تغريدة الشعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
=============
( للحلم رائحة المطر ٠٠ !! )
الشاعرة و الناقدة و الأكاديمية السعودية د٠ أشجان هندي – ١٩٦٨م ٠
من عيون الحرس
فتسلقتها الريح والبرد .
وتوضأت بالعشق طلعتها
فإذا بليل الليل يشتد
ظنت غدير العشق مئذنة
حتى تبين أنه
جسد.
وهماً بكيت؟، أم افتراشي ساعد العنقاء،
أم ثمرا
غطى عظام صغاره الحقد؟
صل
حبائل وصله غدر
جدب
سؤال
ماله رد.
٠٠٠٠٠
من المملكة العربية السعودية نحلق مع بيئة الشعر في مهد الجزيرة نستلهم من عبق التاريخ و التراث ميلاد الشعر النسائي الذي يجسد لنا الواقع بكافة ظلاله من خلال تصويره بالكلمة الشاعرة الصادقة و المؤثرة في المشهد هكذا ٠
ومن ثم ترسم المرأة السعودية من مخيلتها ووحى استلهام قضايا تزاحم زوايا الذكريات وسط معادلة التعليم وتطور حركة الحياة في شتى المجالات فتساهم في ميادين التعليم و الصحة و الإدارة و الإقتصاد في توأمة تصحح المسار نحو جماليات السرد بفكرها المتنوع ولاسيما في محراب الجامعة لتنخرط في بوتقة العطاء و لا سيما مع الفنون الجميلة و تزاحم ساحات الأدب بفنونه و ألوانه المتعارف عليها ، و أسواق الشعر الفصيح و النبطي كمظهر من مظاهر المكان في لقاءات تكشف علاقتها بالإبداع ٠
أليست هى القائلة :
باح وجه القوافل
أي طريق سأسلكها
إن فقدت الأثر؟
أي درب إليك
سأمشيه
يامورقا في ضلوع الضجر
أي نار
ستحمل هذا الذي
قد تبقى من القلب
ملتصقاً بفلول الصباح؟٠
* نشأتها :
————
ولدت الشاعرة والناقدة والأكاديمية السعودية الدكتورة أشجان محمد حسين هندي عام ١٩٦٨ م في مدينة جدّة ٠
وقد تخرّجت بجامعة الملك عبد العزيز ونالت مجازةً في اللغة العربيّة وآدابها ٠
ثم نالت شهادة الماجستير من جامعة الملك سعود في الرياض. وقد نشرت رسالتها للماجستير في كتاب صدر عن النادي الأدبي في الرياض بعنوان توظيف التراث في الشعر السعودي المعاصر.
حاصلة على درجة الدكتوراه من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) بجامعة لندن عام 2005، وعملت في الملحقية الثقافية السعودية في لندن، وتعمل حاليا أستاذة مساعدة في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك عبد العزيز بجدة مسقط رأسها .
تكتب بالعربية والإنجليزية ٠
* إنتاجها الأدبي والشعري :
————————
صدر أول ديوان شعري لها سنة من دار «الآداب» البيروتية سنة 1998 تحت عنوان «للحلم رائحة المطر»، الذي طبع ثلاث مرات.
– ديوان بعنوان «مطرٌ بنكهة الليمون» عن النادي الأدبي بالرياض بالتعاون مع «مؤسسة الفكر العربي» سنة 2007.
– ديوان شعري ثالث بعنوان «ريق الغيمات» عن النادي الأدبي بالرياض بالتعاون مع «مؤسسة الفكر العربي» سنة 2007.
– دراسة نقدية بعنوان «توظيف التراث في الشعر السعودي المعاصر».
– دراسة تحت عنوان «توظيف التراث في شعر المرأة المعاصر بالجزيرة العربية والخليج» ٠
= ديوان وغيومِ أبكارا.
بالإنجليزية.
= وقد ترجمت بعض قصائدها إلى الفرنسية والألمانية والإنجليزية.
* وصدر ديوانها الشعري الأول للحلم رائحة المطر عام 1996 م٠
ثم مطر بنكهة الليمون 2007 م٠
-المؤتمرات والأمسيات الشعرية: شاركت في أكثر من ثلاثين مؤتمراً ومهرجاناً شعرياً في الوطن العربي وأوروبا خاصة في القاهرة ولندن وحمص واللاذقية بسوريا وأبو ظبي والكويت والمنامة بالبحرين وباريس وفرانكفورت والخرطوم والجزائر والدوحة ومسقط وغيرها.
-التكريم والجوائز: حصدت أكثر من عشرة دروع وجوائز وشهادات شكر رفيعة المستوى لقاء مشاركاتها المقدرة ونشاطاتها المتنوعة.
-الترجمات والمشاركات الصحافية:
تُرجمت بعض قصائدها إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية والألمانية، شاركت في كتابة زوايا ومقالات في عدد من الصحف والمجلات السعودية، تناول شعرها عدد من النقاد السعوديين والعرب بدراسات نقدية وكتب أدبية متخصصة في المملكة العربية السعودية والوطن العربي.
و تقول شاعرتنا د٠ أشجان هندي في هذا المقطع الذي يتمسك بجمال القيم والأخلاق في إطار دور الأبوة بين ظلال الحياة :
وكان أبي
إذا ما جئته انتثرت على أخشابه البيضاء
أسئلتي
فراح يدقّها في الماء
لا أثر لها
لا الماء يشربها
ولا صدأ المطارق يحتفي بطنينها المبحوح٠
* مختارات من شعرها :
===============
تقول في قصيدة مطولة بعنوان ( جادك الجدب ) تذكرنا بالأندلس حيث الموشحات وموشح ( جادك الغيث ) للسان الدين الخطيب فتقول د٠ أشجان هندي :
رقصت دماؤك في عروقي
تزاحمت أمواج
كفك بين بستاني
ففاضت من تزاحمها
بروقي
وتوسدتني رغبة
رعد يميط لثامها
وتوحد في البال
يمزجها بحبات السؤال
وأنت
أنت!
أما تحرضك الورود على الورود
ولا الرياحين الصغيرة
دمعها
يغريك بالرقص الحزين
على عروش الياسمين؟
خاو ذراعك من يميني
نادمت قبلك يا زمان الوصل
أحجارا
فجادت بالقرنفل
والهوى
وطويت أقمارا
من العسل البهي
وما غوى
غيمي سوى ينبوعك المبتل بالشهوات
والبن المسوم
بارتعاشات الحقول.
فض يلتقي البحران
يختلط الفرات العذب
بالجسد الأجاج
وتنحني
قمم البنفسج للسيول.
فض احتمال الصمت
باح زبرجد النار المقيمة
في بطون القمح
وانفرطت عقود الوقت
في جدب الذبول.
وصل حلمت بوصله
حلم
تعلق يا زمان الهجر
بالفجر الندي
وتارة
علقته بالزنبق البري
واستبقيته
حولا حبيس جدائلي
كاشفته
وكشفت عن ساق الكلام
فما تعرى
غير جيدي
وهممت بالنخل الضنين
وهم بي
فرويته
قبل السؤال عن المزيد
التمر تمري
فانحن يا جذع
للجمر المخضب بالنشيد ٠
هذه كانت جولة سريعة في شعر الشاعرة و الناقدة و الأكاديمية السعودية دكتورة أشجان هندي ابنة جدة التي نقشت قصيدتها على وجه هذا المكان عنوانا يفوح جماليات المفردات و روعة التصوير و رقة الإيقاع في تناغم حيث توظف حب الوطن و الدفقات الايمانية و التأملات في الحياة و التوقف مع الخيال والجمال وكل هذه الأعراض و التي تجسد لنا أصالة الكلمة في تعبيرات وخيالات تحلق بنا دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠