تغريدة الشعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
*****************
((( حديث الغيم ٠٠ !! )))
الشاعرة الكويتية بشاير الشيباني – ١٩٨٢ م ٠
أجلسُ بين الغيم ورائحةِ الزيتون وضحكات شجر اللوز والستائرِ المطرَّزة الانتظار خلف قهقهاتِ الريح أحوكُ ارتعاشي ببردِ المساءْ والشرفاتُ الخاوية تطردُ الأمنيات وأنا هناك وحيدةٌ متكئة على نجمةٍ تناثرت من عقد السماءْ ألتحفُ بفستانها الأرجواني الساتانِ وأشربُ نخبَ غربتنا أشتعل ببقايا أنفاسِ ليلةِ البارحة وأحترقُ بصمت ٠
” من قصيدة : والشرفات الخاوية تطرد الأمنيات ”
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
نعود لنتوقف في هذه التغريدة مع الشعر و الشعراء من دولة الكويت الشقيقة حيث نجد المرأة الكويتية ودورها الريادي الفعال في المشاركة في شتى مناحي الحياة وقد تعرفنا عليها من خلال مجلة العربي العريقة و مجلة الكويت و في مصادر أخرى ، ونلمحها عن كثب في واحة الأدب و نافذة الثقافة العربية و لا سيما الشعر الذي يعكس رؤيتها و يترجم لنا فكرا ووجدانا وخيالا إنتاجها الأدبي المتنوع نرصده ظاهرة في المحافل و المنتديات و الإصدارات المختلفة ٠ فقد برزت نساء معاصرات لهن دواوين شعرية على سبيل المثال :
الشاعرة د٠ سعاد الصباح ، سعدية مفرح ، و عالية شعيب ، جنة القرني ، حياة الفهد ، غنيمة زيد الحرب ، وليلى العثمان ، و بشاير الشيباني ، وغيرهن كثيرات ٠٠٠
كتبت عنهن مقالات و أبحاث و ملفات داخل كتب مطبوعة هكذا ٠
وشاعرتنا ( بشاير الشيباني ) لها حضور في الساحة الأدبية، و لم لاَ فهى شاعرة معرقة نشأت بين أبوين داخل حلبة الثقافة و الأدب و الشعر فتأثرت بكل هذه العوامل بجانب دراستها النفسية التي تعكس مرايا تحمل دلالات توظف رؤيتها الذاتية في وسط حركة المجتمع فهي تمزج لغتها العربية باللهجة الكويتية في نزعة رومانسية ترسم صور لها دورها بمثابة لوحات جمالية أضف الي قضايا الإنسان و المجتمع تحمل هموم وأحزان وأحلام و أماني طول الوقت تعبر عنها في مجمل قصائدها التي نستشهد بالبعض منها في السطور التالية ٠
* نشأتها :
=======
ولدت الشاعرة و الكاتبة الكويتية بشاير إسحاق الشيباني في الكويت عام ١٩٨٢ م في أسرة معرقة بين أروقة الأدب و الإعلام حيث الثقافة المتنوعة وامتزجت بجمال البيئة في الجمع بين الشعر الفصيح و النبطي باللهجة الكويتية ٠
حاصلةعلي بكالوريس علم النفس من كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت، نشأت في عائلة أدبية أثرت في شخصيتها وتكوينها فهى ابنة الشاعر الكويتي إسحاق الشيباني الذي أثر إنتاجه الأدبي على شخصيتها، ووالدتها هي الإعلامية الكويتية أمينة الشراح، بدأت علاقتها بالشعر منذ الصغر، وكانت البداية مع شعر والدها، فإشتهرت بإلقاء قصائده من خلال الإذاعة المدرسية، وفي بداية مسيرتها الأدبية شجعها والدها ودعمها بصورة كبيرة وبعد أن تزوجت لعب زوجها دور المساند والداعم لها بإستمرار، حينها برز اسم الشاعرة بشاير من خلال الإصبوحات والامسيات الشعرية في الجامعات والكليات والمعاهد.
* صدر لها :
======
– كونشرتو الغياب ٠
– حديث الغيم ٠
– أكتب لأن الكلمة هواء ٠
* مختارات من شعرها :
==============
نتجول بين واحة القصيد عند الشاعرة الكويتية بشاير الشيباني التي ترسم ظل حلمها بعبير الكلمات بعنوان ( وتكون أنت الحلم ) حيث تقرر فيها المصير من خلال دفقات الحب تشدو بها بين الحزن و الأنين بعد تساؤلات تكشف متاهات الطريق فتقول في مطلعها : وتكون أنت الحلمْ تتسرَّب.. ما بين أصابع ليلْ
خادِر بالنعاسْ
تشعل في صدري أنفاسْ تتلحَّف عيوني سهرْ
أحلام عيَّت لا تنامْ
وفي خدي غمّازة تعبْ وفي نظرتي زحمة كلامْ ويطير من صوتي غمامْ ٠
***
و تقول في قصيدة أخرى ( رجعت سكة أحزاني ) حيث تستعيد بها ذكريات العمر في لحظات التجوال بين الأماني هربا من الخوف الذي يراودها من صولة الحياة لتبرهن في نتائج الإقناع قائلة :
رجعت سكة أحزاني أنين الشارع المهجور
على نفس الوهم أمشي يضيق الدرب بأحزاني
يطل الخوف من عيني يدور للأماني حضور يعانق بالندم نظرة تضيع بعبرة أشجاني
يمر الوقت مستعجل وينسى يحتضنني شعور على حد الألم قلبي جلس والوقت عداني
نقضني كل فرح مرني على غفلة حزن مغرورتلقفني الزمن يضحك على يأسي وحرماني ٠
***
و نختم لها بقصيدتها التأملية تحت عنوان ( يصادف ألقاك في شرودي ) :
يصادف ألقاك في شرودي في الموعد اللي ما نطرتهْ على الكراسي الخاليةْ
في وسط مقهى أو كتابْ
أو في مقطع أغنيةْ
أو في شارع ما أعرفهْ
في نظرة العشاق صدفةْ
في لون قرميد المبانيْ وفي تجاعيد الأمانيْ ٠
وبعد القراءة الأولية في عملية الإبداع عند الشاعرة و الكاتبة بشاير الشيباني والتي تصدح بشعرها بالفصحى و النبطي تصور في قصائدها المتنوعة جماليات البيئة من وحي الطبيعة و التراث و الواقع الاجتماعي و مدارات المدنية الحديثة لتبقى لوحاتها الفنية تنطق بموهبتها التي توظفها في التعبير عن مرايا النفس دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠