العرب وتحقيق الامن الغذائي
بقلم : اشرف عمر
مأساة كورونا وحرب اوكرانيا قد دمرتا الاقتصاد العالمي وزادتا من الكساد والتضخم ورفعتا اسعار جميع انواع السلع وزيادة اسعار شحن المنتجات مما اثر كثيرا علي الدول العربية التي تحتاج الي احياء نظام المقايضة فيما بينها واستثمار مواردها بطريقة تحقق تأمين الامن الغذائي فيما بينها لان الدول العربية تمتلك اكبر مساحه اراضي مشتركة ومتلاصقة في العالم كما انه يجمعها ببعضها قواسم مشتركه بين شعوبها من ناحيه اللغة والعادات والعلاقات الانسانيه والحدود وغير ذلك من المقومات الطبيعية التي حباها الله بها وكذلك كميه من الاراضي الخصبه و البحار والانهار والثروات الطبيعيه المتنوعه التي تؤثر في الاقتصاد العالمي لو تم اداراتها بشكل سليم ، وثروة بشريه هائلة من الشباب العاطل عن العمل والغير مؤهل لسوق العمل الزراعي والصناعي ،وعدد كبير من السكان يمثل شريحة استهلاكية كبيرة في النظام العالمي
وبالرغم من كل هذة الموارد العظيمه الا ان الثقة بين حكومات هذه الشعوب منذ زمن طويل لم ترقي الي مستوي المسؤوليه وتعلية مصالح شعوبها في الاتفاق علي انشاء قواعد حاكمه للتكامل الاقتصادي فيما بين الدول العربية علي اساس ربحي سليم يضمن للدول استغلال اموالها ومواردها بطريقة اقتصاديه سليمة
فالدول العربية مازالت تحتاج الي كثير من الاموال المرصودة في البنوك العالمية لانشاء مشاريع صناعية وزراعية متقدمة في مختلف الدول العربية
وهذا الامر لم يحدث حتي الان لانه لم يتم توجية اموال العرب التوجيه السليم والي الداخل العربي لاستغلال الثروات الطبيعية والطاقات المهدرة علي اساس انتاجي سليم. والاعتماد علي الاستيراد من الصين وتركيا ودول اخري للمنتجات الزراعية وغيرها
وهذا له اسبابة المتعددة ومن اهمها ان العلاقات بين الدول العربية ليست علاقات عميقة كما يعتقد البعض و ليست مبنية علي اسس سليمه ، وكذلك المناخ الذي ستدار فيه هذه الاموال مناخ غير ايجابي ، و عدم وجود رؤيا تكامليه لاداره الاستثمار المالي والانتاجي في الدول العربية بسبب انعدام التخطيط التعاوني. و طغيان الجانب السياسي علي الجوانب الاقتصاديه في العلاقات بين الدول واغلاق الحدود فيما بينهما وعدم وجود شبكه نقل بين الدول العربيه متكامله وكثير من الامور الاخري التي اثرت علي مزاج الشعوب ايضا وثقته
ولذلك فان الدول العربية لم يحدث بينها تكامل منظم حتي الان ولم يتم استثمار واداره مواردها بشكل سليم بسبب الكثير من المعوقات النفسية وانعدام الرؤيا والطموح المشترك
ولذلك فان هذا الامر قد اثر بشكل مباشر عليها واخرها عن الركب العالمي فهي مازالت تعتمد علي استيراد موارها الاستهلاكيه والعسكريه. والطبية وغذائها من الغرب وغير ة من الدول المتقدمه بسيب عدم قيامها بانشاء قاعده صناعيه أو زراعية قوية تنافس بها العالم وتعزز بها ادارة مواردها لان الموارد الطبيعية ستنضب في يوم من الايام والشعوب تزداد اعدادها وتحتاج الي العمل والحياه الكريمة
لذلك فانه قد ان الاوان وبعد الازمة الاقتصادية التي تهدد العالم واعادة رسم خريطة القوي العالمية ، علي الجامعه العربيه ان تنشط في اعادة احياء الاهداف التي انشئت من اجلها وذلك عن طريق ايجاد اليات مشتركه بين الدول العربيه تضمن من خلالها ايجاد طرق لاقامة تكامل اقتصادي متنوع ومتقدم وتشجيع الدول العربيه علي استثمار اموالها في الداخل العربي و العمل علي وضع قواعد حاكمه تضمن احترام اداره هذة الاموال بعيدا عن التقلبات السياسية والعمل علي تنشيط الثقة بين الشعوب وانشاء محكمة ذات قرارات ملزمه تحترمها الدول للفصل في ايه خلافات ويتم اللجوء اليها عند وجود نزاعات وتبسيط الاجراءات والية انتقال الاموال وابعاد الجانب السياسي عن الاقتصادي قدر الامكان لان
العالم ما بعد كورونا وحرب أوكرانيا سيتغير تماما وسيكون السيطرة فيه لمن يملك العلم والصناعات المتقدمه وتأمين غذاءه وان لم تلتفت الدول العربية لهذا الامر جيدا فان الغرب سيظل متحكما في كثير من قراراتها ومواردها ومستهدفا لاموال شعوبها وسيؤثر ذلك علي توفير فرص عمل للمواطنين فيه وسيبعدنا ذلك سنوات ضوئيه عنها