أفكار بصوت مرتفع

سأكتب تهنئة وأهديها لروح والدي الحبيب رحمه الله ،ذلك الإنسان الذي عاش حياته كطفل كبير ومحامي يأبى الظلم وإنسان بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى فورثت منه اللباقة والحديث الجذاب الذي يشبه الخطب التي تستأثر انتباه عقول وقلوب الناس لصدقها وأهميتها وورثت منه قلبا محبا للناس يكره الظلم بل ويحاربه بشتى الوسائل بالقلم واللسان والقلب والدعاء وورثني أيضا قلبا محبا للحياة متفائلا رغم الصعاب ودوما أردد (فاز بها من كان جسورا)و أردد أيضل قول الشاعر أبي القاسم الشابي (ومن يتهيب صعود الجبال . .يعش أبد الدهر بين الحفر)لذلك أصبحت إنسانة قوية بتطوير ذاتي ولم أتهيب يوما صعود الجبال وكنت جسورة في محاربة الصعاب والمواقف المؤلمة وبالصبر والدموع والدعاء اصبحت الإنسانة التي طالما حلمت أن أكون منذ الطفولة والحمد لله …

لقد اشبعني والدي حبا وعطفا وتشجيعا وقبلات أبوية كلها صدق وحنان فأغرقت العالم أجمع بكم من المشاعر الجياشة الصادقة والنادرة ،وشعاري الأبدي هو إني دوما أتغزل بالحب كمادة للحياة وضرورة من ضروراتها لأن الحياة بالنسبة لي هواء و ماء وغذاء وحب لذلك هدفي نشر الحب والإيجابية وليس عشق أشخاص بأعينهم وانما نشر الحب لجميع الناس ،

وكنت دوما أنصح الآخرين ان يغذوا عقول أبناءهم ودعم ثقتهم بنفسهم وليس فقط تغذية أبدانهم وإعطاءهم خبزا

لأن خبز العقل هو الثقافة وتغذية عقولنا أهم بكثير من تغذية ابداننا فقط ،

كان والدي يحترم أسرار موكليه فتعلمت منه إحترام خصوصية الناس ،وكنت دوما أنتقد من يتدخل بحياة غيره ويعاني من مرض الفضول القاتل ،

أهديك يا والدي دعواتي وإمتناني على حسن التربية والعين المليانة والثروات المعنوية والاخلاقية التي تركتها خير إرث لي سأكون دوما كما عهدتني انسانة أبية محافظة تحترم الحرية والثقة التي تعطى لها .. كل عام ومكانك بالجنة اجمل .