البُعْد الآخر (١٧)

علي حميد سبع

ترياق الروح ، الوضوح والصراحة ..

في زمن يرتدي النفاق ثوباً ..

أهداب الموت يعشقها الطغاة ..

زمن يبعثر الكلمات ويصطفي مناهل النقاء ..

ظلام يعتمر قلوب الأشقياء ..

دموع اليتامى ثروة الفُسّاد ..

أشرعة المراكب غطتّها الغيوم ..

بضاعة مزجية لا ينالها الحفاة ..

والأخلاق على ألسنة أهل الذنوب بضاعة الشهوات ..

شريعة الغاب قانون مبهرج سيف مسلط لأهل العمالة البغاة ..

والله يعلم سرهم

والصبح يبدد ديجورهم

غداً برحمة الرحمن آت ..

،،،،

(٢)

قال ان الكذب والنفاق والتملق صفات الزيف ..

الكذبة الأولى تميت الحقائق التي تليها ..

موضع شك ونفور

كل الألوان أقنعة رياء

والشمس يغطّي وهجها الضباب

والامن والايمان والثقة بالله صرخات أشعتها سكون ودعاء ..

في ذلك الشبر البعيد من أرواح صافية

تختلس النظر للوجود العقيم وتهذي بكلمات مشبعة بالنداء ..

مجهولة مسافات الأمل وللحقيقة صوت السماء ..

والأيام تجري وتبقى واقفة ساكنة أهازيج الرياء ..

ولله في خلقه شؤون

يهدي من عباده اليه

من يشاء ..

،،،،،

(٣)

كنت على مقربة مني …

أراني في المتاهة ..

تجذبني المعاني

وأمقت السفاهة والتفاهة ..

شوارع الحياة مليئة بالضجيج وتعبث بنواقيس الحذر والنباهة ..

أهرب من ذاتي

أتلمّس في الديجور درباً للنقاهة ..

تأخذني المراثي

وأعود وحيداً باحثاً عن معناً آخر للنزاهة ..

،،،،،،،

علي حميد سبع

البُعْد الآخر (١٧)

!!!’