أخبار عاجلة

قلوب بيضاء – قصة مسلسلة

بقلم :تيسير مغاصبه

-٧-
،،،إغتراب، ،،،

كانت وظيفة سماح في مركز ذوي الاحتياجات
الخاصة هي تعليم منتسبي المركز الموسيقى،
فكانت تقتصر على الآلات الخفيفة إلى جانب البيانو مثل الدرمز والإيقاعات و
الاوكورجيون، والغيثارة وآلات النفخ إلى جانب
الغناء ،
وقد كونت فرقة رائعة سميت بالفرقة المعجزة
لبراعة افرادها في العزف والغناء،
فكانت فرقتها تشارك في جميع المناسبات
والمحافل بل والأسفار إلى الخارج ،
من جهة ثانية كان مدير المركز “مثقال القاسم”
معجبا بسماح منذ أن رآها لأول مرة في
المركز ،وكانت سماح تستلطفه أيضا فكانت ترى
أنه يمتلك الكثير من مواصفات أبيها،
ومثقال رجل في العقد الرابع من عمره،كان
يحب زوجته حبا كبيرا، توفيت زوجته بعد
مرض عضال ،وعاش وحيدا على ذكراها إلى
أن رأى سماح وتعرف عليها وشعر إنها هي
الوحيدة التي تستطيع تعويض فراغه العاطفي الذي تركته زوجته ..بل وربما أن تحل مكانها،
لإنها الوحيدة التي إستطاعت أن تنسيه أحزانه
كونه مؤلف موسيقي مرهف الإحساس ودائما
دموعه على خديه ،
فكان الحب المتبادل والانسجام بينهما بالرغم
من أنه يكبرها بعشرون عاما ،لكن الحب له
أحكامه وقوانينه،
نعم.. هذا هو الحب الذي لا يعترف بفروق الأعمار
أبدا ،
تقدم مثقال لخطبة سماح ،وتمت الموافقة ..
وبدأ يزور العائلة كل يوم جمعة لتناول طعام
الغداء مع أسرة سماح ،
كان مثقال رجلا طموحا جدا ..لما لا وهو يعلم
أن وجوده في بلده يعني أنه لا يمكن ان يتطور
ابدا في الموسيقى وعالمها الواسع ،
كان يكرر دائما قول “هذه البلد مافيها مستقبل؟”
وصارحها بأنه قد إتخذ قرارا بأن يتركا عملهما
في المركز بعد الزواج و الهجرة إلى أمريكا،
ليتابعا معا تعلم الموسيقى وكتابة النوتة،
صارحها بذلك قبل عقد القران لأنه كان صريحا جدا ليخيرها إن هي أرادت إكمال المشوار
معه أم لا ،
فوافقت على الفور.. وبكل سرور.. ودون تردد،
فإذا إستطاعت أن تصنع من ذوي الاحتياجات
الخاصة عباقرة ،فماذا ستصنع هناك مع وجود
كل الإمكانيات،

بعد ثلاثة شهور تم الزواج ..وبعده بثلاثة شهور
أخرى قام مثقال ببيع كل ما يملك في عمان
وهاجر مصطحبا معه زوجته سماح إلى أمريكا.

(يتبع ..)
تيسير مغاصبه
١٧-١١-٢٠٢١

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …