي كل هدا فأنت توجد في حضرة مدينة الأثار والمأثر حتي صنفت ثراثا للإنسانية من طرف أولي العقل والأفهام فشالة :(موقع أثري قديم موجود في الرباط) لوحدها إن أنت قمت بزيارتها فإنك تختصر فيها التاريخ والزمان والإنسان في أصغر مكان فهناك في شالة مرت وتعاقبت الأمم والشعوب والممالك التي مرت على تاريخ بني الإنسان فهناك كان الفينيقيون والموريون والرومان ومن بعدهم جل الممالك التي تعاقبت على حكم المغرب في ضل الإسلام هدا حذث في موقع وجزء واحد في الرباط فما بالك بالرباط كله إن قمت بتجواله من أقصاه إلي أدناه هنا في الرباط يوجد الزخم وهنا العراقة وهنا التميز وهنا الألق ففي الرباط تختزل عضمة التاريخ وعبقرية وتفرد ونبوغ الإنسان المغربي بكل تجلياته وتفاصيله وجزئياته ويكفي الرباط شرفا أن حكامها شرفاء من نسل الرسل والأنبياء فصارت عاصمة حقيقية لشرفاء العالم الأطهار كل هاته النياشين والأوسمة قلدت بهم الرباط من طرف العالم عن جدارة واستحقاق فحازت بذالك قصب السبق عن كل العواصم وأصبحت تقدم وتمنح في دالك الدليل والبرهان والمثال فأنا أقول كما قال إبن خلدون في حق فاس (لو تكشفت الرباط عن حيطانها لرأيت الماء والخضرة والوجه الحسن) والرباط سيدة الحسن والمحاسن إلا أن الرباط مدينة خادعة ومخادعة تخفي جمالها وحسنها خلف بساطتها وصمتها وسكونها فهي مدينة تقدس الصمت إلي أبعد الحدود والنجود حتي يخال للمرء والزائر أنها مدينة أشباح ولكن الرباط لاتمنح سرها ولانفسها لأي كان فهي جوهرة ثمينة والجواهر لاتضهر لأي كان ولاتمنح إلي للأشخاص والأناس المستحقين والمؤهلين فالرباط تختبرك وفي نفس الوقت تكافئك إن أنت نجحت في الإختبار فتستقر فيها وتستوطنها ولاترضي لها من بعد بديلا فهي مدينة تألف وتؤلف ولايقدر أي أحد علي مغادرتها إلابصعوبة وبشق الأنفس وهي في نفس الوقت مدينة تعج وتحبل وتطفح بالعلم والثقافة والفنون والأدب والإمتاع والإبداع لما لا وهي مدينة المسارح والمتاحف ودور الثقافة بإمتياز فعندما تمر بجانب دور ومساكن ورياض مدينة الرباط يخال لك وتخدعك بساطتها الخارجية ولكن ماإن تدخل وتلج إليها حتي تندهش وتندهل من جمالها وجمال عمرانها وزخرفتها المدهبة بالعقول والأحلام وتنقلب عندك الرؤية وتضن نفسك أنك في مدن ألف ليلة وليلة أو في مدن الأحلام فعمران الرباط أية متفردة من أيات الرحمان وضرب خاص من ضروب الفن والألق والجمال كل هدا مختبئ ومكتنز في الرياضات والعرصات وفي الحصون والبروج والقلاع التي تتواجد وتحتضنها الرباط كل هذا التاريخ وهذا الماضي العريق الملفت للأبصار والمشرق توقفت عنده هنيهة
وسئلتها سؤال إبن محب مهتم لها ومنشغل بها وبحالها سئلتها عن حالها اليوم وهل واقعها يعكس دالك الماضي المشرق فأجابتني وكلها حسرة وأسف أن حالها اليوم ليس على مايرام وليس كما تريده وكما يريده ويشتهيه المواطن الإنسان قالت لي والألم يعصرها ويعتصرها وتبكي في صمت ودون دمع أو أنين تقاوم غذر الإنسان والزمان قالت لي أنها جوهرة نفيسة يحيط بها وينخرها الفساد من كل الجهات حتي ترك فيها جروحا وندوبا غائرة على وجهها الناصع المشرق قالت لي اليوم هم يخفون تلك الندوب والجروح بالتجميل والتزيين والمكياج ونسوا وتناسوا أن المكياج عمره قصير وحبله هزيل ولايدوم بأية حال ولابد له من زوال فلا يصح إلا الصحيح في الأقوال كما في الأفعال وإن أبنائي الأبرار والأخيار ليسوا من عديمي الأفكار والحلول والتخطيط والإبتكار لكن أبنائي العصاة البغاة الأشرار أساؤا إلي أيما إساءة وأنا أمهم التي شبوا وتربوا وترعرعوا في أحضانها ليل نهار قالت لي في شبه إعتذار ولتاريخ عدرا ياأيها التاريخ عذرا أنا لا أستحقك فقد أسئت لك فتقبل مني بالغ الإعتدار لقد أسئت لأولئك الرجال البناة المؤسسين الأطهار أسئت لعبد المؤمن وليعقوب المنصور ولأبي يوسف ولأولئك الرموز العضام فما حافظت علي الكنز ولاصنت العهد فعدرا فالفساد إستشري والتبدير وسوئ التسيير أصبح يطوقني من كل مكان حتي أصبحت على حافة الإنهيار فهل لعاصمة مثلي ياناس لها مالها من الماضي والثقل والحجم والمكانة الإعتبارية فهل تستحق هدا الواقع المتهالك المنهار فهل لها أن تهنأ وتنام وترتاح ولها وفيها جمهوريات للفقر واليأس والبؤس والرعب العمراني والهندسي تطبق وتجثم عليها وعلى ضواحيها فهل لها أن تعتز وتنفخ ريشها عاليا في السماء كلا ثم كلا وألف كلا فجمهوريات الفقر التي أقصد ماهي إلا كوارث معمارية وعمرانية تجثم على المدينة وتخنقها وتشوه سمعتها وصيتها وتخدش صورتها في العالم وتزلزل منضرها ومضهرها الرائع الخلاب والجداب تجرحه وتترك فيه خدوشا وجروحا عميقة صعبة الإلتئام والإندمال فالمغرب جميل وأجمل ما فيه عاصمته وجماله يجب أن يضهر في عاصمته فهي عنوانه وبوابته الأولي علي العالم لدا فعاصمته يجب أن تقدم الأنموذج والمثال وتكون واجهتا لمغرب متقدم متجدد فكيف نريد أن يكون هذا الوجه جميلا وناصعا وهو يوجد ويتواجد على رقعته بلايا عمرانية هاته البلايا والطوام ماهي إلا عناوين أحياء هشة وعشوائية وهامشية كحي الفرح زعموا وهو قد غاب عنه الفرح وحي الرشاد وهو بينه وبين الرشاد إلا الخير و الإحسان وحي أبي رقراق الدي أساء لنهر أبي رقراق وتبرء منه النهر قبل البحر فكل هاته الأحياء تذعي وصلا بليلي وليلي لاتقر لهم بوصل وقائمة الأحياء لاتنحصر ولاتتقيد بل تطول وتحبل وتمتد بالأسماء الطنانة الرنانة التي ليس لها علاقة بالمسمي ولابالواقع إلاعلاقة الثري بالثريا لأحيائنا المنعدمة المرافق والفقيرة التجهيز لذا قبل أن نفتخر ونصول ونجول علينا أن نطهر وجه العاصمة جيدا ونزيل ماعلق به من أدران وأوساخ علينا أن نزيل كل هاته وتلك المضاهر البئيسة من واقعنا وحياتنا بالجد لا بالهزل والترقيع ونحفض للإنسان المغربي عامة والرباطي خاصة كرامته وإنسانيته وحقه الطبيعي المشروع في العيش الكريم فالمغربي محترم ومقدر وله مكانته وسمعته في كل ربوع وبقاع المعمور لذا يجب على المغربي أن يقدر ويحترم نفسه ويقدر مكانته لأنه لا يعلمها ولايعرفها حق المعرفة وعليه أن يحافظ على هدا الكنز الثمين الدي حباه الله به ودالك يتم بحسن تدبير وتجويد وإثقان عمله وتسييره للمرفق العام وأن يزيل كل مضاهر الفساد والإفساد من حياته لأن العالم يلقب المغاربة بشعب الأناقة والدوق الرفيع إذا فعلينا ان نحافظ على هذا التميز وعلي هدا الدوق والطهر والنقاء فينا رجاء وأنا أقول أن مشروع القرن لايزال ينتظر مدينة الرباط ولازالت لم تنجزه بعد ينتضر الرباط ومسؤولي وساكنة الرباط ألاوهو إزالة العشوائية والعشوائيات من حياتنا وممارساتنا وأعمالنا وكل مضاهر حياتنا كي نستحق مكانتنا ووضعنا الإعتباري والأخلاقي وبالعلامة الكاملة والدي نستحقه بعيدا عن المزايدات والحسابات والمصالح الضيقة وبعيدا عن دغدغة العواطف والمشاعر واللعب بالمفردات والمصطلحات وبعيدا عن لغة الخشب المتهالكة التي أكل عليها الدهر وشرب يجب علينا أن نقوم قومة واحدة لكي نجتث هدا الخزي والعار المتمثل في الأحياء الصفيحية والمباني العشوائية ودالك خدمة لصالح العام لماذا لأننا نحب ونعشق مدينة إسمها الرباط ونغار عليها بقدر حبنا لوطن إسمه المغرب وبقدر حبنا الجارف لملكنا الدي نريده أن يكون الأفضل في العالم ونحن ننتقذ نقدا هادفا بنائا ولانهذف من ورائه للمزايدات ولأي شيء ولكن ننتقد لأننا نغار على مقدساتنا وثوابثنا وعلى مبادئنا وقيمنا وعلى علي هذا البلد العضيم والذي عز نضيره وشبيهه ومثيله بين سائر البلدان والذي يغار بعلم ليس كمن يغار بجهل فغيرة العالم دائمة مستمرة غير خاضعة للأهواء والتقلبات ولاللأطماع ولا للحسابات الضيقة أما غيرة الجاهل فهي بالعكس والعكس صحيح كما يقال والأمور تعرف بأضذاذها فشتان ما بين الفريقين وشتان ما بين الدربين والسبيلين والحر تكفيه الإشارة فهي تغنيه عن صريح العبارة
وفي الأخير يارباطيون يستقر في ذهني وفي عقلي الراسخ وفي كياني حلم ستعرفونه وستعرفون من خلاله من أنا وما هو شعوري وإحساسي تجاه مدينة ذخلت عقلي وكياني وإحتلت كل ركن في وجداني وأصبحت جزءا من وجودي بدون مشورة أو إستأدان وسأقوم بسرده عليكم الأن :
_أحلم والحلم حق طبيعي مشروع
_أحلم أن أستيقض يوما وأجد مساحة الفرح أكبر
_وأن أجد مساحة الحزن في بلدي أقل
_أحلم أن تكون لبلدي أحسن عاصمة في العالم
_أحلم أن تكون الرباط هي تلك المدينة الفاضلة التي عجز عن إيجادها العالم
_أتمني أن أفتح عيني يوما وأجد العقليات قد تغيرت
_والحياة قد تطورة
_والممارسات قد تحسنت
_والعقليات قد تحضرت
_والسلوكيات قد تمدنة
_أرغب لرباط بنقل خارق ومشفى لائق وتعليم رائق
_أشتهى لرباط إدارة تختزل فيها الإنسانية وعرى الوطنية فيها توثق
_أحب أن أسير ولاأري الحدود ولا الفروق
_أحب أن أري الإنسان فيها مكرم
_أعشق أن يكون الكل كالجسد ونضع اليد في اليد لنتقدم
_أحب أن تكون الرباط مدينتا للأنوار حقا كما تقدم
_فيارباط متي تتضح الصورة ومتي يكتمل البنيان
_يارباط متي يقدس فيك الحق ويزول البهتان
_يارباط متي يعلوا العدل لديك ويوضع الميزان
_يارباط متي تشرق شمسك ويذهب الضلم والطغيان
_متي متي متي يارباط يكرم فيك الإنسان
_فكل حلمي وهدفي هو أن تفهمني الرباط ولاتتكلم ولاتتلعثم
_فالمغرب مملكة بنيناها بحب والرباط عاصمة دالك الحب الغير المتكلم
_فحبا فحبا بالله فليصمت الجميع وليترك الرباط تتكلم