أخبار عاجلة

قصة قصيرة

عمل أدبي
قصة قصيرة
وجبة ساخنة
مصر:إيهاب محمد زايد
أحتارت كتب ماركس وسياسة لينين، وفلسفة أوجست كونت، وتأمل نيتشة، وهذا الدواء الذي صنعه لويس باستير هذه نهضة أوروبا لماذا أفلاطون وأرسطو في جبال اليونان.لم يكتب أحدا عن رغيف تصنعه في فرن بمنزل يتشبع من الثلج أو المطر تعطية لبائس من الفقر ينتظر العطايا من ملبس، مسكن، وهذا الطعام علي باب الأحشاء تلتقي بين تفاحة وقديد من الخبز تصنعه الأمم المتحدة بمجلس الأمن علي أرفف منظمة الفاو بين صحراء أفريقيا يوجد من يتاجر بالفقر والجسد نظير الفكر والسلطة. هذه تحتاج إلي أذان الأعذار بلا حزن أو اتهام بالعجز من يعتذر للفقر فهو قرين الموت هل تعتذرون للموت عندما يغزونا الغازي يحسدنا علي بيت من الطين وملابس رثة وتاريخ فوقه أمتار من التراب وعقل عليه العنكبوت من جراء إهمال الماضي، التاريخ مقابل أنبوبة غاز، سفينة تبحر ببحر الغدر، وترانيم أمام الستار سلام وبالخلف خنجر مطعون وغراب أسود يشهد القتل ليوحي للغادر كيف يدفن جسد أخية. هذه هي الدموع التي تتساقط من عين عبدالحميد الذي يجهز نفسه لأول إجتماع يحضره بوطيفته الجديدة لقد أصبح بمرتبة أعلي ويملك فؤادا جديدا ففي كل وظيفة تملك هذا الفؤاد وهذه الكلمات التي تستقبلها. كان يعد شفرة الحلاقة في ألة الحلاقة تري ماهي الدوافع أن تربط هذه الإزالة للشعر بالحلق وهذه الغصه من الحزن التي تعلق في حنجرة عبدالحميد سوي خشية ألا يقيم العدل وأن يصبح أصم وأعم بعد ترقية هكذا حال من يعرف طريق الترقي ينسي الناس ويتعال عليهم ربما ينساهم من خلال العفير الذي يخرج من إطار سيارتة الخاصه في طريق غير ممهد في سحابة صيف تبخل بغيثها علي أهل هذه البلاد كسفينة حرب تشن صواريخ علي مواقع مدنية يدين لها المستعمر بالمعرفة وعلمته الحضارة وأسهمت فيها فلا تعطيه الصدقات إلا تحت وطأة المدفع ولا تسانده بالمساعدات إلا تحت التهديد، ولا تجزله العطايا إلا تحت الإلتهام. هذه هي أوضاع حضارتنا من خلال شقة عبدالحميد تجد هذه السيراميك فلسفة جديدة يمشي عليها في حمامه أثناء حلاقة ذقنة وهذه الفرشاة وهذا الاسم اللورد كان ماركة ماكينة الحلاقة. نحن نهذب شعرنا بمجلس العموم البريطاني الذي أخذ قرارات لندن لمحمد علي ثم سايكو سبيكو لذا يوجد الفقراء بالوطن بعدما حبسوا تجاره بشروط مجحفة للتصدير، وسهلوا له التوريد فنجد الوكلاء وربما العملاء الذين ينشدون منافع ومميزات حضارة شمال المتوسط، وأمريكا أمتدادها واليابان علي شعارها وأستراليا علي تاجها، والصين عمال في مصانعها والروس هذا الغاز الذي يمتد لها. ماذا تبقي لعبدالحميد في وظيفته الجديدة وكيف يلح حال الفقراء ألا بالتضامن، كلمة لا يعرفها المعاصرون التكافل، وأخري يعترضون عليها الصدقات، فيردد أهل عبدالحميد كلمة ” النبي وصي علي سابع جار” لذا كنا نبعث بالمساعادات حتي تحولوا إلي خناجر في أحشائنا. ماهذه المعادلة في ذهن عبدالحميد إما الخنجر بالحشار أو رصاصة بالقلب إن قاومت الفقر. أنتهي عبدالحميد من صف شعره، وحلق ذقنه بدأ يفتح خلاط الماء الذي أتي به أبو السباع إلي مصر، فعم خلاط الماء هو منذ الخديوي إسماعيل كانت حنفية تسمية العنكبوت، وأصبحت خلاطا بعد إزالته. يخلط عبدالحميد الماء البارد بالساخن ليعادل برودة الحضضارة بالزمن الغابر. أخيرا وجد عبدالحميد ماءا وسطا خلع ملابسه و أخذ يغسل الماض من أعباء لا تبوح بها تحسبهم أغنياء من التعفف. بعدما غسلها أخذ المنشفة يرمم ما تبقي من الماء السالف إلي هذا الحاضر الذي يحكي فقر الماء في الوطن ويبقي الصصبر مثل النخل يحول صبره علي شوك الجريد وهذه السباط التي تزين النخل رغم العدي من نقص الماء فالنخل علامة أمل ويبقي العمل لمجابهة هذا العدو في بلادنا خارجها الأقتصاد والتعدي وداخلها الحرمان والفقر. لبس عبدالحميد ملابسة. كانت زوجته أحضرت له ملابس بماركات عالمية لتناسب عمله الجديد. كان عبدالحميد يقلب في ملابسه يحتار من قراءة هذه العلامات للتصنيع فالسروال من فرنسا، ورابطة العنق من إيطاليا والقميص صناعة إنجليزية، وأخيرا هذه الجوارب صناعة تركيا وتذكر بأن سيارتة التي يستخدمها صناعة يابانية. ما يدور في ذهن عبدالحميد الذي أخذ يبعثثر هذه الملابس يحلم بصناعة وطنه، فكان تحدي غاندي هو رغيف من أرضه وقميص من أرضه هذا هو سلاح بلادم، وهذا هو الكيان بلا عرش، وهذا هو الخلود عبر التاريخ زراعة ونماء، وصناعة وغذاء يتبقي أن تخرج من شمع العسل شفاءا وضياءا لتري المستقبل تحت غيث المطر في صالة فندق يمكث بإستثمار علي أرض الوطن. لبس عبدالحميد ملابسه وترك ما أحضرت زوجته فكان نقاشا حاد تعالت الأصصوات فيه لكثرة اللغط والخلاف
زوجة عبدالحميد: لماذا لم ترتدي ملابسك الجديدة؟
عبدالحميد: لأظل علي عهدي مع الفهم للعدالة
زوجة عبدالحميد: أي عدالة بالملبس
عبدالحميد:إقامة العدل علي نفسي حين أفاوض تجار من خارج بلادي
زوجة عبدالحميد: ما علاقة ذلك بمظهرك ، بقيمتك، بنوع العيون التي تنظر إلي هندامك
عبدالحميد: أريد أن أكون أميرا لأرضي وليس علي أرضي. فموتي عندما أرتدي ماركات غريب يفاوضني علي ملابسه لأبناء وطني. كيف لأنات لمن لا يلبس فله الدمع والبسمة وهذا العزاء حين أمضي فأفرق بين الباب والدخل حلي لهم المراثي لمصانع وطني. كان عبدالحميد يحلم بهذا المبدأ وخصصوصا أن مبادئة في كتاب المرتي لمصر القديمه يحفظها عن ظهر قلب ويطبقها تعلمها غاندي ورفاقه فأصبحوا بلاد ذات حكمة ونقلها اليونان فأصبحت بلاد ذات فلسفة وجعلوا حصان طراودة من خشب لمصري نسي أن يمتطي العصور إلا بالعطاء كالتلك النخلة وهذه الثثمرة من البردي، وهذا العمر من ملابس الكتان وهذا المرور من ذهب توت عنخ أمون. حضر السواق ليركب عبدالحميد سيارتة يتجه إلي إجتماعه الأول جلس بجوار سائقه تواضعا فيعرف أن السائق يملك أشياءا لا يملكها عبدالحميد وكلاهما يكمل بعضهم البعض. هنا تعال صوت عبدالحميد صباح الخير يا مجدي. فهل أنت مجدي.
مجدي: نعم
عبدالحميد: هل وتوصلني إليه
مجدي: ماهو إلي أين
عبالحميد: خطوات المجد
جلس عبدالحميد يفتش بالناس من خلال أعينه فهو يتعلم من كل واحد فكرة تضاف إليه. كان محفوظ يتأمل الناس فكتب ستة وثلاثون رواية حمل بها ذاكرة مصر في هذه افترة. بينما عبدالحميد يتأملهم ليعرف كيف يدير وظيفته. إشتد البرد بهذه الأيام فكان المصريون القدماء يعدونها أربعين يوما. ولتسأل يوما ما ما سر رقم الأربعين عند المصريين القدماء. بينما المطر ينزل ورياح البرد تحتاج إلي معطف إيطالي قد اشتراه من كومة ملابس علي أرض الحجاز. فملابس الغرب لا ينهكونها بل يلبسونها مرات ثم يجمعونها للفقراء لكنهم لا يخرجون الصدقات في البترول والطاقة فهذه واجباتهم الممتلئة التي لا يتركونها أبدا لكنها مهارة صانع لا يترك قطعة القماش إلا وتنطق بمهارته. كان المطر ينزل كثيرا والرياح تتحرك والبرد كالثعبان يلدغ الجلد وكالعقرب تشعرك بالموت. هذه هي رياح البرودة التي تجعل الفكين يتحركون بلا سبب للحديث ولا للكلام علي عجب. في هذه الأثناء تقع عين عبدالحميد علي رجل يلبس لبس الكناسة في شوارع الوطن بجانبه أبنه يقتسمون وجبة تحت المطر. يختلط الخبز بالماء وطعم الأرز مبلل بهذه الأمطار، وبعض من الخضار الذي فقد سخونته. كانت بهذه الصنية من الفل شعار من عصر عبدالحميد تحمل قطعة ساخنة من اللحم يقتسمها الرجل مع ابنة يشدونها وكأنها مفاوضات مستعرة علي بئر من الذهب الخالص هؤلاء ورثة الذهب علي أرضي. أستمر عبدالحميد في سيرة وهو يشعر ببرودة هذا الرجل وجوعه. دخل علي المجتمعين فهو رئيس الجمع بعدما أوصله السائق لمبني فخم يحمل طرازا غربيا زجاج أزرق ينشد العدالة ورخام من بلاد الذهب يحمل الخطواي. وهذا السور من الحديد الذي يعزل العاملين عن العامة. أحضروا لعبدالحميد كوبا من الشاي ساخنا لكن برودة الرجل الكناس في أحد شوارعنا تجعل عقل عبدالحميد لم يغادر هذا الموقع. أستمر الاجتماع يتحدثون عن أثر الورادات بالتغيرات في المناخ ليواكب الحرارة والبرودة. بينما عبدالحميد يتحدث في الاجتماع أحضروا له وجبة ساخنة. أصابع من الكفتة وأرزا هنديا وصدور من الدجاج علاوة علي كوب من شربة هذه الدواجن لتدفئة المدير. نظر إليها عبدالحميد وهو يري الرجل الكناس داخل الكوب، داخل طبق الأرز الأصفر. وهذا المشهد الذي يقتسم فيه الرجل مع ابنة قطعة اللحم. هنا هب عبدالحميد بتقديم الأعتذار بإنهاء الاجتماع. أخذ وجبته وأمر السائق بأن يتجه صوب المكان الذي يجلس فيه الكناس. جلس بجواره قدم له وجبته وأعطي لابن الكناس قطعة من اللحم بدلا من أن يتجاذبا.
الكناس: ما هذه يابية
عبدالحميد: وجبة ساخنة
الكناس: وهل دفئت قلوب الناس
عبدالحميد: عندما تدفئي يدك
الكناس: أعتدنا علي ذلك
عبدالحميد: الناس تذل نفسها حين لا ترعاك
الكناس: الناس تذل نفسها بتكالبها المهين علي المال
عبدالحميد: وهل أنت زاهد؟
الكناس: أنا صابر علي المنع ولم أتكالب علي الفقر لكن الناس لا تعتبر في الطبقات فالأرض والسماء والبحر طبقات وموجات وعلي كل طبق أن يصبر علي محتواة. فالمغزي بالصبر والاعتبار
عبدالحميد: المغزي في الألفة والتكافل
الكناس: شح النفوس يمنعها وشح القلوب يجهلها وشح العقول يدفعها للعدم
عبدالحميد: ماذا تفعل وزارة التضامن
الكناس يقلبون مسماياتها إلا سلوك الناس الذي يحيرنا لو لم يرمي الناس مخلفاتهم ما انحني ظهري. نظر عبد الحميد وهو يترك الكناس يأكل الوجبة وهذا الكوب من مرق الدجاج ليتغلب الرجل علي المطر والشتاء والبرد. إن كل هذه الطقوس في نفوسنا فلنتغلب عليها حين يدفعنا البرد القارس والموجات الحارة. حين نترك الأغراب يغزون أرضنا بسلع لترويج أفكارهم عنا وعن العالمين. هنا لابد من التضامن فالبرد لا يأتي إلا من هواء الغرب ليسبب البرودة لرجل في شوارعنا أرغمته الحاجه أن يلملم ما نرمية لنحيا في شوارع نظيفة بينما قلوبنا لاتعي الانحناءه ولا عقلونا تنطق حقا حينما نطيح بالبواقي من طعامنا، ملابسنا، وكراكيب العفش في منازلنا بشوارعنا المصمتة من الرحمة. عاد عبدالحميد إلي موقعه الجديد ويجري أتصالاتة ليؤسس أول مشروع لتمصير الغذاء والملبس في بلاده ووطنه. قدم المشروع وقبل. بينما الكناس مازال يجرح مشارعنا من إهمالنا في التضامن والتكافل. فالمعابد، والكنائس، المساجد أسماء لا تكفي عشب العنزة ببرد الشتاء. ففكر في العمل ولا تفكر بالكهان حتي تحارب ولا تنهزم في برد الشتاء وهذا البرد والرعد والصبر في مصارك ومساركعلامة حتي لا نكون عنزة لا يكفيها عشب الشتاء. فالحب أن تأبي أولا تأبي فلا يكون الذنب أن ترضي بالجوع والجياع بالعري وأن تكون بالعراء الا بقبر لايحيد وليس بالالحاد. وأن يدنوا منك الأعداء تردعني

شاهد أيضاً

مقدمة في فن اكتشافات المقابر الأثرية.. كتاب جديد للدكتور سيد الطلحاوي

متابعة : ماهر بدر نشر الدكتور سيد الطلحاوي مدير عام آثار الدقهلية ودمياط ومدير بعثة …