هل لي من نغم.

هل لي من نغم.
بقلم على الحسيني المصري

هل لي من نغم يقض هذا الضجر
لا ولا إلا صدى صوتك لما وقر
يا مدينة قلبي كم انتظرت وكم سأنتظر
وكم ناديت ولكن ما من سامع حضر
وكأن الزمان سرادق عزاء حزنه منتشر
فعم بعد إغلاقه صمت ذا شذر
وكأن الزمان عود مقطوع الوتر
و القمر يبكي حزينا كلما ظهر
والشمس غامت بقلب حجر
يا حبيبتي نحن لعبة الأيام والقدر
تعجزنا المسافات ويأسرنا الحذر
منا من كتب قصته في الحقول
على أوراق البصل وصبر الشجر
ومنا من كتبها على رق الطبول
ومنا من كتبها على ورق التفاح
ومنا من كتبها نغما حزينا وسهر
وعاش عمره في حدائق وسمر
ترى أن المواهب ذنوب لا تغتفر
أم أن المواهب مواساة البشر

أم أن المسؤوليات قيود. قلوبها. حجر
مسخت الإنسان في قلوب البشر
أم أننا. منذ. البداية وحتى النهاية نحتضر
نستقل يوم يطويه يوم كأن العمر سفر
كأنه عقد في يد تعد. وتنهر الخرزات الدرر
يا عزيزتي نحن قصة الشقاء منذ الصغر
ونحن المأسي منذ الطفولة وحتى الكبر
ورغم ذلك نحب ونعشق ونعتبر
ونود أن نصلح ما انكسر
ولكن هيهات أن نعود إن نفذ سهم القدر

سيدتي يا من تظني أن العنيف نبيا منتظر
من ذا الذي سود حقول الفول لما غدر
من الذي أحرق الزيتون في قدر المختبر
ومن الذي شوى حمامات السلام بحقد مستعر
ومن الذي اغتال الطفولة بقصف قذر
ومن ذا الذي مسخ الأمان حربا وخطر
ومن ذا الذي سلب البراءة من عيون القمر
عجيب أمرك جعلت البطر. بطلا يعتذر
واخفيت عنوان الحقيقة خلف الصور
فهلا علمتي أن مذهب الحقيقة يجلي النظر
ومذهب التردي يعمي البصر بحقد النظر