أخبار عاجلة

هل الأبناء مجني عليهم ؟

 

كتبت / نورهان أبو حشيش

مرحلة الطفولة هي فترة مقسمة إلي نصفين ، النصف الاول منذ ولادة الطفل من رحم أمه ثم فطامه حتي يبلغ سن السابعة ثم النصف الثاني من السابعة حتي سن الاثني عشرة .
فهذه المرحلة توصف بأنها مهمة في حياة الإنسان حيث تكون القاعدة لبناء شخصيته فيكون فيها الآباء قدوة لأبنائهم فيعجب بهم الاطفال و يتخذونهم كمثل اعلى في الحياة و يفخرون بهم و لكن لسوء الحظ ليس كل من لقب أم أو أب جدير به .

فخلال مرحلة الطفولة يجب أن يحظى الطفل بالسعادة و يكمن دور الأسرة في إعطائه كل حقوقه و توفير الرعاية الكاملة حتي ينشأ سوي النفس خال من جميع الاضطرابات واثق الخطي غير مذبذب و يكون ذهنه في حالة استعداد للتمييز بين الأمور الصائبة و الخاطئة بالرغم من صغر سنه ثم ينطلق لمواجهة العالم الخارجي القاسي .

و لكن بسبب وجود الجهل والفقر و التسلط لجـأ الأهل إلي استخدام أسلوب خاطئ مع الأبناء و ذلك الأسلوب أدي إلي تدمير ثقتهم بأنفسهم و ضياع فترة الطفولة و اجهاد الطفل ذهنيا و بدنيا و نفسيا .

 

فمن أبرز تلك الانتهاكات هى عمالة الأطفال الذي يعود إلي جهل الأسرة عند مواجهة أمور الحياة او كثرة الأبناء في الاسرة الواحدة و البحث عما يطلق عليه (عزوة ) دون إدراك لتوابع ذلك فانهم لم يأخذوا حتي دقيقة واحدة ليتساءلوا عن وسيلة الانفاق علي ابنائهم.

 

فعمالة الأطفال تؤدي إلي إجهادهم في سن صغير ، و تسبب لهم آلام جسدية بسبب مشقتها و صعوبتها علي أي طفل . فكل احتياجات هذا الطفل من الحياه في هذا السن هى المرح و اللهو فللاسف من الممكن أن يدمن المخدرات أو يسرق و في النهاية يجبر علي ترك دراسته بسبب عدم استطاعته المواظبة بين طلب العلم و كسب العيش .

فكيف يمكن لطفل تحمل ذلك العناء ؟

و من الانتهاكات الموجهة للأطفال الإناث الختان الذي يعد جريمة تكون تحت ستار الطهارة و له أضرار نفسية و جسدية و يكون بصمة مؤلمة في حياة أي طفلة فهو تشويه لها كما أنه يزيد من المخاطر الصحية فيمكن أن تصاب بمرض الأيدز (مرض نقص المناعة البشرية ) حيث يتم استخدام نفس الأدوات من طفلة إلي طفلة أخري.

 

و للاسف ممكن أن يؤدي إلي انتحارها بسبب الصدمة النفسية و العصبية .

 

ثم نذهب بعد ذلك إلي جرائم الشرف (غسل العار) الذي يكون سببه هو جهل الأسر والزعم باتهامات باطلة فتقتل الفتاة بدون ارتكابها أي ذنب .

 

و أخيرا زواج القاصرات فبسبب فقر الأسرة يتم زواج الفتيات في سن صغير حتي لا تكن عالة علي أسرتها كما ان للعادات و التقاليد دورا في ذلك حيث وجود تجمد فكري و عدم وجود وعي كاف للأم .

فكيف يمكن أن تسلب دمية من طفلة من أجل الانتقال إلي حياة أخري ؟ فكيف يمكن أن تتحمل مسئولية زوج و منزل و أبناء ؟ فكل ذلك يؤدي إلي مشاكل نفسية أبرزها الاكتئاب حيث أنها لم تعش تسلسل عمرها الطبيعي الذي يعد أبسط حق لها ، و لكنها قفزت فجاءة من طفلة إلي سيدة سلب منها الحقوق .

و من اسوء ما يمكن أن يتعرض له الطفل هو العنف الجسدي عن طريق الضرب فهذا النوع يترك له أثر داخلي و خارجي فيظن الأب أو الأم أن ذلك اصلاح و تقويم بل العكس تماما فالتقويم يجب ان يكون بالنصح بدلا من مبدأ العصا لمن عصي .

كما أن الصراعات السياسية و الحروب المستمرة تؤدي إلي افتقاد الطفل للحياة الهادئة فالدول التي بها حروب يكون التدريب فيها علي حمل السلاح منذ نعومة الأظافر. فالآلاف من الاطفال معرضون للقتل بدون وجه حق ، و اذا لم يموتوا سيعيشون بأثر متروك لهم مدي الحياة مثل الاعاقة و التشوية و الاصابات .

 

كما أن هذه المعاملة الغير أدمية لم تخل من الانتهاكات النفسية المتمثلة في القسوة اللفظية للآباء على الأبناء و الكلمات المليئة بالسلبية التي تؤدي إلى العجز و الشعور الدائم بالحزن و عدم ثقة الأطفال بالآباء و أيضا سوء المعاملة الموجهة للطفل ممكن أن تسبب له توحد أو يمكن ان تقود طفل إلي الانتحار .

كما ان عدم السماح للطفل للتعبير عن رأيه و سلب حريته الفكرية يؤدي إلي جمود تفكيره و محدوديته ويصنف ذلك تحت لقب الإساءة العقلية و يضيع المهارات التي يجب على الطفل اكتسابها مثل قوة الشخصية و معرفة المفاهيم بالطريقة الصحيحة كما سيؤثر عليه سلبيا وسيغلب عليه شعور أنه مهمش .

كما ان انحصار فكر أغلب الآباء و الأمهات على النواحي الدراسية هي المحور الرئيسي الذي يدور في فلكه الأبناء و يتم تحديد الثواب و العقاب علي أساسها .

 

كما أن إهمال الأب أو الأم و الاستهتار في تربية الأبناء بسبب انشغالهم في العمل أو الطلاق بين الطرفين فمن المؤسف عدم إدراك أن الزواج مسئولية و ليس بلعبة يمكن الانسحاب منها في أي وقت .

 

و للأسف يمكن ذكر أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لم ينالوا أيضا معاملة حسنة رغم أن الدستور ذكر لهم حقوق .

و أيضا لم يسلم الأطفال من العنف الجنسي حيث الآلاف من الأطفال يتعرضون للتحرش و الاغتصاب فتكون طفولتهم سيئة منتهك فيها الشعور بالحرية حيث فقدت الكرامة الانسانية .

فكل ما تم ذكره من صور انتهاكات يعد تعديا علي الطفل و مخالفا لميثاق حقوق الطفل الذي صدر من الأمم المتحدة من أجل ضمان حقوقهم حيث أن العمل به يكفل لهم الحماية و الامان.

فجميع الأطفال غير ملومين على اختيارهذه البيئة السامة فالحياة ليست عادلة و لا تعطينا فرصة لاختيار شكل الحياة التي نريدها .

فالأطفال مسئولية فإذا شعرت أنك جدير بها فأقبل عليها خلاف ذلك فأنت تتسبب في تدمير إنسان لم تأخذ منه موافقة لكي يأتي الى هذه الحياة .

شاهد أيضاً

” غواني ما قبل الحروب و سبايا ما بعد الخراب ..!! “

” غواني ما قبل الحروب و سبايا ما بعد الخراب ..!! “ رغم إندلاع الثورة …