عند الحديث عن المشكلة السكانية وتحدياتها، اخترت الجمع مابين مصر والهند “نموذجان لمشاكل تعداد سكانى”، ودول اوروبا” نموذج لمشاكل ديموجرافية”.
فى مصر، تضاعف تعداد سكانها خلال العقود الثلاثة الأخيرة، الأمر الذي اعتبرته الحكومات المتعاقبة مشكلة ذات تأثيرات ضاغطة على أركان الدولة، وأزمة، يتطلب حلها العديد من الإجراءات والبرامج التي تعمل على تحديد النسل وتنظيم الأسرة، وهو ما تبنته الدولة خلال السنوات الماضية.
وفي ظل عدم اتخاذ خطوات جادة ومتقدمة نحو التنمية والإنتاج على المستوى الاقتصادي، أصبحت الزيادة السكانية عبئا على الدولة، في الوقت الذي تعتبر أحد أهم المقومات لتقدم الأمم والشعوب، إذا ما تم استغلال تلك الثروة البشرية بطريقة صحيحة، من خلال الاهتمام بالعنصر البشري الذي هو الأساس لعملية التنمية، بصقل مهاراته وقدراته في شتى المجالات.
وهو ماحدث بالفعل بدوله تفوق تعداد مصر بمراحل إلا وهى” الهند “رغم انه لازال هناك قصور في خطط الهند للاستفادة القصوى من الزيادة السكانية مرتبط بعدم القدرة على التمويل، إلا أن الخبرة الهندية المتميزة تكمن في اقتناصها لفرصة ظهور وازدهار صناعة التكنولوجيا الرقمية والمعلوماتية في العالم، واتباعها لسياسات مكثفة لتأهيل وتدريب أعداد كبيرة من السكان ليكونوا هم العمالة الأولى في شركات التكنولوجيا الرقمية في العالم، وهو ما انعكس بقوة على زيادة تحويلات النقد الأجنبية إلى داخل الهند.
وفي السياق ذاته، و فيما يتعلق بمسألة الزيادة السكانية نجد أن الصين لم تعتمد على خطط تحديد النسل، بل على برامج التنمية البشرية، والتي تميزت بعنصر الواقعية والأصالة؛ الواقعية في ربط العملية التعليمية بخطط التنمية الاقتصادية، إلى جانب إيصالها إلى السكان كافة.
والأصالة لأنها قدمت مشروعا تعليميا حديثا لكنه مرتبط بقوة بالموروث الثقافي والقيمي للمجتمع الصيني” لم يستخدموا التابلت وهم ماعندهومش بنية تحتية لاستخدامه” “ولا طوروا التعليم بعيدا عن قيم مجتمعهم وجعلوا التربية الدينية والوطنية مواد لا تضاف للمجموع”
في المقابل، نجد أن المجتمعات الأوروبية من أكثر المجتمعات التي تعاني من ظاهرة شيخوخة السكان، حيث تتراجع فيها معدلات المواليد، وفي الوقت نفسه ترتفع فيها معدلات أعمار السكان، ففي أوروبا أكبر نسبة من كبار السن، مقارنة بعدد السكان الكلي، ويتوقع أن يشكلوا نحو ٢٩% من السكان بحلول عام ٢٠٣٠.
ويؤدي ذلك إلى تراجع معدل النمو الديموجرافي فيها بوضوح؛ فبعض دول أوروبا تواجه تحديات جادة بشأن مستقبلها الديموجرافي، وترتبط تلك التحديات بقلة عدد المواليد، وتراجع نسبة السكان صغار السن، مع ارتفاع معدلات الشيخوخة. ومع ذلك كله نجدها متقدمة.
من هنا يتضح لنا ان المشكلة لا تكمن فى التعداد السكاني أو مايسمونه الانفجار السكانى ففى الهند تم استغلاله وفى أوروبا غير متوفر وعليه نستطيع القول ان توفير التكنولوجيا + تنمية العامل البشرى= نهضة وتقدم الأمم.
اخيرا وليس آخرا…..مصر المستورد الأكبر للقمح في دول الشرق الأوسط، وتستورد من روسيا وأوكرانيا تقريبا ١٣مليون طن ما يعادل ٩٠% من احتياجاتها، كما أنها الأولى عالميا في استيراد الذرة من أوكرانيا خلال الموسم الزراعي٢٠٢٠ _ ٢٠٢١ تتجه الآن للاستفادة من الهند، الهند رغم انفجارها السكانى إلا أنها حققت اكتفائها الذاتى وبتصدر الفائض عن احتياجاتها…. اظن واضحة