أخبار عاجلة

نساء خلدهن التاريخ أروى بنت الحارث بن عبد المطلب المرأة التي بلغت بدهائها دهاء معاوية بن أبي سفيان

نساء خلدهن التاريخ
أروى بنت الحارث بن عبد المطلب
المرأة التي بلغت بدهائها دهاء معاوية بن أبي سفيان
بقلم / د. أيمن دراوشة
شخصيتنا النسائية لهذا اليوم امرأة من العصر الأموي حيث تُصوِّر لنا مقابلة أروى بنت الحارث بن عبد المطلب لمعاوية بن أبي سفيان الذي عُرف ببطشه ودهائه وقوة سلطانه، وهي المرأة العجوز التي بلغت بجرأتها نساء العرب قاطبة.
ويُروى عنها أنَّها دخلت على معاوية بن أبي سفيان لحاجة لها ، لكنها لم تدخل عليه دخول المستضعفين الأذلاء ، بل دخول الواثقين الأقوياء ، والقادرين على إحقاق الحق ووضعه في مكانه الصحيح جهرًا دون خوف ولا تردد… فلما رآها معاوية تدخل عليه قال لها : مرحبًا بك يا عمة.
فقالت: كيف أنت يا ابن أخي. فقد كفرت بالنعمة وأسأت لابن عمك الصحبة وتسميت بغير اسمك، وتجاوزت حدودك فأخذت حق غيرك ، كآبائك في الإسلام ، فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون ، فلم يجمع لنا شمل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فغايتنا الجنة وغايتكم النار.
وحين وصلت لهنا لم يستطع الحاضرون أن يتحملوا كلماتها وهي تتساقط فوق رؤوسهم كالسياط الملتهبة.
فقال عمرو بن العاص : أيتها العجوز الضالة . اقصري من قولك ، وغضي من طرفك.
التفتت أروى نحو ابن العاص ، وألقت عليه نظرة ينبعث منها الشرر وقالت بحدَّة : ومن أنت لا أم لك؟
أجاب : عمرو بن العاص.
قالت : يا ابن العفنة … أتكلمني ، والله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها ، ولا كريم منصبها ، ولقد ادعاك ستة من قريش كل منهم يزعم أنه أبوك. ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة مع كل عبد عاهر ، فأتم بهم ، فإنك بهم أشبه.
فصرخ بها مروان بن الحكم : أيتها العجوز الضالة . ساخ بصرك مع ذهاب عقلك فلا تجوز شهادتك.
فالتفتت إليه بنظرة صارمة وقالت: يا بني أتتكلم ؟ والله لأنت إلى سفيان بن الحارث بن كلده ، أشبه منك بالحكم. وأنك لشبهه في زرقة عينيك وحمرة شعرك … فاسأل أمك عما ذكرت لك فإنها تخبرك بشأن أبيك إن صدقت.
ثم التفتت إلى معاوية وقالت: والله ما عرضني لهؤلاء غيرك . وإن أمك هند هي التي قالت يوم قتل حمزة في أحد.
نحن جزينــــــــــــــــــــاكم بيوم بدر
والحرب يوم الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر
أبي وعمي وأخــــــــــي وصهري
شفيت وحشي غليل صــــــــــدري
شفيت نفســــــــي وقضيت نذري
فأجبتها بقولي:
يا بنت رقاع عظيم الكفر
خزيت في بدر وغير بدر
صبحك الله قبيل الفــجر
بالها شميين الطوال الزهر
هتك وحشي حجاب الستر
ما للبغايا بعدها من فخر
وهنا صرخ معاوية بمروان وعمرو قائلا: ويلكما أنتما عرضتماني لها وأسمعتماني ما أكره.
ولملم معاوية أعصابه وتوتره، وقال لأروى بهدوء أعصاب ونفاد صبر :
يا عمة اقصدي قصد حاجتك ودعي عنك أساطير النساء.
وفي رواية أن معاوية قال لها : عفا الله عما سلف. يا خالة هات حاجتك.
فقالت : مالي إليك حاجة.
ثم قامت وخرجت عنه. فالتفت معاوية لأصحابه وقال :
والله لو كلمها من في مجلسي جميعًا لأجابت كل واحد بغير ما تجيب به الآخر. وإن نساء بني هاشم لأفصح من رجال غيرهم.

شاهد أيضاً

كدا علمتني أية :

كدا علمتني أية : كتب سمير ألحيان إبن الحسين “أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن …