في الركن المنسي
بقلمي أنور مغنية
هنا في هذا الركن المنسي
كنا جلسنا وتعانقنا
تحدَّثنا وكان فرحنا كبير
وكان الحزنُ
هذا الركنُ صار حزينا
منذ عقودٍ سكنتِ أضلعي
وكنتِ لعيني نورها
وكنتِ لهذا القلب الرنينا
إني وإن غفَت مِني عيوني
رأيتك في زوايا روحي
زاهيةً كما في كلِّ حينا
تمرُّ بيَ الناسُ سُكارى
فأصيرُ ألماً
ويبقى الناسُ فرحينا
منذ افترقنا
والموت يرحلُ من حولي
والعيون تختفي
ويبقى فينا الحنينا
يغيبُ الضوءُ ويأتي الليلُ
وتذبلُ فينا الجفونا
تموتُ الشمس ويموت النورُ
وتموتُ الفراشاتُ
ونبقى عاشقينا
ما من ضلعٍ تكسَّرَ في صدري
ولا يوماً خفَّت نبضاتي
وما كنتُ عليكِ بحبي ضنينا
بعد كلِّ هذا الألم
بعد كل هذا العذاب وسهري الطويل
كيف اواصلُ دربي
وإلى أين المسير ؟
وكيفَ لهذا السحاب أن يهدأ ؟
وكيف تصفو هذه السماء ؟
وكيف لهذا الطير أن يطير ؟
صرنا بالحزن جمالاً باهتاً
صرنا تذكاراً وذكرى
صرنا وروداً بغير عبير
أنور مغنية 15 04 2022
ملاحظة : اللوحة زيتية من رسوماتي