أخبار عاجلة

(المتقاعد الشاب)

(المتقاعد الشاب)
“الفصل الثاني”
-الكائن-
“ورحلة مابعد التقاعد”
،،قصص،،

-١٠-
(تشتت)

،،إختناق،،

في شارعي ..الذي لم يعد شارعي ..ذلك الشارع
الذي يلتف من خلف الجبل ..بعد بيوتنا بمسافة
قصيرة ،
كان الشارع الهادىء .أو الذي كان هادىء ..كنت أسير فيه
عندما أشعر بالاختناق أو الحزن ..أو خيبة الأمل
من أحد ما ،
وكذلك عندما أشعر بالفرح “وهذا الشعور الذي قل
ماأشعر به”،وكذلك يساعدني في إجترار أفكاري
لقصة جديدة أوقصيدة ..أطلقت عليه تسمية
ملائمة قبل ثلاث عقود وهي (الشارع الصامت) ،
لكنه لم يعد كذلك بعد أن قام شباب الوطن و
“رجال الغد”بتحطيم جميع فوانيسه ليصبح
مظلما وبالتالي يكون ملائما لهم وللفتيات
الساقطات ليس في شهر شباط فقط ،بل على
مدار السنة
وبعد إحتلالهم له أطلقوا عليه إسم
“شارع الحب”،

لكن عندما أختنق انا…
إلى أين اذهب..!

،،،أب،،،

قال :
-يابني أني أرى في المنام أني اذبحك فانظر ماذا ترى ؟
-أرى ان تذبح نفسك ياأبي.

،،إحباط،،

قبل أن اشرع في الكتابة ،أمسكت المبراة ..اولجت
القلم في فوهتها ..بدأت في برم القلم بينما المبراة
تقوم بعلكه بلذة ..لم أنتبه إلى أن المبراة كانت
جائعة ..كل مابرز الرصاص كانت تقضمه بتلذذ ..
كلما أعدت الكرة كانت المبراة تأكل بنهم شديد ،
حتى أتت على قلمي بأكمله..ثم..تقيأت بعد إذن
فوق أوراقي.

،،،صنمك،،،

نحت صنمك من الرخام ..مارست فنك بإتقان
ومهارة ،حتى ظهر بهذا الجمال ..بهذا التقويم ..
حتى متى مادبت فيه الحياة ؛فرضت عليه
قوانينك التعسفية ،
وفيما لو رفض الانصياع لتلك القوانين ،فأنك لم
تقدم على تحطيمه وكأن شيء لم يكن ،
بل تقوم بتعذيبه بالنار لتتلذذ بآلامه وصراخه و
أنينه وتوسلاته ..

أليس أنت من صنعه .
وأليس هو لاحول له ولاقوة.

،،،هستيريا،،،

أقتيد السارق إلى ساحة القصاص ليعاقب على
الملأ بقطع يده لأقدامه على سرقة الخبز من الفرن ،
وتم التنفيذ وسط الهتافات والتكبير..بعد أن تعافى
عاد للسرقة من جديد ليطعم أولاده ،لكنه عاهد
نفسه على ألا يسرق من ذوي الأيدي المقطوعة
بنفس التهمة .

،،،فراشة،،،

نظرت إليها منبهرا بجمالها..حلقت موازية لوجهي..
رقصت تستعرض فتنتها..تضم رداءها وتعود و
تفتحه مظهرة كل ماتملك من فتنة ..تنثر عبيرها..
سحرتني ..فتنتني ..ابتسمت بفخر وثقة ..كلما
حاولت الاقتراب منها تراجعت إلى الوراء ..ضحكت
وقالت :
ويحك لاتقترب أيها المفتون ..المعذب ..العطش..
انا لست لك ..أنظر فقط ؟
ثم ضحكت ..وضحكت ..بعد ذلك رجعت إلى
الوراء ووعدت بعودة قريبة ..لكن ضحكتها الآسرة
أخبرتني بأنها لن تعود ابدا..
وبالفعل لم تعد.
كان حلما جميلا.

،، محاولة،،

وضع فوهة المسدس على رأسه محاولا وضع حدا
لحياته ،لكن ماأن ضغط على الزناد حتى خرجت
الرصاصة من مؤخرة المسدس وحطمت صورة على الجدار ..كانت الصورة دائما تحثه على
معاودة المحاولة.

،،،شر البلية،،،،

طلبوا مني أولاد حارتي وهم إخوة إثنان أن ارافقهم في مشوارهم اليومي بشوارع منطقة
الشميساني بعمان ،حيث يحملون بسطة صغيرة
مربوطة بقشاط يلفها حول رقبته تحتوي على
العلكة والبسكوت الخ ..
وكان ذلك مقابل نصف دينار يعطوني إياه في
نهاية النهار ..وافقت وخرجت معهم في عدة
مرات وكنت ادخر النصف دينار للعيد ،
وكنت أتعب كثيرا وأعاني من شدة الحر وكثرة السير،
ولم استمر معهم ..لكن أخر خروج لي معهم
ونحن نسير أمام الفلل أطل علينا رجل وطلب منا
الوقوف ..وقفنا حتى خرج إلينا معتقدين أنه
يريد الشراء ،جاء إلينا وطلب منا أن نقف جنبا
إلى جنب وأخذ يوجه لنا الصفعات دون سبب
ثم عرف عن نفسه بأنه تعقيب أو مخابرات ،
بالرغم من كثرة الصفعات كنت انا اخفي وجهي
وأضحك ..لم استطيع التوقف عن الضحك أبدا،
حتى عندما أخذت النصيب الأكبر من الصفعات
لم استطيع التوقف عن الضحك بينما هما كانا
يبكيان ،
هددني إن لم أبكي فأنه سيعتقلني مما جعلني
أقوم بحركة خبيثة..بان بللت عيوني بلعابي
كما افعل في المدرسة حتى اقتنع،
بعد ذلك أمرنا أن نضحك حتى يسمح لنا بالمغادرة فتابعت ضحكي ..ثم ضحكا هما ووجوههما
مبللة بالدموع ،
و…غادرنا .

*………………………………………………………..
………………….؟

،،،أنثى،،،

بينما إبنتها الصغيرة تراقبها..
بعد أن تقوم بتسريح شعرها الأجعد بمشط الكف
الذي كان يقتلع الكثير من شعرها ،إثناء ذلك يفقد المشط أيضا بعض أسنانه في كل مرة،

تقوم بوضع بكل حديدية سوداء كبيرة فيها ثنيات
بارزة تبدو كمطبات الحواري الضيقة ..تقوم بصفها
في شعرها جنبا إلى جنب، فيما بعد تترك تلك
البكل كسرات دائمة في الشعر،
تفتح علبة نحاسية صغيرة ..تدخل فيها مسمار
نحاسي ..تغمسه فيها ..يمتزج بالمسحوق الأسود..
تمرر المسمار حول عينيها ليترك لون أسود
حول حولها ..تبتسم لنفسها في المرآة بثقة ..
لكن فيما لوبكت ..وذلك يحدث غالبا ،
يسيح اللون مشكلا قنوات سوداء.

،،،رأس السنه،،

في الصالة الضخمة تدافع الجموع كل يريد إحتلال
المقدمة،الشباب في الشعر الموكس ..الفتيات شبه
عاريات..ظهر المغني وهو يرتدي الفيزون ويبدو
على شفتيه بعض من الروج الأحمر الخفيف ..بدأ
الغناء ..والغنج ..تصاب الفتيات في حالات هستيرية ..البكاء….الصراخ ..التشنج..يتساقطن
تحت الأقدام..تنتهي وصلة المغني وتاوهاته..
أما ماذا كان يقول.. فلاأحد يعلم …حتى هو نفسه
لم يكن يعلم ماذا يقول .

،،،وا أسفاه،،،

في سهرة راس السنة قالوا بالحرف الواحد :
نرجو من شباب المسلمين أن يخففوا الضغط على
الحانات لكي يفسحوا لنا المجال للأحتفال في عيدنا .

* …………………………………..؟
……………….. .
…………………….؟

( يتبع …….. )
تيسير مغاصبه

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …