البحر الميّت

البحر الميت
بقلم شاكر محمد المدهون

ذبول ذاك المحيط
بعد أن غمر الظلام مياهه
كشرنقة أضحى لا يبصر النور
ماتت الأمواج به
وتسمرت الحياة هناك
من يجلس على كرسي الحكم
تبايعه الرذيلة
إنكمش البحر لا حياء
تجذر به الألم
تآمرت الريح والنيازك
وتفشى بين ضفتيه الصمت
الخوف
سكون الموج
تعثر الحروف في الحلق
كبائر أصبحت نزوات
وعلى الضفاف تشتت قوم لوط
ربما سكنوا القصور
ربما أخذتهم الرغبة لظلال الزيف
بحيرة أصبح البحر
مستنقع لكل الأسماء
جاءوا على قدر ليصبحوا ملوكا
من يشهر السيف في وجه العدل
فيرتد الرمح من يد صديقة إلى صدره
ربما تغيرت طقوس الولاء
عند حائط البراق يكثر الحجيج
مباركة يد الخسة
ربما كان القدر إنتقاء
لم يسكن ذاك البحر إلا أسماك الزينة
تساند القرش وبأسها بينها شديد
زعانفها تمسح لمحات الغضب عند سيدها
وأشواك في حلق الغياب كصديد
هنا تتجمع صور الذكريات
وعناوين فقدت ملامحها
إرهاب تلك الأسماك
كل المسائل والظنون تقيد
على من بات والدمع في عينيه شهيد
ياهذا البحر الغاصب
لن ترض عنك جموع الضلال
ولو جف الحوض
وسيقت أسماك وجبة إفطار لتلك اللقيط
———–
شاكر محمد المدهون