على ناصية التوق 

كلمات / سمية شرحبيل

يوم من أيام كانون الأول مليء بالأمطار ، حافل بالإنتظار ..
الكل يختبئ تحت المظلات أو أسفل أسقف البنايات أما أنا فأقف على ناصية التوق بتؤدة و ثبات ..
أنسج خيوط الرجاء ..
أبحر بعيدا حيث أنت ..
أسحبك من راحتيك و أحلق بك ..
في سماء ملآى بالألوان خالية من الأشجان ..
نرتشف رحيق الحبور ، نحتسي أكسير السرور ..
نبني صروحا مزهرة بالرضا و اليقين ..
نرتفع حتى نلامس النجوم ..
نهيم في رحاب الكون نتلحف بأعبية الصفاء ..
نتوسد الغيوم نزرع آلاف الفسائل اليانعة بالبهاء ..
نصافح الطيور نهمس لها بالقصيد ..
نرمس لها في استحياء ..
نشاركها التغريد نساجلها في الغناء ..
نلامس الرعود فنبرق من جديد ..
نهرق ألوان الضياء ..
فتمحو سواد الليل البهيم ..
الهائم العائم في الظلماء ..
نرنو لرحابة خلد يغدق بالشعور و يحيا بالسراء ..
نوقد سرجنا الموشكة على الإنطفاء و الإنكفاء ..
نغدو حروفا تزهر بها الأقلام على صفحات الأيام ..
نسجل للتاريخ خلودا سرمدي البقاء ..
نتفرد بالوصال و الإتصال الممتد لعرى السماء ..
نحمل قناديل الرحمة المتوهجة بالعطاء و الإهتداء ..
نتزاحم ، نتراحم ، نتلاحم ..
تفيض أرواحنا ألقا في ذرى العلياء ..
فتسري في شرايين العمر تنتشي بالنماء ..
تزهو في الإبتداء و تبهر في الإنتهاء ..

طبت حيث كنت أيها الغائب الحاضر المفعم بالرفاء ..

شاهد أيضاً

كف الضياء

كف الضياء …………. بخل الزمان ينهي الجفاء ويسعد الفؤاد نور الرجاء اراك تمزق ثوب النقاء …