أخبار عاجلة

شمـسُ السّـرابِ

شمـسُ السّـرابِ

شعر : مصطفى الحاج حسين .

لَوْ أنّي أمـرُّ من تحتِ نافذتِكِ
كنتُ سأتركُ قلبي يتسلَّقُ الخوفَ
ويتسلَّلُ عبرَ درفةِ الأنوارِ
بعيداً عن أعينِ الحرَّاسِ الشَّرسينَ
ويهبطُ ببطءٍ إلى غرفةِ أحلامِكِ
يختبئُ خلفَ أُصُصِ الوردِ
يَتَلَصَّصُ على روحِكِ العاريةِ
يحتضنُ قميصَ النومِ بخبثٍ
جائعٌ قلبي لأزهـارِ صدرِكِ
وكقطةٍ أليفةٍ يتمسَّحُ بتنهداتِكِ
ويمرِّغُ نبضُهُ على راحتَيْكِ
طوالَ الصَّلاةِ
وتحتَ غطائِك سيندسُّ
لتغفوَ هواجسُهُ المثقلةُ بالنُّعاسِ
ويشتمُّ عطرَ الوسادةِ الأثيرَ
ظامئٌ قلبي لشطآنِ عينَيْكِ
ولبحَّةِ ضحكتِكِ السَّكرى
وإلى ضجيجِ الأنوثةِ في روحِكِ
سيتربَّصُ بشرودِكِ
وأنتِ تقرأينَ الشِّعْرَ
ويباغتُ شفتَيكِ بقبلةٍ ويهربُ
لن يذعنَ لأوامرِ الحُرَّاسِ المتجهمينَ
عبرَ نافذتِكِ يقفزُ ويمضي
هيَ مغامرةٌ تستحقِّينَها لو مـتُّ
هيَ أمـاني الرّوحِ
حينَ تهجعُ في البردِ وتبكي
أحتاجُ أن أوقفَ التفكيرَ بحبـِّكِ
أنْ أستريحَ من هيجانِ الشّوْقِ
لإجازةٍ منَ الحنينِ المميتِ
نقاهةٍ لبكاءِ أوردتي المريرِ
تعِبَ الحبُّ من أمنياتي
وتعبتْ قصائدي من الكلماتِ
وضاقتْ مهجةُ الأحرفِ البلهاءِ
عاقبَني عشقُـكِ يومَ تجرّأتُ
فما أنا بالعاشقِ المرتَجَى
لأطلَّ على نافذةِ فضائِكِ
أنتِ هذيانُ العمرِ
حينَ يثملُ
شمـسُ السّـرابِ
ومدنُ التائهينَ لاغترابِ العاشقِ
المحتضّرِ *

مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …