أخبار عاجلة

للأدب ادوار شاملة

للأدب ادوار شامله…..

بقلم/عماد أحمد الرمادي..

ترافقت نهضة الأدب عبر العصور مع حركة النهضه السياسية والاجتماعية والثقافية.. فكل منهم وثيق الصله بالآخر.. يؤثر فيه ويتأثر به. فلا تجد نهضة ادبية في أي بلدمن بلدان العالم ألا وكانت مصاحبة لها نهضة سياسية وثقافية واجتماعية. ومما لاشك فيه إن طلائع الشباب هي القوي المحركة لهذه النهضه الشاملة. التي تسبغ عليها، طور الحداثة والتغير..
لتكون اشراقة جديده لعنوان آخر كنا فأصبحنا.. وهذه القوي الشبابيه يحركها دافع التحرر من قيود الماضي وجمود العادات والتقاليد.. نحو أفاق المستقبل. ولعل الأدب كان ومازال يلعب هذا الدور التهزيبي للأرتقاء بمفاهيم الشباب. ثم ينعكس علي المجتمع عامة فينمي الفضائل ويرقق الحس ويهذب الغرائز.. وهكذا كان دأبه في صدر الأسلام. عندما اشتدت الخصومة بين الرسول صلي الله عليه وسلّم وقريش.. جردوا عليه الأسنة والألسنه.. ولكن شعراء العرب وقفوا موقف الحياد والتربص.. ينتظرون نتيجة المعركة بين التوحيد والوثنية وبين الديمقراطية والاسقراطية.. وبين محمد وقريش في الخصومة.. إلا الشعراء القرشيون. وقد كانوا قلالا قبل الأسلام لشواغل الحضارة والتجارة.. فصاروا كثارا بعده لدواعي النزاع والمعارضة. بدأ هذه الحملة. عبدالله بن الزبير وعمرو بن العاص وابو سفيان.. فأذوا الرسول واصحابه بقوارض الهجاء..فهاج ذلك من شاعرية المسلمين..
وودوا لو يأذن لهم الرسول صلي الله عليه وسلّم.. بمساجلتهم فما هو الا أن قال لهم؟..
وماذا يمنع الذين نصروا الله ورسوله بأسلحتهم ان ينصروه بألسنتهم.. حتي نهض للقرشيين نفر من الصحابة منهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة. يدافعون عن الرسول والأسلام بخلق الإسلام وأدابه.. وليس بفضائل الوثنية.. ولله در القائل…
ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا…
وأقبح الكفر والأقلال في الرجل..
واكد رسول الأمه علي هذا الوفاق الديني والأدبي بقوله.(ان من البيان لسحرأ وإن من الشعر لحكمه).. حكمة تقتضيها الغاية داخل النفوس الضاله الباحثة عن الحقيقة في كل زمان ومكان تجد فيه اثارا شامخة للأدب و الأدباء برفقة الدين وسماحة الأنسانية الجمعاء..
ولعل تأثير الأدب والادباء في الظروف المحيطه بنا يلبي الكثير من احتياجات المجتمع في احلك الظروف واشدها قسوة.. والأداب العربية اغني الأداب جمعاء لانها آداب الخليقة منذو طفولة الإنسان إلي اضمحلال الحضاره العربية
فما كانت لغة مضر بعد الأسلام .. لغة امة واحدة وانما كانت لغة لجميع الشعوب.. التي دخلت في دين الله او في كنفه.. أو دعواها معانيهم.. وتصوارتهم وافضوا إليها بأسرار لغتهم.. ثم جابت اقطار الأرض تحمل الدين والأدب والعلم.. فصارعت كل لغة نازلتها ووسعت علوم الأولين وآداب الأقربين من فرس ويهود وهنود واحباش.. واستمسكوا علي عرك تلك الخطوب الطويله.. فشهدت مصارع اللغات حولها وهي تأثر في المجتمع وترث نتائج القرائح.. وثمار العقول..من كل دأب ونحله. فاكانت لغات العالم علي اختلافها كالجداول والأنهار تتألف ثم تتشعب.: ثم تتجمع ثم: تصب في محيط واحد هو اللغة العربية ، هكذا كان الأدب بمفهومه. يوجه فكر القبيله بعد دخول الأسلام إلي مساره المعتدل والمتزن بميزان الدين، ولعل قصة اسلام حسان ابن ثابت وهو من شعراء الجاهلية من شواهد تأثير الأدباء في المجتمع الإسلامي والوثني حينما اعطته قريش مبلغا من المال، ليهجوا نبي الأسلام، فاوقف علي ربوة عاليه ينتظر قدومه فالما رآه ادركه الحق فاعزف عن الباطل وقال ابياته الأشهر التي تسجل في التاريخ بحروف من نور….
لما رايت انواره سطعت وضعت..
من خيفتي كفي علي بصري…
خوفا علي بصري من حسن صورته..
فالست انظره ألا علي قدري..
روحا من النوري في جسم من القمرى..
كاحلية نسجت م الأنجم الزهري..
هذا التأثير يضعه الضمير الأدبي والأخلاقي داخل الأديب الذي يعد مراءة تعكس ضوءها الروحي. علي الأفئدة المظلمه، فتشع وهجا دينيا علي منابر العلم والفنون والحضارة، حتي تكسب المجتمع ثوبا جديدأ من الرقي الأخلاقي والتنويري، ولله در القائل…..
وأدب النفس واستكمل فضائلها…
فأنت بالنفس لا بالجسم انسان…….
وايضا يتجلي هذا التأثير في الموضع الوطني فيلملم الشمل.. ويعزز من الوحدة والصف داخل الأوطان ونرى ذلك جليأ، في قول ابو القاسم الشابي……..
إذا الشعب يوما أراد الحياه
فالابد ان يستجيب القدر….
ثم ياتي التأثير الاخلاقي في قول الشاعر..
أنما الأمم الأخلاق ما بقيت…
فأن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا…
من هنا ولذلك كان الدين والأخلاق عبر كل الأزمان منابر ينطلق فرسانها، من ميدان الأدب كلابرسالته تخرج منها الكلمات التي تحمل روح المعني الصادق في كل الأتجاهات والأغراض السياسيه والأجتماعيه والثقافيه…

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …