بقلم / شريف محمود
أحبابي واصدقائي أن القناعة نعمة من نعم الله عز وجل على عباده وهي كنز لا يفنى ومعين لا ينضب مهما توالت عليه الأيام فالإنسان القنوع يرضى دائماً بحاله وبرزقه حيث تسيطر عليه حالة من التوازن النفسي والرضى والسلام الداخلي مع الذات فتراه يشكر ربه على ما آتاه من فضله ويشعر بأنه كثير، ولا ينظر إلى ما عند هذا أو ذاك
فلا يحزن من كان حظه من الدنيا قلة المال ، أو عدم الإنجاب لأنه قد يجلب المال والولد على صاحبهما الهموم والأحزان فكم من صاحب أهل وولد ولكنهم غير صالحين فكانوا من أسباب تعاسته وأحزانه واضطراب نفسه وكم من غنى لا يفارق الشقاء جنبيه وكم من صاحب جاه ومنزله لكنه لم يذق طعم الاستقرار وراحة البال فهي زينة مؤقتة لا تخلو من المنغصات والمسؤوليات التي تحد من الاستمتاع بها بينما نجد إنسانا لم يحظ بكثير من مال أو جاه أو يفتقد الأهل والولد لكن صدره أوسع من الأرض نفسها مؤتنس راض بقضاء ربه فلو رضينا بما عندنا سعدنا ولو سخطنا شقينا ولو رضينا بالقليل من الطعام شبعنا ولو رفضنا وتبطرنا شعرنا بالفقر ولو رضينا بما عندنا من ملبس ومسكن هدأ بالنا ولو نظرنا لما هو أعلي منا تعبنا فلماذا لا نرضي وقد يأتي يوم تفحص فيه الأعمال ويكثر فيه الزلزال وتشيب فيه الأطفال هذة هي الدنيا اياك ان تغتر بها
احبابي أشياء كثيرة يرى فيها الإنسان أسبابا للسعادة والرضا لكن السعادة الحقيقية تكمن في أن يكون قلب الإنسان عامراً بحب الله سبحانه و تعالى فيعيش المرء براحة و طمأنينة و رضا و قناعة فلا يلتفت كثيراً للأشياء المادية لأن السعادة الحقيقية هي راحة البال في طاعة الرحمن عز وجل
حفظ الله مصر وشعبها العظيم