أخبار عاجلة

قلوب بيضاء

(قلوب بيضاء )
قصة مسلسلة
بقلم : تيسيرمغاصبه
————————————————————-
-١٢-
،،،الملاك،،،

استطاعت سهام التوقف بسرعة قبل أن تتدعم
لؤي الذي كان نائما ويفتح ساقيه على شكل
مقص ،
أي لو كانت تركب دراجة نارية لكان قصمته إلى
نصفين هذا المتهور، حتى لم تستطع التحدث
من شدة الضحك ،
نهض لؤي وقال لها :
– انا اسمي لؤي ..وأنا مجنون فيكي وبطلب
أيدك للزواج ؟
-ههههههههههههه.
-أنا بتكلم جد وانا بعيش مع أمي لحالنا ووضعنا
المادي اكثر من ممتاز وإذا وافقت علي
أو حتى ماوافقتي مش رايح يبعدني عنك غير
الموت ؟
-ههههههههههههه أبدا…هيك من الباب للطاقة؟
-اتركينا من الطاقة انا بدي ادخل من الباب ..
أو دخلت خلص ..بعدين هذا هو الحب بيجي
من غير ميعاد؟
-طيب وأذا انا ماحبيتك مثل ماحبيتني شو
بدك تعمل ؟
-بسيطة ممكن إني أكون خدامك.
-هههههههه ياعيني لهاي الدرجه؟
-والله العظيم إني بحكي جد.
-طيب وإذا ماقبلتك حتى خدام إلي ؟
-بهذه الحالة في حل ثالث وسهل كثير؟
-حلو هات أعطيني إياه ..شو هو الحل ؟
-إنتو في عندكو سياره ؟
-أه طبعا في سيارة لبابا ؟
-حلو ممكن تركبيها بكره وانا بكون نايم هون
وبتدعسيني بيها وبموت وبتخلصي مني ؟
– ياساتر.
-والله بحكي جد؟
-أنت مجنون.
-صح.. انا مجنون بيكي ؟
-هههههههه طيب خليني افكر .
ادارت دراجتها للانطلاق من جديد.. بتلك
اللحظة مرت عربة مسرعة كادت أن تدهسها لكن
لؤي أمسك بها وأبعدها بسرعة إلى جانب الطريق،
فتعثرت قدمه ليقع ويتدحرج في المنحدر الحاد
على الصخور بين الأشجار ،
-نظرت سهام فوجدته قد استقر في أخر المنحدر..
نزلت مع المنحدر حتى وصلت إليه، وقد تعرض
لكثير من الكدمات وإتسخ وجهه الشديد البياض
بالطين ليبدو كالطفل فيزيده ذلك جمالا ،
أمسكت بيديه لمساعدته على النهوض..لكنه
عاد وسقط ثانية ..رفعته مرة ثانية ..وضعت
ذراعه على كتفها واحاطت خاصرته بذراعها
و تسلقا معا ..وكان اسعد إنسان في
تلك اللحظة ..بل تمنى أن يتوقف الزمن ..أو
أن يسقط كل يوم عندما يلتقيها،
فبدأ يتعمد الوقوع لتطول المسافة على ذلك
الوضع ويستمر بإحاطة ذراعه على كتفها وهي
تحيط بخاصرته الشديدة النحول،
كانت سهام تحاول كتم ضحكتها بينما تقول
في نفسها:
“من وين أجتني هذه المصيبة”
وصلوا إلى الشارع ..قال لؤي:
– انا تعبان ممكن توخذيني على البيت وهناك
بالمره بعرفك على امي ؟
ردت سهام ساخرة بعد أن إنفجرت بالضحك من
جديد دون أن تستطيع التوقف عن الضحك وهي
ترى مراوغته الأقرب إلى البراءة:
-هههههههههه بالله عليك ؟
-طيب خلص مثل مابدك.
-يله يالؤي انا بدي ارجع على البيت أمبين أنه
الدنيا بدها تشتي؟
-طيب شو بالنسبة لحبنا؟
-هههههههههه حبنا..قصدك حبك ؟
-أه طيب حبي ؟
– انا حكيتلك بدي افكر يالؤي؟
قال وقد أصبح عنده امل كبير بالموافقة:
-طيب شوفي انا بدي آجي اليوم على بيتك
ومعي ورد ..وبوقف عند شباكك ورايح أظل
واقف تحت المطر . إذا حبيتيني بتعمليلي
شكل قلب بئديكي ..وبروح بسرعه . واذا
ماحبيتيني بتعمليلي حركة اوكيه مقلوبة بئيدك
وبعرف إني صرت خدامك ..وكمان بروح؟
-هههههههه طيب وأذا ما عملتلك لأهيك ولا
هيك ؟
قال بأسف وكانه يريد أن يبكي:
بهذه الحالة بظلني واقف تحت المطر حتى
اتجمد واموت شهيد؟
-هههههههه شهيد…شهيد شو ؟
-شهيد الحب .
كانت تنظر في وجهه الخالي من الشعر كوجه
فتاة وتتخيله طفل صغير مدلل ،
لاتعرف ماالشيء الذي جعلها تحب أن تبقى معه
وتنظر في عينيه الواسعتين وتقاسيم وجهه
الطفولية، وشعره الطويل المنسدل على كتفيه،
والغرة المنسدلة فوق عينيه كستارة من الحرير،
ماهو الشيء الذي جعلها تقف معه وتماطل
طالما إنها لاتعترف بالحب ولا بالزواج..بل
كانت قد حسمت هذا الأمر سابقا..قالت
بغنج مفتعل:
-لااااااااا لؤي ماتروح لعند البيت بعدين بزعل
منك …انا بكره بردلك الجواب ؟
قال لها وهو كالطفل المتسرع:
-لا مابقدر اتحمل لبكره..اليوم ..من هون للمسا
معك وقت اتفكري؟
ضحكت كعاتها وظهر صف اسنانها البيضاء
كصف اللؤلؤ وقالت :
-طب يله باي؟
قال :
-بدي اركض بجنبك على بين ماتوصلي بيتك
وبعدين برجع ركض على بيتنا؟
-ماشي .
جرى لؤي إلى جانب سهام هي على دراجتها
وهو على قدميه والهواء البارد يداعب شعراته
الملساء كالحرير.

* * * * * * * * * * *

في المساء دخلت سناء على غرفة سهام وهي
تفتعل حركات رقص ساخرة وتقول:
-ياعيني على البنت إلي بتقول إنها إتجوزت حالها
وبتطلع بتحب شب حلو مثل الكوري؟
تفاجأت سهام وصدمت بأن سناء قد شاهدتها
مع لؤي ،لكن ردت بثقة:
-آآآه …طيب..بفهم من هذا الحكي إنك شفتيني
مع هذا الولد مش هيك ..على كل حال فكري
زي مابدك ،لكن بحب اقلك إني شفته بالصدفه
في طريقي وعلق بي وقلت بتسلى إشوي ؟
قالت سناء بغضب :
تتسلي بمشاعر غيرك ..شو بتحكي.. إنت ماعندك
إحساس ولا مشاعر قلتي مابدك اتحبي ولا
تتجوزي قوليله إنك مابتحبيه وخليه يروح
بحاله ،والله شب مابحكي هالحكي إلي إنت
بتحكيه..قال تتسلى قال؟
قالت سهام ساخرة :
-شب بنت والله هاي حياتي؟
قالت سناء غاضبة ؟
-حياتك ..طيب قومي ياحياتي إنت إطلعي من
الشباك ؟
وقفت سهام بسرعة ورأت لؤي يقف قريبا
من الفيلا تحت المطر الغزير وبيده باقة أزهار،
ولم يكن يرتدي سوى بدلة رياضة خفيفة ،
أما لؤي السيء الحظ فما أن وصل إلى الفيلا
حتى بدأت السماء برميه بالبرد كما وإنها
كانت تترصد وصوله ،
إستمر هطول الأمطار والبرد وهو يقف
كتمثال الحرية ينظر إلى نافذتها بانتظار إشارة
منها ،
ذهبت سناء إلى غرفتها اما سهام فلم تعطي
أي إشارة ..فكانت تبتعد عن النافذة لنصف
ساعة في كل مرة لعله يذهب ثم تعود لالقاء نظرة عليه فتجده لايزال واقفا بعناد
كما وأنه تحت تأثير سحر ،فقد كان جادا فيما
قاله لها ،
وكانت السماء مستمرة في قذف حجارتها دون
رحمة ،
حتى دخلت سناء مرة ثانية إلى غرفة سهام
وقالت :
-شو صار للشب؟
قالت سهام :
-بهدوء مابعرف؟
نظرت سناء من النافذة وقالت صارخة:
-تعالي تعالي شوفي ؟
نظرت سهام فكان
لؤي واقعا على الأرض دون حراك في
مستنقع الماء والطين .

(يتبع…..)
تيسيرمغاصبه
٢٣-١١-٢٠٢١

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …