(قلوب بيضاء )
قصة مسلسلة
بقلم :تيسيرمغاصبه
————————————————————-
-٨-
،،، طائر،،،
بعد أن إنتهت سهام من ممارسة التمارين الرياضية
في الصباح الباكر ،خرجت بالتيشرت والشورت
تدفع دراجتها الهوائية بيديها في الممرات حتى وصلت إلى الشارع الرئيسي المحاط بأشجار الصنوبر الكبيرة من كلا الجانبين ،ومن هناك ركبت على دراجتها..وضعت سماعات الموبايل
في أذنيها..ضبطت مشغل الموسيقى على
أعلى درجة،
ثم قادت دراجتها بسرعة في الشارع الخالي
تقريبا من العربات والمارة،
وهو برنامج يومي تتبعه كجزء من تمارينها
اليومية الصباحية ،
ما أن إنحرفت مع إنحراف الشارع حتى ظهر
أمامها شابا هو الأخر مرتديا الشورت والتيشرت
ويجري بخفة الطائر ..لم تستطع إيقاف دراجتها
في الوقت المناسب فطرحته أرضا وإرتطم
رأسه بالشارع وسقطت فوقه هي ودراجتها،
لم تتأذى لإنها كانت مرتدية جميع مستلزمات
الوقاية.. منها واقيات الركب والمفاصل ،
اما الشاب فقد تعرض لكثير من الكدمات ونزفت
الدماء من رصغيه وركبتيه،
كان الشاب شديد الوسامة..شعره الطويل منسابا كالحرير لكنه نحيلا لدرجة أنه
لم يستطيع النهوض من تحتها حتى نهضت هي وأمسكت بيديه لتساعده على الوقوف،
وقبل أن تعتذر له بادرها هو وهو منبهرا بجمالها:
-أ…أنا بعتذر منك كثير ..م..ماكان قصدي ؟
قالت بسرعة وهي مندهشة من أدبه وأخلاقه
العالية:
-انا إلي بعتذر إلك ..أنا آسفه كثير…أسفه كثير؟
ثم أخذت تتفقد ذراعيه ركبتيه، وقالت بقلق:
-بس ماتكون تأذيت؟
صمت الشاب وهو يتأمل جمالها الساحر دون
وعيا منه ،إبتسمت خجلة وقالت :
– انا بعتذر مرة ثانية؟
ثم أمسكت بدراجتها وركبتها من جديد عائدة
إلى الفيلا ،بينما الشاب ودون إرادة منه بدأ
يجري خلفها حتى لايفقدها قاصدا معرفة
منزلها،
جرى ورائها حتى توقفت سهام ثم توقف هو وإنزوى بين الأشجار
وشاهدها تنزل عن دراجتها
وتدفعها سيرا على الأقدام إلى أن وصلت إلى الفيلا فأنبهر من جمال
الفيلا وبنائها القديم وحجارتها الكبيرة،
* * * * * * * * * * *
كان ذلك الشاب هو “لؤي” إبن العشرين عاما،
الشاب اليتيم والوحيد لأمه التي كانت تحبه
كثيرا ولا تحرمه من شيء.. لما تحرمه وهو إبنها
الوحيد المدلل،
كانت تخاف عليه كثيرا ولا تسمح له بالابتعاد
كثيرا ،ولإنهما أثرياء فقد وفرت له حياة الترف
والرقي و لم يحتاج إلى عمل أومهنة يشغلها
لأن زوجها ابو لؤي قد ترك لهما ثروة تكفيهما مدى العمر،
* * * * * * * * * * *
منذ أن رأى لؤي سهام وهو واقع بحبها ومتملكة
كل كيانه وافكاره ،وأصبح دائما شارد الذهن..
فكانت امه بحكم الصداقة التي نشأت بينهما
تفهم إبنها من نظراته وبماذا يفكر فتقول في
نفسها “حالة لؤي والله ما إلها غير تفسير واحد
مافي غيره..هو الحب …والله كبرت يالؤي
وصرت إتحب..الله يحفظك ”
فتقول له :
-إحكيلي ياحبيبي مين هي وانا بطلبها إلك
مين ماكان ابوها..هو انا قديش عندي لؤي؛
لؤي واحد بس ..هو إنت شو ناقصك أسم
الله حولك مال وجمال وأخلاق وإبن ناس؟
* * * * * * * * * *
خرج لؤي في الصباح الباكر وعلى نفس الموعد
الذي مرت به سهام ..إختبأ خلف الأشجار
وإنتظر حتى رأى سهام من بعيد على دراجتها،
فخرج من خلف الأشجار ونام على الشارع
في نفس المكان الذي اوقعته فيه كما وأنه فاقد
الحياة ..وعندما إنحرفت سهام مع إنحراف
الشارع رأته فكادت أن تدهسه بدراجتها ..توقفت فجأة وقالت مندهشة من فعلته:
-شو بتعمل يا مجنون ؟
(يتبع….)
تيسيرمغاصبه
١٨-١١-٢٠٢١