أبشروا يا أهل الهدى
أبشروا .. فالعمر أصبحت أيامه معدودة .. والنفس صارت تعاف كل ملذاتها .. وتتوق إلى عناق الآفاق .. إلى الخروج من هذا العالم الضيق المحصور بين ظلمات الرحم وظلمات القبر .. إلى عالم أبدي .. لامتناهي .. موحد .. رغم اختلاف المصير والمقام .. فإما مأوى وإما مثوى .. إما سعادة دائمة لمن مأواهم الجنة .. أو شقاء دائم لمن مثواهم جهنم وبيس المصير .. فكل منا .. سواء المنعمون .. أو أصحاب السعير .. يحيا حياة أبدية لا جدال ولا خصام فيها .. ولا تسابق على السلطة ولا حشد للأموال .. ولا اختلاف في الأجر .. إلا فرحة أهل النعيم وحسرة أهل السعير ..
أبشروا .. حين تُذكر أعمالكم .. وتُعرض أقوااكم وأفعالكم .. ويُنظر ما في القلوب .. حين يستظل المتقون بظل الرحمن .. ويرتوي المؤمنون الصادقون من حوض العدنان .. ويدخل الصابرون الجنة بغير حساب ..
أبشروا .. واستعدوا لبلوغ المراتب العالية والقصور في الجنان الزاهية .. والغنى والثراء الذي لايفنى ولا يحد .. الكل سواسية .. لا لغو ولا تأثيم إلا قيلا سلاما سلاما .. ذكر دائم وتسبيح دائم .. وتذاكر بين الأحبة ..
أبشروا .. وهلموا طهروا النفوس وطيبوها بالإيمان .. إجعلوا لدنياكم حظا في آخرتكم بالبر والأحسان .. واجعلوا لآخرتكم حظا في دنياكم بحسن العبادة والقسط في الميزان .. قال تعالى في سورة الضحى : ” ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث ” ..
ابشروا .. يا من يعملون ليجدوا ما وعدهم ربهم حقا .. ويجتهدون في الخيرات لينالوا جزاءهم في الآخرة .. يا من لا تحيرهم الدنيا إذا ابتلاهم الله بأحسن مايتمنون ويشتهون .. ولايصبهم يأس إذا ابتلاهم الله بأسوإ ما في الدنيا من النائبات .. الذين إذا اختاروا احتسبوا أعمالهم وتضحياتهم لله رب العالمين ..
غفر الله لي ولكم وهدانا إلى سواء السبيل ..
فاطمة امزيل سفيرة المحبة